الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٥٠٥ - الاثنين ١٨ يونيو ٢٠١٢ م، الموافق ٢٨ رجب ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

قضايا و آراء


الإسرائيليون يريدون الأرض لا السلام





بدخول حزب «كاديما» برئاسة «شاؤول موفاز» إلى الائتلاف الحاكم لدولة الاحتلال والعدوان اليمينية العنصرية الإجرائية الاستيطانية يصبح لهذا الائتلاف ٩٤ مقعدآ في البرلمان «الكنيست»، وتصبح هذه الحكومة حكومة المستوطنين بامتياز بامتلاكها الأغلبية المطلقة.

حكومة الأبرثهايد العنصرية الإسرائيلية ماضية قدما في تكريس وتجذير سياسة الضم والاحتلال ومصادرة أراضي الفلسطينيين وسرقة مياههم الجوفية وتهويد القدس عاصمة روحنا الأبدية. هذه الحكومة النازعة نحو الفاشية تريد ضم المنطقة (ج) حسب تصنيف أوسلو والبالغ مساحتها ٦٠% من أراضي الضفة الغربية الفلسطينية المحتلة والخاضعة للسيطرة الإدارية والأمنية الإسرائيلية للآن وكان من المفترض وحسب الاتفاقيات أن تحول للسلطة الوطنية الفلسطينية مسئوليتها قبل عام ١٩٩٩، وتعمل بالتوازي على تشتيت أنظار العالم عن جرائمها العنصرية بالتركيز على:

- التسلح النووي الإيراني

- ازدياد نفوذ الإسلام السياسي

- تداعيات الربيع العربي

صدقت الحكومة الإسرائيلية على قرار إقامة ٢٥٠٠ وحدة سكنية في مستوطنة «جيلو» الجاثمة على أراضي بيت لحم، وإخلاء مستوطني البؤرة الاستيطانية العشوائية «أوليانة» لم يكن التزاما بعملية السلام، لأنه تم إسكانهم في أراض فلسطينية!

وفي «مؤتمر التحديات الأمنية في القرن الحادي والعشرين» الذي عقد في مركز بحوث الأمن القومي في جامعة تل أبيب، يطرح وزير الأمن القومي الإسرائيلي «أيهود باراك» فكرة الانسحاب من الضفة الغربية المحتلة من جانب واحد لتعذر التوصل لاتفاق. وفي هذا سعي محموم لكسب الوقت وفرض حقائق جديدة على الأرض تتمثل بقضم الأراضي الفلسطينية بسرعة قصوى وشق الطرق الالتفافية الواصلة بين المستوطنات والمدن داخل الخط الأخضر وضم الأغوار الفلسطينية وضم الكتل الاستيطانية الكبرى الثلاث التي تشمل (معاليه أدوميم، غوش عتصيون وأرئيل)، وما تبقى من أراض سيرمى في وجوه الفلسطينيين حيث لا أمل بإقامة دولة مستقلة متواصلة وقابلة للحياة!

في هذه الأجواء المحمومة والوضع المعقد إقليميا ودوليا، وفي ظل هذه الحكومة الإسرائيلية التي تقوم بتدمير كل فرص السلام، يدعو الرئيس الأمريكي «باراك أوباما» الرئيس الإسرائيلي «شيمون بيريس» إلى الولايات المتحدة لمنحه وسام الحرية!

وفي المقابل يعلن الرئيس الأمريكي أن الرئيس الفلسطيني لا يريد السلام مع الإسرائيليين!

نحن الفلسطينيين لسنا بحاجة لانتظار أحد، لقد سئمنا انتظار ما ستسفر عنه الانتخابات الأمريكية والفرنسية والإسرائيلية، يجب الاعتماد على الذات، واستنفار كل عناصر القوة وتوظيفها لخدمة هدف التحرر والانعتاق.

ومن وجهة نظري إننا بحاجة ملحة لعمل التالي لكي نتمكن من مواجهة العالم ونجبره للإنصات إلينا والتفاعل الإيجابي مع حقوقنا:

- العمل على تجديد الشرعيات الفلسطينية جميعها، إجراء انتخابات بلدية وبرلمانية ورئاسية والمجلس الوطني الفلسطيني.

- تفعيل منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب العربي الفلسطيني أينما وجد، بدخول القوى الحية الجديدة وتمثيلها.

- مقاطعة بضائع المستوطنات الإسرائيلية مقاطعة حقيقية وتأثيم من يتعامل بها.

- تفعيل علاقاتنا مع الأحزاب العربية والعالمية كما سابقا بالتوازي مع العلاقات الرسمية، فمازلنا في مرحلة التحرر الوطني.

- التمسك بقرارات الشرعية الدولية ومؤتمر مدريد وخريطة الطريق على أن تكون المرجعية لعملية التفاوض.

- الذهاب إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة للحصول على مقعد دولة غير عضو من الأمم المتحدة، ونستطيع ذلك حيث الغالبية تدعمنا.

- تعميم نموذج قريتي «بلعين» و«نعلين» في المقاومة الشعبية ليشمل المساحة الكبرى من الضفة الغربية المحتلة والحزام المفروض على قطاع غزة.

- دعم عمل المتضامنين الأجانب لما لحركتهم من أهمية في فضح ممارسات دولة الاحتلال والعدوان.

لم يعد مقبولآ العودة للمفاوضات دون وقف للاستيطان وإقرار بمرجعية المفاوضات النهائية، ولن يستسيغ شعبنا ما تسميه إسرائيل مبادرات حسن النية كتسليم جثث الشهداء المحتجزة منذ عقود، ولا إدخال أسلحة فردية للشرطة الفلسطينية للعودة للمفاوضات.

لقد جربنا المفاوضات المباشرة، وذهبنا لمفاوضات موازية وتقريبية واستكشافية وهناك لقاءات وأحاديث تجري هنا وهناك ولكن الثابت الوحيد أن الحكومة الإسرائيلية اليمينية العنصرية تريد الأرض لا السلام.

* كاتب فلسطيني مقيم في البحرين



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة