الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٥٠٥ - الاثنين ١٨ يونيو ٢٠١٢ م، الموافق ٢٨ رجب ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

قضايا و آراء


من الآثار التدميرية لحملة بوش في الفلوجة





حتى الحيوان المسكين الذي يعيش في العراء ولا يجرؤ على ان يقترب من الانسان او يذهب إلى المستشفى وعيادة الطبيب لتلقي العلاج هو الآخر لم يسلم من سموم الاحتلال الأمريكي في العراق، فلقد ظهرت أعراض مرضية على أصناف عدة من الحيوانات ومنها البرية مثل الأرانب والطيور والأبقار وغيرها، ولكن الحيوانات الولود ربما كانت واضحة عليها أعراض شكا منها الانسان في وقت سابق حتى اليوم عند حصول ولادات حديثة بتشوهات خلقية غريبة.

من المعروف انه في علم البيئة تتشارك الكائنات الحية في الحياة والجميع يخضع لتأثيرات البيئة السلبية والايجابية، بدليل أن ما جرى للإنسان العراقي من مظالم وصعوبات حياتية جمة عقب الغزو الأجنبي هي ذاتها عاناها الحيوان بدليل ظهور أعراضها بشكل متطابق ما بينهما، وهذا الأمر يتعدى إلى النبات الذي هو زاد الإنسان والحيوان وهذه الطبيعة البيئية تكون منقسمة ما بين هذه الأصناف من الكائنات كما هو الحال في تبادل ثنائي لاستخدام الأكسجين وثاني أكسيد الكاربون. إن من ابرز الأمراض التي بانت على النبات هي النقص الحاد في إنتاج كميات الاثمار وخاصة التمر لدى النخيل وأشجار الحمضيات ما يعطينا الدليل على ان التربة ملوثة وكل الكائنات التي تعيش على منتجها باتت هدفا لتلك السموم المغروسة بين ذرات ترابها جراء فعل الاستعمار الأمريكي ومن شاطره.

في مقالتي هذه لحيوان جميل وديع رائع مسكين تنطبق عليه كل ما يمكن ان يعبر عن الحب والحياة السعيدة، انه حيوان الأرنب، انظروا إلى فعل الاحتلال الأمريكي ماذا فعل به وحول جماله الذي منحه الله سبحانه وتعالى إلى صورة أخرى تكاد تكون مقززة،هذا الحيوان للأسف لا ينطق ولا نعرف كيف يبكي ويشكو من عذاباته التي ما كان يعرفها صنفه سابقا سواء في العراق او خارجه، لكنه اليوم من خلال منظره المقزز أراد ان يقول لنا جميعا بطريقة الإيحاء أو كما يقال «الصورة تتكلم» انقلوا عني أهكذا يفعل بنا الانسان، وأي إنسان؟ انه الإنسان الغربي للأسف الذي بات يرفع شعار هذا العصر وهو الدفاع عن حرية وحقوق الإنسان وحقوق الحيوان والبيئة ومن يعيش عليها.

هذا الأرنب اللطيف الضعيف شاء القدر ان يتشارك مع الإنسان العراقي تحديدا وان يتقاسم الحياة في بيئة ملوثة وان يتشاركا سويا المعاناة حيث تجد طفل الإنسان بلا عيون أو بعين واحدة وبلا اقدام وبلا اذن وبرأس مخيف وبأقدام متلاصقة وبجسدين في رأس واحد، واذا كنا نتخاصم نحن بني البشر ما بين الغرب والشرق على النفط والغاز والثروات المعدنية او في محاولة الغرب لتقليل اعداد البشر في العالم العربي والإسلامي او هنالك صراع ما بين الديانات كما هي حالة الاستهداف الغربي للإسلام والمسلمين، فما ذنب الأرنب الذي لا يمتلك النفط والغاز؟ وهذا المسكين الذي كنا نسميه «الأرنب الشاطر» سابقا اذا حظي بباقة من حشائش البرسيم ليأكلها بوقت هانئ من دون محاولة عدوانية من جور الصياد المتعطش للقتل،فهذا وقت ثمين عنده، وما ذنب هذا الحيوان الذي يجب أن نسميه اليوم «الأرنب المسكين»هل هو إرهابي؟ والسؤال نوجهه إلى بوش وإلى أركان ادارته حتى الرئيس الأمريكي الحالي باراك اوباما.

إن الحيوانات لا تدين بالاسلام ولا بالعروبة ولا تملك النفط والثروات فلماذا تستهدف بشكل مباشر لتنجب ولادات مشوهة؟ اعتقد أنه عبر التاريخ لم تعرف كتب الطب البيطري مثل هذه الحالات من العدوان الوحشي ضد الحيوانات، لذا فان من حقنا ان نصف بوش بـ«مجرم العصر» لأنه استهدف الطبيعة كلها. في صورة منشورة لحيوان الأرنب بولادات مشوهة بعين واحدة وبلا اذن وبرؤوس مشوهة ناهيك عن حالات عدة مسجلة في دوائر الطب البيطري وتعمل عليها كليات الزراعة والطب البيطري في جامعات عراقية ومنها جامعة الأنبار، وحذرت المصادر المختصة من أن قضايا التشوه الخلقي في الولادات الحديثة عند الحيوان الذي يوجد في المناطق الزراعية والصحراوية في ضواحي مدينة الفلوجة بدأت تتزايد تدريجيا وهي جرس إنذار بالمخاطر المحدقة بالإنسان، فالفلوجة عانت استهدافها بمواد كيماوية اعترفت بها قوات الاحتلال الأمريكي وخاصة قوات المارينز أيام معركتي الفلوجة الأولى والثانية في .٢٠٠٤ وفي احدث دراسة لفريق طبي في مستشفى الفلوجة توصل ببحث علمي إلى أن نسبة الأمراض السرطانية أخذت تتزايد لتسجل ٣-٦ حالات بالأسبوع بينما كانت قبل الغزو في ٢٠٠٣ تتوقف عند نسبة ١-٢ كل ثلاثة أشهر، والفريق الطبي على استعداد لعرض تفاصيل البحث ونتائجه المذهلة في أي مؤتمر دولي اذا ما وجهت الدعوة لأعضائه.

إننا نوجه دعوة باسم المدافعين عن حماية البيئة والإنسان والحيوان والنبات إلى مقاضاة الرئيس الأمريكي ودولة الولايات المتحدة الأمريكية لما تسببا للبيئة العراقية ومن يعيش عليها من كوارث خطرة.

* كاتب وصحفي عراقي



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة