الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٥٠٩ - الجمعة ٢٢ يونيو ٢٠١٢ م، الموافق ٢ شعبان ١٤٢٢ هـ
(العودة للعدد الأخير)

بريد القراء


«البويات» المسترجلات... إلى أين؟!





ظاهرة أطلت برأسها على الأمة فأقضّت مضجعها، وأفسدت راحتها، فبالأمس كنا نراها حالات أحادية فسرعان ما تحول الأمر إلى ظاهرة اجتماعية، فجرائدنا ملئت بأخبار مقلقة، والعواقب منها باتت يا ربي مفزعة، إنه داء عضال يسري في جسد أمتنا، وفيروز فتاك أخذ في تشويه صورتها، ولا شك في ان الحديث يتوجه إلى ما يُسمى بظاهرة «البويات المسترجلات» اللواتي رفضن أنفسهن، وتمردن على قدرهن، فتراكمت علينا التبعات، وزادت على قلوبنا الملمات، أما الجهات المعنية فلا تجد لهم تفاعلا مع القضية، وحلولهم لا ترى فيها نجاعة ومزيّة، وأحسب أن الجميع فوجئ بما طالعتنا به الصحف في سنوات خلت عن تلكم الحادثة الواقعة في إحدى الدول العربية عن حادثة التمرد الذي سلط على إحدى الفتيات البريئات من تلكم العصابة التي شُكلت من البويات، حيث أجبرنها على خلع ملابسها لانتهاك الحرمات، فمن كأس العهر شربن، وعلى حبال الشيطان رقصن، وعلى لحن الشهوات تمايلن، فأبت المسكينة تلبية طلبهن، ونادت المجهول لإغاثتها، وتوالت في الوادي الصرخات، لتنهال البويات عليها ضربا وبالجلد ملأن جسدها وجعا وتورمات.. وبالإرهاب أرعبن قلبها فخلت قلوبهنّ من أدنى الرحمات، فتركن الضحية في دمائها تسبح، وعينها من هول المصيبة تسرح، وسيل دمعها اغرق الجفنات، أخي القارئ.. من شجع البويات باحتراف عمل شنيع، يعلنّنه مع مطلع كل يوم جديد، اذكر أنه في إحدى الدول القريبة داهمت الجهات الأمنية مزرعة قد نصبت فيها الكوشة لعريس يطلق عليها البوية، وبجوارها عروس بهيم هي في طبعها عوجة، ومن حولهن المعازيم من المثليين والمثليات الذين يلهثون خلف كل موضة وموجة، فلا هنّ من الفضيحة خفن، ولا من القانون هبن، قابلن رجال الأمن بابتسامة السخرية، والعدالة أهينت بقرارات كانت يا قومي مخزية، فالمفسدون أُطلق سراحهم بحجة خلو القانون من العقوبات الرادعة، ليبحث الغراب عن لحم جديد، مقتحما عقول زهورنا بفكر مُستورد وخبيث، أخي القارئ.. رعونة العقوبات أجبرت منطق الحق على أن يكون بين ناسه هزيل، ودعاة الرذيلة رفعوا شعارات الحرية والحقوق فبات الناقد بفكره في عالم العولمة اأجنبيٌ وغريب، فاتقوا الله في فلذة أكبادنا.

فالسهام وجهت إليهن بحرفنة

لتعدل البنات نهج الأنبياء

غسيل للفكر وعقول مجرثمة

أشغلت بالنا وأقلقت الأولياء

البوية إنسانة ولكنها مبرمجة

الرب يحميها من شذوذ الأشقياء

البوية اختنا وفي القلب مهيمنة

هداها المولى طريق الأتقياء

أديب البشير

عضو اللجنة الثقافية بمجموعة تواصل مدينة عيسى



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة