الفوضى الخلاقة... في شوارع البحرين التجارية!!
 تاريخ النشر : الاثنين ٢٥ يونيو ٢٠١٢
بقلم: إبراهيم المناعي
فوضى المحلات التجارية في شوارع البحرين، في المدن والقرى في ازدياد مستمر. حتى أصبحت هذه الحالة من الفوضى (ظاهرة) وسمة من سمات شوارع البحرين التجارية. وانظر حولك في الشوارع التجارية، في الرفاع أو جرداب أو عراد والبديع والمحرق وسترة وجدحفص.
أينما وليّت وجهك في معظم شوارع البحرين التجارية وجدت فوضى من تنوع المحلات التجارية المتنافرة على امتداد الشارع التجاري.
فهذا صالون حلاقة يتبعه نجار ثم برادة ثم كراج ومطعم ومحل لبيع الطيور ومحل لبيع الآيس كريم، يليه مباشرة على امتداده (فيلا فخمة مكتوب عليها/ صالون مغربي) ثم محل (باجه)، ثم محل لبيع العبايات يتبعه محل شاورما ثم صيدلية ثم دكان صغير لتصليح الأحذية، ثم مكتب عقاري، ثم قطعة أرضٍ صغيرة خالية يتوسطها ربما برميل قمامة (أجلكم الله) ومن حوله الأوساخ والقراطيس والتراب المتطاير وبعض القطط. ثم تصل إلى نهاية الشارع، فتجد دواراً متهالكاً تتوسطه الأتربة وربما شجرة تحتضر. فتعود راجعاً تتفقد الضفة الأخرى من الشارع، فتجد على الناصية محلا لبيع لعب الأطفال يجاوره محل لبيع قطع غيار السيارات ثم محل عبايات يليه محل عبايات، يليه محل عبايات ثالث. ثم برادة، يليها محل عبايات رابع وخامس وعاشر.. لا يهم، المهم أن أصحاب هؤلاء المحلات قد دفعوا الرسوم للبلدية والسجل والصحة. ثم تواصل مشوارك وأنت في غاية الضيق والاشمئزاز. فتجد على يمينك مطعماً (لا تعلم ماذا يبيع) ولكنه شغّال، ثم كفتيريا مكتوب على واجهتها (عصير عوار قلب) فتشعر فعلاً بعوار القلب والصداع ولوعة الكبد من هذه الفوضى والعشوائية الصارخة في تنوع أنشطة المحلات التجارية من دون تخطيطٍ أو تنظيم. وبعد أن تجد ضالتك، وتشتري حاجتك التي أتيت من أجلها وتفرّ خارجاً من هذه الفوضى والزحمة المزعجة وقد أصابك الصداع والارتباك، وعندما تبتعد كثيراً عن هذه الفوضى بالسرعة الممكنة بسيارتك، تهدأ أعصابك، وتعود إلى حالتك الطبيعية، وتتنفس الصعداء، ثم تبدأ بالثناء والحمد لله سبحانه وتعالى أن خرجت سالماً معافى (أنت وسيارتك) من هذا المولد الذي غاب عنه صاحبه، واختفى.
يندهش المرء أحياناً عندما يجد هذا التخبّط وعدم المبالاة في السماح للمحلات التجارية على تنوعها المتنافر في اصطفافها العشوائي على امتداد الشوارع التجارية في البحرين من دون تنظيمٍ أو ترتيبٍ أو تصنيف. ويتساءل أين المسؤولون في جهات الاختصاص، في البلدية والصحة والسجل التجاري والداخلية والبيئة؟.... كيف سمحوا لكل هذه (اللخبطة، والعفسة) في شوارع البحرين التجارية؟... وهل هذه هي البحرين الحديثة التي نتطلع إلى بنائها؟!.... ويندهش المرء أكثر عندما يجد (إصرار) الجهات المعنية على بقاء هذه الفوضى، بل ومباركتها وتعزيزها بإصدار الموافقات الرسمية المستمرة (من دون دراسة أو تخطيط) لأنشطة تجارية أخرى جديدة، وفوضى جديدة تضاف إلى هذا المهرجان من العبث وعدم المبالاة والفوضى في بعض شوارع البحرين التجارية.
ولهذا فإن شعارنا في البحرين ليس فقط (صيفك على كيفك)، إنما أيضاً (سجلك على كيفك).... وربما أيضاً... (الشارع على كيفك)، فكل شيئ في البحرين أصبح تقريباً (على كيفك)!!
هذه صورة من صور (الانفلات والتخبط وعدم التخطيط) الذي تعاني منه البحرين في القرن الواحد والعشرين، وهناك صورٌ أخرى كثيرة، تتنوع في نواحي الحياة العامة. سنوافيكم بها تباعاً في الأيام القادمة إن شاء الله.
لعل وعسى أن يتنبه إليها المسؤولون، لتداركها (ربما) في القرن الثاني والعشرين. والله المستعان.
Ebrahim٤١١٢@gmail.com
.