الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٥١٣ - الثلاثاء ٢٦ يونيو ٢٠١٢ م، الموافق ٦ شعبان ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)


قمة دولية ترفع من صوت استجارة الأرض





في ظل التدهور المتسارع الذي تشهده الأرض، سيكثف مؤتمر ريو+٢٠ او قمة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة النقاشات والمحادثات في محاولة لإعادة تسليط الضوء على هذا الموضوع وايجاد حلول له، بعد عشرين سنة من انعقاد قمة الأرض.

ويبدو ان التفاؤل ليس سيد الموقف في أوساط المشاركين.

فقد لفت فرانسوا هولاند وهو من رؤساء الدول الكبيرة القلائل الذين أكدوا مشاركتهم في المؤتمر إلى «خطر الفشل»، داعيا إلى «يقظة ضمير».

وجاءت النتائج التي نشرها برنامج الأمم المتحدة للبيئة منذ فترة وجيزة قاطعة، فانبعاثات غازات الدفيئة تزداد بشدة والنفايات تتكدس ومخزونات الأسماك تتضاءل والتنوع الحيوي على المحك، ومئات ملايين الأشخاص يفتقرون إلى مياه الشرب.

وفي ٢٠٠٢، كان الرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك قد قال خلال القمة العالمية للتنمية المستدامة في جوهانسبورغ ان «بيتنا يحترق وأنظارنا موجهة إلى جانب آخر».

وتؤكد اليوم منظمات غير حكومية كثيرة مثل «التحرك من اجل البيئة» (أجير بور لانفيرونمان) ان «بيتنا لايزال يحترق اليوم».

ويفترض ان يشارك في مؤتمر ريو نحو ١٣٠ رئيس دولة وحكومة وعشرات آلاف المسؤولين عن جمعيات محلية ومنظمات غير حكومية، فضلا عن ممثلين عن الشعوب الأصلية وصناعيين وناشطين وشباب.

واوضح احد الممثلين عن منظمة غير حكومية ان برنامج المؤتمر سيتمحور حول مفهوم «الاقتصاد الأخضر» الذي يشمل مصادر الطاقة المتجددة ووسائل النقل النظيفة وفرز النفايات والمباني ذات الطاقة الإيجابية.

كما سيبحث في تعزيز دور محافل اتخاذ القرار الدولية وتحديد أهداف طموح للتنمية المستدامة، وشبه البرنامج بـ«خطة انقاذ عالمية».

وقال آخيم شتاينر المدير العام لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة «لا مجال للشك» أو الحيرة، غير ان غياب الثقة يبقى سيد الموقف. ففي المفاوضات غير الرسمية حول نص الاتفاق المتوقع إبرامه في ٢٢ يونيو، تمسك كل طرف بموقفه.

وبعد جولة المفاوضات الأخيرة التي انتهت في الثاني من يونيو، لم يكن المندوبون قد اتفقوا سوى على ٧٠ من أصل ٣٢٩ فقرة، أي ٢١% من نص مشروع الاتفاق، علما أنها بأغلبيتها من العموميات المتفق عليها.

ولايزال التباين سائدا بشأن مسائل أساسية مثل التغير المناخي والمحيطات والتغذية والزراعة ونقل التكنولوجيا والاقتصاد الأخضر، فضلا عن الأهداف الواجب تحديدها. وأوجه الاختلاف كبيرة جدا إلى حد ان المدير العام للصندوق العالمي للطبيعة جيم ليب قال «أمامنا سيناريوهان محتملان اما اتفاق محدود جدا وبالتالي لا معنى له وإما فشل ذريع».

وتذكر جهات فاعلة كثيرة الحماسة التي كان سائدة خلال قمة الأرض والتي لم يعد لها أي أثر اليوم.

ولفت بريس لالوند أحد المنسقين التنفيذيين للمؤتمر إلى ان «الحكومات تتخبط في أزماتها الحالية، في حين يدعوها مؤتمر ريو +٢٠ إلى رسم ملامح مستقبل العالم».

واضاف «يصعب القيام بالمهمتين معا، لكن هذا هو دور رؤساء الدول من حيث المبدأ».

ومن المتوقع تنظيم مفاوضات تمهيدية في ريو، لكن هذه المهمة كانت صعبة جدا حتى الآن إلى حد انه يمكن تمديدها حتى المؤتمر.

وعشية هذا الاجتماع الكبير الذي يضم قمة الشعوب في وسط ريو وقمة الأمم المتحدة، والذي تنظم على هامشه ٥٠٠ فعالية للمجتمع المدني، يخشى المحللون أن يكون مؤتمر ريو +٢٠ «مجرد شبح من الماضي».

وختم بازيلو الفيس مارغاريدو من معهد الديمقراطية والتنمية المستدامة قائلا «نرى مؤتمر ريو +٢٠ من دون أمل ومن دون عزيمة سياسية لدى البلدان لتغيير الوضع الراهن».



.

نسخة للطباعة

خطاب مفتوح إلى الرئيس محمد مرسي

نقولها بكل اعتزاز: تحية لمصر.. مصر الحضارة، مصر الثقافة، مصر التاريخ.وتحية لأبناء مصر المعاصرين على اخ... [المزيد]

الأعداد السابقة