نتعلم الدروس
 تاريخ النشر : الثلاثاء ٢٦ يونيو ٢٠١٢
محمد المعتوق
لا يمكن النظر إلى مباريات كأس الامم الاوروبية الرائعة من زاوية اللعب والمستوى الفني داخل المستطيل الأخضر بمعزل عن التحضيرات بعيدة المدى على الجوانب البدنية والفنية والذهنية، واستراتيجيات اللعب الدفاعية والهجومية الذكية، وكيفيه توظيف قدرات اللاعبين، وتركيز جل تفكيرهم وإبداعاتهم على اللعب بعيدا عن الاحتجاجات الصاخبة على قرارات التحكيم كما نشاهدها في ملاعبنا العربية والمحلية، كما يتوجب التمعن في الهدوء وبعد النظر والتريث وعدم الاستعجال التي نجدها على وجوه القيادات الفنية للمنتخبات الأوربية، رغم الضغوط النفسية الكبيرة وصعوبة الموقف، وتكلفة الخطأ مهما كان حجمه على مسار المنتخبات في البطولة, ومن الجانب الآخر نجد الجماهير وقد ملأت المدرجات مزدانة بالألوان الجميلة على الملابس، والوجوه في كرنفال احتفالي رائع يساندون منتخباتهم المشاركة تشد المشاهد خلف الشاشات الفضية، اضافة إلى التقنيات العالية في نقل الصورة الحية المباشرة إلى اجهزة التلفاز المصحوبة بالإعادة البطيئة للحركة، لتنقلك في ومضة عين ومن دون أن تشعر إلى قلب الحدث، حيث النبض العالي وسرعة الحركة، حتى يخيل إلى نفسك بأنك موجود قريبا في المدرجات تلامس الأجساد، وتسد آذانك اهازيج الجماهير الصاخبة، وبالعودة إلى المستطيل الاخضر حيث تشتد المنافسة، نجد تكامل في الادوار وتوزيع للمهمات بين أفراد المنتخبات داخل وخارج الملعب بغض النظر عن تفاوت المستويات والضغوط. وأن وصول أي من المنتخبات التي قد ودعت البطولة فعليا إلى نهائيات الكأس الاوروبية ليس بمستغرب عطفا على المستويات المتقدمة التي قدمتها المنتخبات في الأدوار الأولية.
الآن وقد حسمت منتخبات البرتغال، اسبانيا، ألمانيا، ايطاليا موقفها بالوصول إلى الدور قبل النهائي لكأس الأمم الأوربية علينا ان نترقب ونتابع ونتعلم الدروس من الفرق الخاسرة في البطولة قبل الفرق الفائزة المتأهلة حيث تزداد الضغوطات والبحث عن اسباب الخسائر، وعلينا ان نعرف بأن وراء كل عمل ناجح، فريق متجانس من الفنيين الاختصاصيين في جوانب اللياقة البدنية والفنية والذهنية والتغذية والعلاج الطبيعي والإحصاء ضمن فريق قادر على ادارة الدفة، وضبط الموازين في حالة الفوز او الخسارة حتى لا تخرج الامور عن المألوف، واجد في بطولة كأس الامم الاوروبية الحالية، فرصة ايجابيه للاتحادات الرياضية المحلية للاستفادة من العبر والتجربة الميدانية، وخصوصا وان الانتخابات للدورة القادمة تقرع الابواب، وان التخطيط البعيد المدى يجب ان يكون هدفا رئيسيا للمنتخبات الصغيرة والكبير والعمل على توفير كل الاحتياجات المطلوبة من الكوادر الفنية القادرة على الاستمرار وفرض ارادة التحدي على في البطولات الخليجية والعربية والأسيوية وصولا إلى العالمية، وعلى الاتحادات من الآن رفع ملفات التخبط ونظريات المحاولة والخطأ التي ليس لها مكان في عالم الرياضة المتطور وعلى انديتنا المحلية ان تتخلص من سياسة العقود المؤقتة مع المدربين لموسم رياضي واحد، وان تفكر بالعقود مع مدربين كبار على مدى بعيد إذا ما أرادت هذه الأندية ان تجني ثمار العمل وتقلل الخسارة.
.