تعدّ فترة الخطوبة من أجمل المراحل التي يمرّ بها أي اثنين مقبلين على الزواج، فهي تتم في إطار رسمي أمام معرفة الأهل والأقارب والأصدقاء، وفيها يتعرف الشخصان على بعضهما البعض، وتبدأ المشاعر الجميلة في مرحلة النمو العاطفي، ويحدث الزواج، وتبدأ المشاكل في الظهور منذ أول شهر، ودائما تتردد جملة على لسان الطرفين «ليس هذا الشخص من كان معي أثناء الخطوبة»، ونفس الجملة بالنسبة الى الشاب أيضا، وتصبح فترة الخطوبة بعد الزواج حلما يراود الطرفين ولكن لا يستطيعان تحقيقه.

وعن هذه الظاهرة، تتحدث د. أميرة بدران استشاري العلاقات الإنسانية بجامعة حلوان قائلة: إن اي شاب وفتاة يدخلان مرحلة الخطوبة يقعان في خطأ شائع وهو السبب الرئيسي في انفجار المشاكل بعد الزواج، وهو التجمل وعدم التعامل بتلقائية وبطبيعة الشخصية، فكل طرف يحاول أن يظهر أجمل ما لديه من صفات وكلام وتصرفات، لكي يجذب الطرف الثاني له، ويتعامل بشخصية هي الأبعد عن طبيعته وشخصيته، لذلك بعد الزواج ونزول الستار واجتماعهما في بيت واحد، يظهر كل طرف على طبيعته، بمساوئه التي لم يبرزها أثناء الخطوبة وبالتالي تحدث الصدمة، وكل طرف يشعر أن الآخر غريب بالنسبة اليه، وانه لم يكن كذلك أثناء فترة الخطوبة، وتكثر المشاكل لان الطرفين يعجزان عن التعامل مع الأوجه الجديدة التي ظهرت لهما، ويبدآن من جديد في التعامل ولكن بأسلوب خاطئ يزيد من الفجوة ولا يحلّها.

والحل من وجهة نظر الاستشارية أن يتعامل كل طرف منذ بداية التعارف على سجيته في كل مواقف الحياة، سواء في الحديث أو الترفيه أو طريقة الأكل أو عند الانفعال والغضب، وغيرها من المواقف التي تظهر طبيعة الشخص حتى يتفادى الطرفان فخّ الصدمة التي يقعان فيها، فالتلقائية من أهم السمات التي يجب أن يتحلى بها الطرفان، حتى تكون بداية العلاقة على الصراحة والوضوح.