الإعلام سلاح ذو حدين
 تاريخ النشر : الأربعاء ٢٧ يونيو ٢٠١٢
بقلم: د. شمسان بن عبدالله المناعي
الرسالة الإعلامية سلاح ذو حدين، فهي إما أن تصب أهدافها مع الأهداف العليا للمجتمع وخدمته، وإما أن تكون العكس، ومما أعطى الاعلام هذه المكانة الثورة التكنولوجية والتقنية والمعلوماتية التي حدثت في العالم، والاعلام لا يتمثل في الأجهزة التكنولوجية والتقنيات المعلوماتية إنما يمثله العنصر البشري الذي يدير ويتحكم في هذه الالة الرهيبة المتمثلة في الأجهزة والتقنيات والوسائل الحديثة، فمتى ما صلح هذا العنصر البشري صلح الاعلام، وما القنوات الفضائية إلا أكبر دليل على ذلك، حيث نجد هناك القنوات الفضائية الهابطة التي تسوق للمادة الإعلامية الرخيصة والتي هدفها تحقيق الربح المادي، وبالمقابل هناك القنوات الفضائية الملتزمة بالرسالة الاعلامية التي من شأنها توعية المتلقي وتحترم عقله وذوقه والتي تسير على منهج معين لا تحيد عنه.
والإعلام لم يعد ترفا أو شيئا كماليا بل أصبح واقعا وضرورة لا يمكن للناس أن تستغني عنهما.
ويرى الدكتور «حامد طاهر» أنه لكي يسهم الإعلام العربي في بناء وحماية العقل العربي لابد من الجمع بين الأصالة والمعاصرة، معتبرا أن حدوث التوازن بينهما سيحرس العقل العربي ويحميه.
ويستمد الرأي العام الذي هو السلطة الرابعة في المجتمع قوته من وسائل الاعلام هذه، وبفضل الاعلام الملتزم بالأمانة تم تعديل كثير من الاتجاهات، وتعريف الناس بالحقائق، ومن هنا يجب تأكيد الأمانة التي يجب أن يلتزم بها من يعمل بالاعلام واخلاصه وتمثله بقيم المجتمع، وهذا ما ثبت لنا بالتجربة العملية في البحرين حيث خلال الأزمة التي مرت بها البحرين تبين لنا اننا نمتلك الكثير من الكوادر والكفاءات سواء في الإذاعة او التلفزيون، فمثلا في التلفزيون ظهرت تلك الكفاءات الوطنية التي نفتخر بها، سواء اكانوا مذيعين ام من يقومون بإعداد وإنتاج البرامج والمواد الإعلامية الأخرى.
وبحكم مشاركتي في حلقات كثير من برامج التلفزيون تعرفت إلى كفاءات وطنية، ومن هؤلاء على سبيل المثال لا الحصر المنتج وليد الذوادي، فلقد وجدت في هذا الرجل الصفات الشخصية المتميزة، فهو يملك من الحيوية والإخلاص في عمله الكثير.
وليد الذوادي ذو شخصية عملية من خلال تعاملك معه تعرف انك أمام شخص حياته هو عمله وعمله هو حياته، ليس لديه وقت للكلام، يتواصل معك بسرعة، عندما تجلس معه تشعر كأنه يعرفك منذ زمن طويل، لديه من الذكاء العاطفي ما يمكنه من ان يزيل أي توجس لمن يشارك في برامج التلفزيون قبل أن يدخل الأستوديو، لذا فاني أناشد الرئيس التنفيذي لهيئة الإذاعة والتلفزيون الشيخ فواز آل خليفة العناية بمثل هذه الكفاءات، واعرف أني لا أوصي حريصا ولكن من باب التذكير.
ولذلك نقول شكرا لكل الجنود المجهولين العاملين في هيئة الإذاعة والتلفزيون وعلى رأسهم الشيخ فواز بن محمد آل خليفة رئيس الهيئة.
إن الرسالة التي يجب ان يتبناها الاعلام البحريني في هذه المرحلة هي عملية إعادة تأهيل المجتمع البحريني بعد الأزمة وتحقيق الوحدة الوطنية بين طوائفه، لذا نحن بحاجة إلى أن يكون الخطاب الاعلامي متزنا بعيدا عن التهور والمزايدات.
حفظ الله البحرين ملكا وحكومة وشعبا من كل مكروه.
.