الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٥١٤ - الأربعاء ٢٧ يونيو ٢٠١٢ م، الموافق ٧ شعبان ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

عربية ودولية


اندلاع أعنف الاشتباكات قرب دمشق منذ بدء الاحتجاجات ومقتل ٨٦ في أنحاء متفرقة





بيروت - الوكالات: وقعت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومجموعات مقاتلة معارضة أمس الثلاثاء في ضواحي دمشق أسفرت عن مقتل ٢٧ شخصا، وهي الأعنف في الريف الدمشقي منذ بدء الحركة الاحتجاجية في سوريا قبل ١٥ شهرا.

وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان بمقتل ٥٩ شخصا آخرين بينهم ٣٢ جنديا من القوات النظامية في اشتباكات وقصف وإطلاق نار وانفجارات في مناطق أخرى.

وقتل ١٤ شخصا جراء القصف على بلدة الهامة في ريف دمشق و١١ في ضاحية قدسيا حيث تدور اشتباكات بين الجيش النظامي ومقاتلين معارضين، وقتيلان في كل من دوما وحرستا. وقتل شخص برصاص قناص في حي جوبر الدمشقي الذي شهد هو الآخر اشتباكات.

وكان المرصد قد أشار إلى وقوع اشتباكات عنيفة منذ فجر الثلاثاء استمرت حتى بعد الظهر حول مقار الحرس الجمهوري المكلف بحماية دمشق وريفها في قدسيا والهامة، وشملت الاشتباكات ايضا بلدة دمر.

وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن ان الاشتباكات وقعت «حول مراكز الحرس الجمهوري ومنازل ضباط الحرس وعوائلهم، على بعد نحو ثمانية كيلومترات من ساحة الأمويين في وسط العاصمة السورية».

وينتشر عناصر الأمن بكثافة في دمشق، ولاسيما في الشوارع والأحياء التي توجد فيها مراكز أمنية ومبان حكومية. وشهدت ضواحي دمشق وبعض أحيائها خلال الفترة الأخيرة تصعيدا في الاشتباكات بين القوات النظامية ومجموعات منشقة ومعارضة، الا ان معارك الثلاثاء هي الأعنف، بحسب مدير المرصد. وقال عبدالرحمن «هي المرة الأولى التي تستخدم فيها القوات النظامية المدفعية في مناطق قريبة إلى هذا الحد من وسط العاصمة، مما يدل على عنف الاشتباكات».

وفيما تحدث ناشطون عن «مجزرة» ارتكبتها قوات النظام في بلدة الهامة، قالت وكالة أنباء «سانا» السورية الرسمية ان «الجهات المختصة اشتبكت مع مجموعات إرهابية مسلحة تجمعت في الهامة في ريف دمشق واستخدمتها منطلقا لاعتداءاتها على المواطنين وقوات حفظ النظام وقطعت طريق بيروت القديم وأقامت الحواجز على طريق وادي بردى الفرعي لاستخدامه كممر للمسلحين وتهريب الأسلحة من مناطق الزبداني ومضايا إلى منطقة الهامة».

وأشارت إلى ان الاشتباكات اسفرت عن «مقتل العشرات من الارهابيين واصابة عدد كبير منهم واعتقال عدد آخر بعضهم من جنسيات عربية ومصادرة أسلحتهم»، بالإضافة إلى مقتل «أربعة عناصر من الجهات المختصة». وقالت ان بين السلاح المصادر «قواذف آر بى جي، وقناصات واسلحة رشاشة وقذائف هاون وكمية كبيرة من الذخيرة». وقال المتحدث باسم تنسيقية دمشق وريفها أبو عمر ان «كل الاتصالات مقطوعة عن منطقتي الهامة وقدسيا والمناطق القريبة مهما»، مشيرا إلى ان قوات النظام اقتحمت المنطقتين بالدبابات، ووصلت أنباء عن «مجزرة»، لكن «لا أخبار مفصلة عما حصل».

في محافظة ادلب تعرضت بلدة سراقب لقصف أسفر عن مقتل شخصين، وقتل أربعة مواطنين بينهم مقاتل معارض في اشتباكات في خان السبل، وقتلت فتاة في القصف على منطقة خان شيخون، وجندي منشق في ريف إدلب. في مدينة دير الزور تعرضت احياء عدة إلى القصف مما أدى إلى مقتل خمسة اشخاص بينهم طفلة، وقتل ثلاثة أشخاص في مدينة موحسن بقصف القوات النظامية التي تحاول استعادة المدينة، بحسب المرصد. في محافظة حلب قتل شخص بإطلاق رصاص.

في مدينة حمص التي يستمر القصف عليها من دون توقف منذ أكثر من عشرين يوما، قتل مواطن في حي الخالدية جراء القصف من قوات النظام، بحسب المرصد.

وأعلنت الهيئة العامة للثورة استمرار القصف على مدينة الرستن في محافظة حمص براجمات الصواريخ. وقتل، بحسب المرصد، ما لا يقل عن ٣٢ عنصرا من القوات النظامية السورية في انفجارات استهدفت حواجز للقوات النظامية في محافظة ادلب، وفي اشتباكات في محافظات ادلب ودير الزور ودرعا وريف دمشق وحماة.

في غضون ذلك قال رئيس عمليات حفظ السلام في الأمم المتحدة في اجتماع لمجلس الأمن الدولي الثلاثاء ان عمل بعثة المراقبين الدوليين في سوريا سيبقى معلقا بسبب تصاعد العنف في هذا البلد. ونقل دبلوماسيون عن هيرفيه لادسو قوله في اجتماع مغلق للمجلس ان المدنيين في سوريا «يتعرضون لخطر متزايد» وان «الظروف ليست مناسبة لاستئناف عمليات» المراقبة.

وأوقف المراقبون الذي يناهز عددهم ٣٠٠ مراقب دورياتهم وعملياتهم الاخرى في ١٦ يونيو مع تصاعد العنف بين النظام السوري والمناهضين له.

من جانبه قال المبعوث الروسي في الامم المتحدة فيتالي تشوركين الثلاثاء ان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وافق على المشاركة في الاجتماع الدولي حول سوريا الذي سيعقد في جنيف في ٣٠ يونيو. ويرغب مبعوث الجامعة العربية والأمم المتحدة كوفي انان في عقد اجتماع للقوى العظمى في جنيف في محاولة أخيرة للتوصل إلى اتفاق حول خطة للانتقال السياسي في سوريا. ولم يعلن عنان رسميا الاجتماع، مما يجعل تصريحات تشوركين أول مؤشر على ان الاجتماع سيعقد.



.

نسخة للطباعة

مقالات أخرى...

الأعداد السابقة