سعادة الرئيس والحمل الثقيل
 تاريخ النشر : الأربعاء ٢٧ يونيو ٢٠١٢
رحلة انتخابية طويلة قطعها الدكتور محمد مرسي قبل ان تعلن اللجنة العليا للانتخابات فوزه رسميا برئاسة مصر، رحلة انتهت لتبدأ معها معركة مرسي مع المدنية المتحفظة لرئاسة الجمهورية مرورا بالخلاف المتوقع بينه وبين المؤسسة العسكرية في البلاد والتحديات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية على اختلافها وغيرها من الملفات المعقدة التي تنتظر دورها على المكتب الرئاسي، ومدى أولوية أحدها على الآخر وان كان البعض يرى ان البداية لابد ان تكون في إيجاد صيغة توافقية مع المؤسسة العسكرية لتجنب أي خلاف مستقبلي قد يؤثر على مصلحة البلاد واستقرارها الداخلي ثم إظهار حسن النية فيما يتعلق بحكومة توافقية لا يستحوذ تيار واحد على حقائبها وهو ما يتطلب من جماعة الإخوان المسلمين التحلي بأكبر قدر من المرونة والحذر لتأتي بعد ذلك الخطوة الأهم من وجهة نظر كثير من المحللين والسياسيين وهي إطفاء صيغة معتدلة على الخطاب السياسي للرئيس المحسوب على التيار السياسي، صيغة من شأنها إرساء الأمن ودواعي الطمأنية بين طوائف الشعب المصري ولاسيما الأقباط تؤكد في ذلك احترام لحرية العقيدة ومد جسور الثقة ودعم اندماج الأقباط في المجتمع المصري وعلى الرئيس الجديد تقديم خطوات عملية تترجم من قدرته على استيعاب زمام السيطرة على مفاصل الدولة بدءا بالملف الأمني ومحاولة إعادة الاستقرار والأمان للشارع المصري والقضاء على البلطجة وكل مظاهر الخروج على القانون وبالانتقال إلى الملف الاقتصادي أحد أكبر الهموم المصرية الآن نجد ان حملا ثقيل ينتظر الرئيس الجديد والمتمثل في انخفاض معدل النمو وميزان المدفوعات المصرية والاستثمارات الأجنبية والتقليل من معدلات البطالة التي وصلت إلى مستويات قياسية والنهوض بالسياحة المصرية إلى سابق عهدها أما الملف الاجتماعي فعلى رأس قائمته تحقيق العدالة الاجتماعية وإيجاد حل جذريا للعشوائيات وتحسين مستوى الرعاية الصحية والارتقاء بمستوى التعليم وغيرها الكثير والكثير من القضايا التي تشغل بال المواطن المصري، حمل ثقيل إذاً بات يقع على عاتق الرئيس المصري الجديد الذي يتطلع إليه المصريون لإعادة الأمن والأمان والاستقرار والمكانة الحقيقية إلى بلادهم.
أديب البشير
عضو اللجنة الثقافية بمجموعة تواصل
.