الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٥١٥ - الخميس ٢٨ يونيو ٢٠١٢ م، الموافق ٨ شعبان ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

الرياضة


أمم أوروبا.. تشعل الحس الوطني الألماني





برلين - د ب أ: شرفات وسيارات مزينة بالأعلام، آلاف المشجعين المتحمسين أمام شاشات عملاقة، والصحافة تكرر كل يوم أن ألمانيا هي المنتخب الأفضل في أوروبا. بطولة الأمم الأوروبية تسببت في إيقاظ موجة من الوطنية الألمانية، ولا ينظر الجميع بعين الرضا إلى هذا الأمر. فالماضي النازي المخجل يجعل أي شرارة من الحماس الوطني، الأمر الذي كان بمثابة قضية محرمة حتى أعوام قليلة مضت تفتح جدلا في ألمانيا: هل الأمر يتعلق باستمتاع جماعي أو حماسة وطنية خطيرة؟ حماس رياضي أم تأجيج لغرائز تفوق قادت إلى أسوأ جحيم عاشته أوروبا خلال القرن العشرين؟ وقالت صحيفة «داي زيت» الأسبوعية المرموقة، تحت عنوان: «الوطنية في بطولة أمم أوروبا: حبي الخطير لألمانيا» إن: «الألمان فخورون ليس فقط بشفاينشتايجر ورفقته، وإنما بأنفسهم على وجه الخصوص».

ومع شعوره بالدهشة إزاء حمى الأعلام التي تجوب البلاد، ونجاح فكرة الشاشات العملاقة مثل تلك الموجودة عند بوابة براندنبورج في برلين، التي تستضيف طيلة البطولة ٢,٥ مليون شخص، يطلق مؤلف المقال رسالة تحذير قائمة على دراسة لعالمة الاجتماع داجمار شيدفي، وأجرت الخبيرة مقابلات مع عدد من الجماهير الألمانية لمعرفة محفزات مساندتهم للمنتخب، وتوصلت إلى نتيجة مفادها: ما يقود الأغلبية ليس هو الرغبة في الاحتفال أو الاستمتاع، بل متعة إظهار الانتماء لبلد ما، بعد أعوام كان فيها من السيئ القيام بذلك. وتوجز شيدفي: «مونديال ٢٠٠٦ كانت له طبيعة الخروج من الدولاب الوطني بحق». تحول الشعور الوطني من قضية محرمة مرتبطة بالنازية، إلى احتفال ينظر له: «بعين الرضا» ولا يتوقف عن الانتشار. ساعدت في ذلك حملات مثل «أنت ألمانيا»، تعرضت في مهدها للانتقاد.

فيما عدا ذلك، لا يوجد شيء يمكن أن يطلق عليه: «وطنية إيجابية»، بحسب عالمة الاجتماع. فخر الجماعة مرتبط دوما باحتقار الآخرين. وخلال بطولة ما: «وفقط في ذلك الوقت، من المقبول تماما سب فريق وبلد المنافس». وتعكس عناوين مثل: «ميركل تستمتع وتفوز» أو: «الآن لا يمكن لأحد إيقافنا» أو: «لا يوجد لدى الإسبان ما نخشاه»، ذلك الحد الواهن بين الرياضة و«شيء آخر». كما تعكسه أيضا هتافات مثل: «النصر، النصر»، الشعار النازي الذي خرج من المدرجات الألمانية في بعض مباريات بطولة الأمم الأوروبية.

وتشغل القضية أيضا السياسة الألمانية، حيث تمثل القومية دوما موضوعا حساسا. قبل البطولة قام شباب حزب الخضر بنشر ملصقات كتبوا عليها: «وطنية؟ لا شكرا». ويقول الحزب: «نعم إننا وطنيون. وهناك أمور أخرى تهمنا أكثر من ألمانيا ببساطة: الحريات الفردية، الحقوق الاجتماعية، أو السؤال عما إذا كانت الأجيال القادمة ستتمكن من العيش على هذا الكوكب».



.

نسخة للطباعة

مقالات أخرى...

الأعداد السابقة