الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٥١٩ - الاثنين ٢ يوليو ٢٠١٢ م، الموافق ١٢ شعبان ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

الرياضة


موقف رياضي





ماذا بعد أن انتهت بطولة الأمم الأوروبية لكرة القدم (يورو ٢٠١٢) التي تقاسمت تنظيمها بولندا وأوكرانيا؟. لقد عشنا أياماً وليالٍ رائعة مع كرة القدم الأوروبية وكان ينقصها لا غير مشاركة المنتخب البرازيلي فيها كضيف شرف لا تحسب نتائجه ليكسب البطولة المتعة الكروية والإشباع الذهني من فنون كرة القدم الجميلة والحديثة، وعلى الرغم من ذلك أعتقد أن في أوروبا منتخبات قد تحيى بعد البطولة ومنتخبات قد تقبر ليعاد تشكيلها على نسق حديث وبناء متراص قابل إلى التطوير.

إن على رأس المنتخبات التي قد تحيى هولندا وروسيا وأوكرانيا وتشيكيا والبرتغال وانجلترا لأنهم يحتاجون إلى مجرد تصحيح ولمسات نافذة في القلب فالترقيع والاعتماد على كبار السن أمر لن يجدي في العصر الحديث ما لم يكن التحديث في المضمون وليس الشكل، أما المنتخبات التي تتعرض إلى القبر والحاجة إلى التغيير الشامل مثل منتخبات فرنسا واليونان واسبانيا وأيرلندا فالتجديد أمر مهم خاصة في أساليب اللعب الحديث وعدم تصديق أسلوب المنتخب الاسباني في الاستحواذ على الكرة لأن هذا الأسلوب بمجرد أن تنتهي مهمة تشابي وأنيستا وتشابي الونسو في الملاعب ينتهي هذا الأسلوب ويحتاج المنتخب الاسباني إلى أسلوب جديد.

عموماً ماذا يمكننا أن نفعل مع انتهاء البطولة الأوروبية وإلى أين نتجه ونبحث عن المتعة الكروية في أي الملاعب العالمية وفي أي القارات بالذات؟. إن العودة إلى الأساليب الكروية العربية العقيمة أمر لا يستساغ البتة لأننا لا نمتلك ما يشبع دواتنا التي تجوع إلى الكرة باستمرار ولولا التقدم المذهل في الكرة الأوروبية فنياً وتنظيمياً لأصبحنا من المجانين الكرويين لكن رب ضارة نافعة ففي انتهاء البطولة الأوروبية يحتاج الناقد الكروي إلى فترة استرخاء ذهنية ليجدد العقل ويفتح نوافذه على الهواء الطلق وأن يبعد عن الهواء العربي الفاسد والأتربة والغبار المتطاير في كل مكان.

النصيحة التي نقدمها لمن يعشق الكرة الأوروبية والعالمية أن يستعيد ما حفظ من مباريات هامة ويشغلها على جهاز الكمبيوتر ويستمتع بها أو يحاول تحليلها مع زملائه وأقربائه لأن فيها الكثير من الفائدة بدلاً من وجع الدماغ مع الكرة العربية المترهلة، إن الإنسان ليشعر بالأسى عندما يفتقد الشيء الجميل والعزيز على قلبه فما بالنا ببطولة كانت منظمة بين دولتين لم نشعر بخطأ ما فيها وأراهن وأبصم بالمليون لو أن هذه البطولة نظمت في دولتين عربيتين هما أكبر وأحدث الدول لرأيت المشاكل كل يوم تتفجر ولست أقصد المشاكل الصغيرة بل المشاكل الأصغر التي في حجم النملة والأدلة كثيرة على أن البطولات العربية الإقليمية لا تخلو من المشاكل حتى في فنادق سكن الإداريين والمدربين واللاعبين ورجال الصحافة الرياضية.



.

نسخة للطباعة

مقالات أخرى...

الأعداد السابقة