منظمات حقوقية مُسيسة
 تاريخ النشر : الخميس ٥ يوليو ٢٠١٢
بقلم: الشيخ د. عبدالله المقابي
أنت هنا ولست هناك، وتذكر دائماً أن ما أوصلك إلى هنا لن يوصلك إلى هناك، فعليك الإدراك بأن خريطة المنطقة يمكنها أن تكون متاهة مليئة بالمنعطفات لو حاولت العمل في مكان العمل الخاطئ بشكل مستقيم متجهاً نحو الأعلى.
الشعور بالفخر لوجود برنامج عمل متواصل وأهداف حافز للتقدم، وهو في نفس الوقت باعث للتدبر عن محتوى الإنجاز المحصود وموقعه في تقدمك، فما لم يعطك النتيجة لن يعطيك إياها ولو على المدى البعيد، فأنت تخطط في الهواء.
العالم ينظر إلى الثورات العربية على أنها امتداد وتطلع للشعوب في ممارسة حقوقها المشروعة، وقد كسبت ثورة تونس الباردة أعلى نسب النجاح حين حققت انتصاراً لم يسبق مثيله، وحققت مصر العربية دوراً مغايراً توارثت خواطره بعض الدول العربية والغربية.
استغلت الدول الفئوية وأصحاب الفتن تلك المناسبات العالمية، وعدلت إيران بالتحديد مفهوم الصحة الإسلامية لتدخل بشكل مباشر في صناعة الثورات المزيفة.
لا ينكر أحد أن أمريكا إحدى الدول المهيمنة والحاضنة للصرعات تزيد بعضاً منها وتقلل بعضها، كما لا ينكر أحد محاولة إيران خطف الثورات لتكون لصالحها، وزرع الفتن في دول مجلس التعاون وتهديدها للبحرين ولا زالت تتجرأ بمطالباتها بين الفينة والأخرى.
واستقرت إيران بشكل مؤقت بتضامنها وسعيها في سوريا التي تغرق في حمامات الدم بشكل يومي ولا من سامع أو مجيب.
الأمة الإسلامية تقهقرت أمام الشعب الجريح، والعالم العربي تناسى أشلاء القتلى ولا يزال يتجاهل الصوت الرفيع من أمة مسالمة تُذبح بالأسلحة الثقيلة دونما منقذ.
والسؤال هنا، أين المنظمات الحقوقية ومنظمات الإغاثة مع وجود مسارات آمنة بحسب تعبير عنان؟.
أين الحقوقيون ومنظمات العالم الغربي التي تكالبت على مملكة البحرين وعاهلها ورئيس وزرائها منددين بما هو وهم في وهم، وسراب من سراب، والأمر أوضح من شمس ساطعة في سوريا؟
أين هيومنرايز وغيرها، وأطباء بلا حدود، والبعثات التي أرسلت من بعض الدول للبحرين من دون إذن وطلب رسمي، فقط لإضفاء الهلع وتشويه سمعة البحرين.
المعايير التي تعتمدها منظمات حقوق الإنسان مُسيسة كما المنظمات نفسها مسيسة، ومجلس الأمن مسيس، والأمم المتحدة مُسيسة، وكل المنظمات التي تعدت على البحرين ورصد أجواء البحرين الآمنة واصفة إيها بفلسطين المحتلة مُسيسة.
الالتزامات الدولية والحقوقية ومنظماتها تعيث في موقع آمن الفساد وتنشر عنه ما ليس فيه بمساعدة مجموعة لمثيري الشغب والفوضى وتترك الموقع حقيقي يقاسي الألم والحرب وهو مهدد بالحروب الأهلية العاتية.
الافتراضات التي افترضتها أكثر من ٢٠٠ منظمة تزعم أنها حقوقية لم تفترض على سوريا فرضية واحدة، لم نجد شجباً أو استنكاراً لما يجري لأبنائنا وإخواننا في سوريا.
المشكلة هم يصنعونها والحل هم يضعونه، منظمات تسير خلف الأهواء والمزاجية، في البحرين أقاموا الدنيا ولا يقعدونها في حرب مستمرة بشكل متواصل حتى الآن في الساحات الإعلامية والعالمية والعربية والغربية، ولم يحركوا ساكناً حتى الآن في سوريا، فهم ينظرون بعين واحدة، متغافلين عن كل الجرائم المذكورة.
وكشف الغطاء بعد محاولات من التعدي والتمادي في مملكة البحرين عن حجم الفساد الذي مارسته المنظمات الوهمية ومجلس الأمن ومنظمة الأمم المتحدة حين تقاولت وتطاولت على البحرين وشعبها بأنها بلا معايير صادقة، ولا فرضيات محققة، ولا التزامات حقيقية.
كبر الوطن واتضح لجل أبنائه أن بحريننا هي أغلى ما نملك، وما أثر علينا الدعايات المغرضة، ولن تؤثر فينا الإعلانات المدفوعة، شعب البحرين الواعي يفتخر بقيادته الحكيمة المتمثلة في حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى بن سلمان آل خليفة، وحضرة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، وحضرة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، حفظكم الله لهذا الوطن.
قيادة ملكية خليفية عربية أعطت البحرين قيمة عالمية، مركزاً مزدهراً نامياً يستقطب المنتجين والمستثمرين من جميع أنحاء العالم، لتكون البحرين بلداً آمناً يستحق زيارته والتشجيع للاستثمار فيه، كما له موقفه الثابت من ضرورة الالتزام الحقوقي بأعلى درجاته، والمحافظة على رفاه المواطن بكل مواصفاته، وتمكين دور الشعب من ممارسة كل حقوقه، والمشاركة في صنع القرار مع حكامه.
البحرين هكذا عرفها العالم بلدا ضمنت لمن فيها أمنه، ولمن يأتيها نعيمه، ولمن يغادرها الحنين إليه.
البحرين كما عبر عنها صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان: (دانة عربية وقاده)، وأشار صاحب السمو الأمير خليفة في مجلسه العامر يوم الاثنين الماضي قائلاً سموه: (هنالك من يسعى إلى تشويه النجاح البحريني الذي تحقق في المجلات الاقتصادية والسياسية والتنموية، لكنه يصطدم بإرادة شعبية ورسمية قوية على المضي قدماً نحو تحقيق المزيد من الإنجازات).
بالله يا شعب قيادة أحكمت بخطواتها حماية البحرين وقدمت له الروح والغالي والنفيس، ماذا لها من الجزاء إلا الشكر والذكر والرفعة والعزة.
عاشت مملكة البحرين، وعاش مليكها حمد، وعاش خليفة، وعاش سلمان، وعاش شعب البحرين في ظلهم أمناً وسلاماً.
حفظ الله مملكة البحرين
.