الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٥٣٥ - الأربعاء ١٨ يوليو ٢٠١٢ م، الموافق ٢٨ شعبان ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

بريد القراء


ماذا يمكن أن يفعل الراتب الهزيل للمتقاعد الغلبان؟!





أغلب المتقاعدين يعاني الامرين، من تدني الرواتب، الذي يذهب نصفها لتسديد المصاريف المعيشية، والنصف الآخر يخصص لدفع الديون والقروض، مما يعجل بنفاد الراتب قبل نهاية الشهر، فيجد المتقاعد المنهك اقتصاديا نفسه في ورطة ويضرب أخماسا في أسداس. فقد تبخر كل المعاش وهو سيواجه حتما اياما عصيبة، من بقية الشهر تنذر بالويل والثبور، وعظائم الامور، فالمتقاعد المعسر ما ان يتسلم راتبه حتى يشعر بغصة في حلقه، فهو لا يهنأ بهذه النقود الضئيلة، التي تدفعه الى الاسراع لعمل حسبة طويلة مثقلة بالهموم والمطالب والضروريات ويفاجأ في نهاية المطاف ان هذه الدراهم المعدودة، لا تسد رمقا ولا تلبي حاجة ماسة ولا تقضي دينا ملحا. فلا يكاد يخلو بيت من بيوت المواطنين من متقاعدين ضاقت بهم الدنيا، واشتدت عليهم الايام وحاصرتهم الحوائج والضروريات وما اكثر المكاره والملمات التي تنزل بساحة المتقاعد الذي تصطك عليه الحياة، فلا يجد مخرجا لنفسه ولاسرته من هذا الضيق، ولا يعثر على فسحة من الامل والرجاء تنتشلهم من هذا الكرب. خصوصا في ساعة المرض الشديد، الذي يداهم اي فرد من اسرته، في غفلة من الزمن، فينزل عليهم نزول القضاء المستعجل الذي لا يترك له اي فرصة، لتدبر أمره او الصبر على تداعيات دائه، فأين سيلقي هذا المكروب نفسه، واي باب سيطرق، وبأي جهة سيستغيث؟ ان تدني رواتب المتقاعدين هي السبب في كل ذلك فنقص المعاش يعني تردي مستوى المعيشة، ويعني اعتلال الصحة، ويعني هبوط مستوى الثقافة والتعليم، ويعني تراجع الرفاهية والاسمتاع بالحياة، ويعني القلق والارق بسبب تراكم الديون، ويعني انعدام الآمال والاحلام.. ان المتتبع لشكاوى المتأزمين من المتقاعدين يتبين له من قراءته للصحف والجرائد المحلية انهم يتزايدون ولا يتناقصون.. انهم يائسون وبائسون.. وان اصواتهم قد بحت وان حيلتهم قد تلاشت.. وان انتظارهم قد طال، ووجعهم قد اشتد حتى الوعود التي تمنيهم بالزيادة في رواتبهم قد تبخرت وفتر حماسها، والطامة الكبرى هي انه كلما هب النواب للمطالبة بزيادة معاشات المتقاعدين تصدى لهم التنفيذيون وواجهوهم بالاعذار الواهية، التي تحجب صرف الزيادة، وأكبر دليل على ذلك الزيادة التي تمت مؤخرا المطالبة بها ونسبتها ٣٧.٥% من المعاش.. والتي كانت في حكم المؤكدة.. حتى استقر وعي المواطنين، انها ستصرف عما قريب لكن (الشوريين)، و(التنفيذيين) تكاتفوا لمنعها، ان من الأهمية بمكان انشاء صندوق دائم للمتقاعدين المتضررين، ويكون حصيلته من التبرعات والمساعدات والصدقات.. وتكون ذخرا وسندا للمتقاعدين المحتاجين في أوقات المحن والأزمات.. بعد التأكد من ظروفهم وتتبع أحوالهم ومشاكلهم.

عبدالله عبدالله المناعي



.

نسخة للطباعة

.. لا سامحكم الله!!

هذه الحادثة البشعة, وهذه الجريمة الشنعاء التي زلزلت الأرض من تحتها, وهزت معها مشاعر المواطنين, ولوثت أجواء ... [المزيد]

الأعداد السابقة