هذا هو الإسلام
الإنسان الكامل
 تاريخ النشر : الثلاثاء ٢٤ يوليو ٢٠١٢
بقلم: عبدالرحمن علي البنفلاح
هل هناك في البشر إنسان كامل؟ أم جميع البشر يلحقهم النقص؟ ويشوبهم القصور؟
نعم، هناك في البشر إنسان كامل، استوفى جميع صفات الكمال البشري، وزادت عصمة من الله تعالى، إنهم الأنبياء والرسل الكرام على رسولنا وعليهم أفضل الصلاة والسلام وأتم التسليم، واختار الله تعالى من هؤلاء خمسة وعشرين نبيا ورسولا، واختار من هؤلاء خمسة هم أولو العزم من الرسل وهم: نوح، وإبراهيم، وموسى، وعيسى، ومحمد (صلوات الله وسلامه عليهم).
واختار من هؤلاء الخمسة المكرمين المعظمين محمدا (صلى الله عليه وسلم) ليكون إمامهم وخاتمهم، والرسول الوحيد الذي ختمت به الرسالات السماوية، وكان صاحب الدين الكامل، والنعمة التامة: «...اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا...» (المائدة/٣).
وحده صلى الله عليه وسلم الذي وصفه مولاه عز وجل بكمال الصفات، وعظيم الخصال، فقال سبحانه عنه: «وإنك لعلى خلق عظيم» (القلم/٤).
وقال عنه سبحانه: «فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين» (آل عمران/١٥٩).
وكمال الدين وتمام النعمة يقتضيان رسولا كاملا لا عاقب له، ونبيا خاتما تختم بشريعته وببعثته الشرائع والبعثات.
محمد (صلى الله عليه وسلم) ليس صاحب خلق بل هو فوق الأخلاق كلها، أي مستعل على الأخلاق، وحائز كمالاتها لأنه (صلى الله عليه وسلم) بعث ليتمم مكارم الأخلاق كما قال عن نفسه صلى الله عليه وسلم: «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق» الإمام مالك.
ولا يمكن أن يتمها عند غيره، أو يتم بعضها ما لم تكن عنده تامة كاملة، ولهذا فهو فوق الأخلاق متربع على عرشها.
ولأنه صلى الله عليه وسلم كذلك جعله مولاه عز وجل الطريق الوحيد المؤدي إلى مرضاته وإثبات حب الخلق له سبحانه، فقال جل شأنه وتقدست أسماؤه وصفاته: «قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم» (آل عمران/٣١).
نعم، الرسول هو سبيل الوصول إلى الله تعالى ومحمد صلى الله عليه وسلم هو صراط الله المستقيم في الدنيا المتصل بصراط الله المستقيم في الآخرة، فمن سار على هديه واتبع سنته وحرص على التأسي به، نال سعادة الدنيا والفوز في الآخرة، قال سبحانه: «لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا» (الأحزاب/٢١).
ولأن محمدا صلى الله عليه وسلم إنسان كامل بجميع الكمالات البشرية فهو عند الله تعالى مرجو الشفاعة، فهو صاحب الشفاعة العظمى وهو أكثر الأنبياء والرسل الكرام تابعا يوم القيامة.
ومن كمال إنسانيته صلى الله عليه وسلم أنه بعث رحمة للعالمين، بل لجميع المخلوقات، قال الله تعالى: «وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين» (الأنبياء/١٠٧).
ومن دلائل عالمية رسالته وشمولها للزمان والمكان والناس قوله تعالى:«وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا ولكن أكثر الناس لا يعلمون» (سبأ/٢٨)، والناس في الخطاب القرآني لفظ للعموم.
وقوله تعالى: «قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا الذي له ملك السماوات والأرض لا إله إلا هو يحيي ويميت فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون» (الأعراف/١٥٨).
ذلكم هو الإنسان الكامل الذي جمع الكمالات كلها، وصار عنوانا على طلاقة القدرة الإلهية والمشيئة الربانية.
.moc.sserpdrow.halafniblaa.www
halafniblaa@
.