الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٥٤٢ - الأربعاء ٢٥ يوليو ٢٠١٢ م، الموافق ٦ رمضان ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

عربية ودولية

محللون: مخاوف من انجرار الأردن إلى الصراع في سوريا







عمان - (ا ف ب): حذر محللون من «عواقب وخيمة» في حال انجرار الاردن إلى النزاع الدائر في سوريا مع ارتفاع وتيرة العنف في الجارة الشمالية وازدياد المخاوف من احتمال استخدامها لأسلحتها الكيميائية. ووفقا لمصادر مقربة من الحكومة الاردنية «هناك اجتماعات يومية لبحث امكانية ارسال قوات اردنية خاصة في حال سقوط النظام السوري لتأمين الاسلحة الكيميائية والجرثومية». ورغم انه لم يتسن تأكيد ذلك من قبل المسؤولين فإنه من الواضح أن الأردن يراقب بقلق متصاعد التطورات في سوريا.

واعلنت المملكة يوم الأحد انها ستتخذ كل الاجراءات اللازمة على حدودها مع سوريا من اجل «الحفاظ على الامن الوطني من اي اختراقات». وتترافق تلك المخاوف مع استمرار تدفق اللاجئين السوريين إلى الاردن مما يشكل عبئا اقتصاديا ولوجيستيا على المملكة. وحذر العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني الاربعاء الماضي في مقابلة مع قناة «سي ان ان» الأمريكية من امكانية اغتنام تنظيم القاعدة الفوضى في سوريا للاستيلاء على الترسانة الكيميائية التي يمتلكها النظام السوري.

من جانبه، رأى عريب الرنتاوي، مدير مركز القدس للدراسات السياسية، ان تدخل الاردن لتأمين الاسلحة الكيميائية السورية «محتمل» لكنه يحتاج إلى «مظلة سياسية عربية ودولية والا فعواقب ذلك ستكون وخيمة».

وفيما تشتد المواجهات بين الجيش السوري والمعارضة المسلحة في مختلف مناطق سوريا وخصوصا في العاصمة دمشق والعاصمة الاقتصادية للبلاد حلب (شمال)، يتصاعد قلق المجتمع الدولي على أمن الاسلحة الكيميائية التي يقول إن نظام الرئيس السوري بشار الاسد يمتلك كميات كبيرة منها.

ويقول الرنتاوي لوكالة فرانس برس إن «الحديث اليوم لم يعد عن حقوق الإنسان والديمقراطية والتحول الديمقراطي والانتقال السياسي في سوريا وبات كله حول الترسانة الكيميائية والبيولوجية في سوريا».

ويتساءل ان كان موضوع تلك الاسلحة «مخاوف اردنية حقيقية ام انها جزء من استراتيجية اقليمية ودولية يراد جر الأردن اليها. اية اجندة يراد فرضها على المنطقة وجرنا اليها؟». ويحذر الرنتاوي من احتمال ان يكون الأمر مجرد حجة لضرب سوريا، مستذكرا «ادعاءات الولايات المتحدة وحلفائها وجود اسلحة دمار شامل في العراق والتي ثبت كذبها وانظروا إلى العراق الآن».

وبالنسبة إلى مدير مركز القدس للدراسات السياسية فإن السبب الاول وراء اثارة موضوع الاسلحة الكيميائية السورية هو «امن اسرائيل الذي يشغل الولايات المتحدة والعالم كله». ويتفق المحلل السياسي لبيب قمحاوي مع الرنتاوي على ان موضوع تلك الاسلحة «ليس اكثر من حجة يريد الغرب واسرائيل استعمالها للتدخل في سوريا». ويضيف لفرانس برس ان «هذا يذكرنا بالعراق قبل عقد من الزمن حين استخدمت حجة وجود اسلحة دمار شامل لتدميره، وتأكد لاحقا عدم وجودها».

ويؤكد قمحاوي ان «الاردن ان تدخل تحت ذريعة مخاوف من اسلحة كيميائية فسيتدخل نيابة عن أمريكا واسرائيل وهذا غير مقبول»، محذرا من «مؤشرات واضحة إلى أن الاردن يسير باتجاه تسهيل تدخلات عسكرية في سوريا». ورأى ان «دور الاردن يجب ان يقتصر على دور مساعدة الشعب السوري انسانيا فقط وليس دورا عسكريا على الاطلاق». من جانبه، يعتبر محمد المصري، الباحث في مركز الدراسات الاستراتيجية بالجامعة الاردنية ان «موقع الاردن الجغرافي المجاور لسوريا يجعله مرشحا قويا للقيام بعملية تأمين الأسلحة الكيميائية».















.

نسخة للطباعة

مقالات أخرى...

الأعداد السابقة