وداعا للسوق الشعبي
 تاريخ النشر : الخميس ٢٦ يوليو ٢٠١٢
ما حدث للسوق الشعبي كان متوقعا منذ فترة طويلة، إهمال كبير في شروط السلامة، نقص في تنسيق وتوفير معدات السلامة التي كانت من المفروض وجودها بالمكان، تكدس البضائع الخطيرة القابلة للاشتعال ووجودها بالقرب من أسطوانات الغاز المضغوط، أسلاك كهربائية تتسرب منها الزيوت والوقود القابلة للاشتعال، كل تلك الأمور كانت سببا من الأسباب التي عملت على انتشار اللهب لمساحة كبيرة والتهام المحلات التجارية وصعوبة إخماد النيران.
فرق الإطفاء بذلت جهدا كبيرا يشكرون عليه فقد حالوا من دون وقوع كارثة محققة، وكادوا يفقدون أرواحهم في سبيل القيام بواجبهم فجزاهم الله خيرا، ولا ننسى أيضا رجال الأمن الذين عملوا على تنظيم حركة المرور وتسهيل وصول سيارات الإطفاء وعملوا على تسهيل انسياب الحركة المرورية في تلك المنطقة وبجهد كبير يشكرون عليه.
إن كلمة «لو كان» سوف لن تغير شيء وكان من المفروض على أصحاب المسئولية أن يخلصوا لله في عملهم عن قرب، بل من الواجب عليهم أن يحافظوا على أملاك المواطنين الذين خسروا مصدر رزقهم، نحن لا نقبل على المواطن البحريني أن يصل إلى هذا الحال المؤسف، فإن التعويض الذي سوف يحصلون عليه إنشاء الله سوف يساعدهم بالنهوض مرة أخرى ومزاولة أعمالهم من جديد، ولكن هناك كلمة حق يجب أن تقال: إن هؤلاء المواطنين الذين يعتمدون اعتمادا كليا على ذلك السوق الذي تحول إلى كتلة من الرماد كيف سيواصلون حياتهم بعد ذلك الحادث المؤسف، لقد احترقت قلوبهم مع السوق في نفس اللحظة، وبالنسبة للمشترين فقد خسرنا وثائق تاريخية قيّمة والتي كانت تعرض في بعض من المحلات التي تزاول مهنة بيع الأدوات التراثية، والتي أصبحت شبه منقرضة، كل تلك المقتنيات والأدوات التراثية ذهبت مع الريح من دون رجعة.
إن ما حدث في السوق الشعبي هو درس كبير للجميع فيجب أن نستفيد ونعمل على عدم تكرار هذه المأساة مرة أخرى، لتصيب ناس ليس لهم ذنب في كل ما يحدث، فيجب على كل من يعمل بالإشراف على السلامة بأن يخلص لله في عمله ويحافظ على أرواح وممتلكات الناس في المنطقة التي يشرف عليها، ما ذنب هؤلاء الباعة البسطاء وذوي الدخل المحدود الذي لا نعرف مصيرهم، نحن نطلب من الله عز وجل في هذا الشهر الكريم بأن يقف معهم ويرزقهم من حيث لا يحتسبون ونحن جميعا قلوبنا معهم.
صالح بن علي
.