الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٥٤٥ - السبت ٢٨ يوليو ٢٠١٢ م، الموافق ٩ رمضان ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

عربية ودولية

الجيش السوري يحشد قواته لشن معركة واسعة على حلب ومخاوف من وقوع مجزرة بالمدينة





حلب - الوكالات: استهدفت نيران المروحيات السورية العديد من أحياء حلب، ثاني مدن سوريا أمس الجمعة، مع استكمال الجيش السوري تعزيزاته لشن هجوم حاسم على الأحياء التي ينتشر فهيا المعارضون المسلحون، في حين حذرت عدة عواصم من مقتل المزيد من المدنيين ودعت إلى وقف الهجوم.

في هذه الأثناء، عرض ناشطون شريط فيديو ظهر فيه نحو مائة من الجنود النظاميين والشبيحة قالوا إن الجيش السوري الحر اعتقلهم في حلب، في حين ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان ان المعارضين اسروا ٥٠ عنصرا بينهم ١٤ ضابطا من قوات النظام في معرة النعمان في إدلب.

وبعد أسبوع من احتدام المواجهات على جبهة حلب، العاصمة الاقتصادية لسوريا، أكد مصدر امني ان وحدات الجيش «استكملت تقريبا» انتشارها في محيط المدينة، مشيرا إلى أن «المسلحين المعارضين ينتشرون من جهتهم في الأزقة الصغيرة، ما سيجعل المعركة صعبة جدا». وكانت قوات النظام ترسل تعزيزات إلى حلب منذ الخميس. ورأى مدير المرصد السوري ان «المسألة المطروحة تكمن في معرفة إلى أي حد ستلجأ قوات النظام إلى القوة المفرطة، لان حصول ذلك فعلا يعني سقوط مئات القتلى».

وذكر المرصد السوري ان «أحياء صلاح الدين والأعظمية (جنوب غرب) وبستان القصر والمشهد والسكري (جنوب حلب) تعرضت لإطلاق نار من رشاشات الطائرات الحوامة»، مشيرا أيضا إلى اشتباكات في محطة بغداد وحي الجميلية وساحة سعد الله الجابري (وسط) فجرا. وفي حي صلاح الدين، كان مئات المقاتلين المعارضين يستعدون لمواجهة «الهجوم الكبير» الذي تعد له قوات النظام.

وأعلنت عضو مجلس الشعب السوري عن حلب إخلاص بدوي انشقاقها ولجوءها مع أولادها الستة إلى تركيا، وهي رابع عضو في البرلمان ينشق منذ بداية الاحتجاجات في مارس ٢٠١١.

وقتل ٥٩ شخصا في أعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا أمس الجمعة، هم ٢٧ مدنيا و١٧ جنديا وخمسة مقاتلين معارضين، كما قتل عشرة أشخاص في مدينة درعا بينهم مقاتلون ومدنيون.

وعلى الرغم من أعمال العنف، انطلقت تظاهرات في درعا وحماة وفي بلدات في حلب طالبت «بإسقاط النظام ونصرة المدن المنكوبة ومحاكمة قتلة الشعب السوري». وذكرت لجان التنسيق المحلية ان قوات النظام أطلقت النار على تظاهرة خرجت في حي الخالدية من جامع الغفران في حلب.

ودعا المحتجون المعارضون للنظام إلى تظاهرات تحت شعار «انتفاضة العاصمتين، حرب التحرير مستمرة» مثل كل جمعة منذ بدء الحركة الاحتجاجية وما رافقها من أعمال قمع وعنف أودت بحياة أكثر من ١٩ ألف شخص منذ مارس ٢٠١١، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وأمام أنباء عن استعداد الجيش السوري للهجوم على حلب، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس الجمعة في لندن عن «القلق الشديد لاحتدام أعمال العنف في حلب».

وقال إن كي مون «أحث الحكومة السورية على وقف الهجوم»، مضيفا ان العنف يجب ان يتوقف «من قبل الجانبين».

وأعربت عدة عواصم عن قلقها، وحذر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ من «خسائر فادحة في الأرواح وكارثة إنسانية»، في حين دعت روما إلى تشديد الضغوط على الاسد «لتجنب مجزرة جديدة».

وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو إن «بشار وعبر تجميع المعدات العسكرية الثقيلة في محيط حلب، يستعد لارتكاب مجازر جديدة ضد شعبه». وأعربت واشنطن الخميس عن خشيتها من ارتكاب «مجزرة» في حلب، مع استبعاد الخيار العسكري مجددا.

وانتقد الزعيم اللبناني الدرزي وليد جنبلاط الجمعة عدم تحرك الغرب، داعيا إلى «نصرة الشعب السوري» وتزويده بالسلاح والمعدات «ليتمكن من الصمود ومن إسقاط المروحيات وطائرات ميغ ٢٣ التي يستخدمها بشار ضد المدن والناس».

واستبعد جنبلاط رحيل بشار الاسد مؤكدا ان «جيشه قوي ولن يتخلى عن السلطة. ينبغي قتله، ببساطة، أو إذا شاء الروس والإيرانيون ان يأخذونه إلى مكان ما في سيبيريا او في الصحراء الإيرانية. لا يوجد حل آخر».

ورأى الدبلوماسي الفرنسي السابق اينياس لوفيرييه الذي خدم لفترة طويلة في سوريا «انها معركة كبيرة جدا بالنسبة إلى الطرفين». وأضاف «بالنسبة للنظام، انها مدينة تجارية له فيها العديد من الحلفاء، ولاسيما بين رجال الأعمال الذين يعتمد عليهم لتمويل قسم من أعباء الحرب».

وتابع «بالنسبة للمتمردين، المدينة مفتاح لشمال سوريا سيطرة المتمردين على حلب سيمكنهم من تكرار النموذج الليبي مع مدينة بنغازي، والحصول بالتالي على المنطقة الآمنة التي تطالب بها الثورة السورية منذ أشهر طويلة، لتتمكن من تقديم العلاج لجرحاها فيها والملجأ للمنشقين ولعائلاتهم».

وفي تركيا، قالت النائبة إخلاص بدوي انها فرت من بلدها لأنها لم تعد تحتمل القمع. وقالت لوكالة إنباء الأناضول «رحلت لأنني لم اعد املك القوة لمواجهة القمع». وأضافت «سأواصل العمل لإنقاذ كل رفاقي من القمع ومن هذه المأساة الإنسانية. انها مأساة إنسانية هناك».

وأعربت المفوضة العليا لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة نافي بيلاي أمس الجمعة عن «قلقها الشديد» حيال مصير المدنيين في سوريا وإمكانية حصول «مواجهة وشيكة كبيرة» في حلب.

من جهة ثانية، أعلنت وزارة الخارجية الهولندية الجمعة ان مصورا هولنديا وآخر بريطانيا كانا خطفا في شمال سوريا في ١٩ يوليو، أفرج عنهما الخميس ووصلا إلى تركيا. وعلى الحدود السورية الأردنية، قتل طفل سوري الجمعة اثر إصابته برصاص الجيش السوري أثناء محاولته وعائلته عبور السياج الحدودي بين سوريا والأردن فيما أصيب عسكري أردني حاول إنقاذه أثناء تغطية الجيش الأردني لعبور هؤلاء إلى المملكة.









.

نسخة للطباعة

مقالات أخرى...

الأعداد السابقة