الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٥٤٦ - الأحد ٢٩ يوليو ٢٠١٢ م، الموافق ١٠ رمضان ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

بريد القراء

الشباب العربي يفقد حريته





كشف برنامج المواهب الذي تقدمه شبكة إم بي سي عن حجم المأساة التي يعانيها معظم الشباب في جميع أرجاء الوطن العربي, فهذا البرنامج أثبت أن الشباب الذين شاركوا فيه يعانون ضياع هويتهم وفقدان بوصلتهم وتشتتهم في دروب الحياة المتقطعة غير المستقيمة.

فلا يعقل أن يضيع الشاب وقته وعمره في رقص ماجن وحركات لا أخلاقية وقفز من هنا وهناك أو تربية للثعابين وأكل للزجاج . ولا نفهم كيف أن شاباً ذا جسم وعضلات يكرس وقته في النفخ على الآلة الموسيقية من أنفه, أو أولئك الشباب الذين مازالوا يهيمون عشقاً وغراماً في مايكل جاكسون ويقلدونه في الرقص والغناء حياً كان أو ميتاً. أو الذي ضيع عمره في الوقوف على ألواح تحتها أكواب الزجاج أو الذي يدخل المسرح بشكل محترم ثم يتلوى ويتمايل كالثعبان أو كالذي مسته الكهرباء, أو الأطفال الذين أقحموا في هذا المضمار دون مراعاة لطفولتهم وبراءتهم أو الذين ضحك عليهم أن أصواتهم جميلة فجاءوا إلى البرنامج مشحونين وكلهم أمل في الفوز باللقب.

أمر لا يصدق أن يصل الحال بالشاب العربي إلى هذه الحالة المزرية من الضياع والتدهور وأن تقوم هذه القناة بتبني هؤلاء وتشجيعهم سنة بعد سنة, وبدلاً من توجيههم إلى العمل النافع والعمل الصالح المثمر فإذا بهذه القناة تدفعهم إلى الفن الهابط المنحط تقليداً لزبالة الغرب والشرق.

إن هؤلاء الشباب لم يصلوا إلى هذا المستوى المتدني إلا بعد أن تخلى التربيون والإعلاميون والساسة وأصحاب الشأن عن مسؤلياتهم العظيمة في التربية والتعليم فخلت الساحة من الموجهين فتلقفهم أصحاب الإعلام الهابط وأصحاب الأهواء والميول المنحرفة فقادوهم إلى التهلكة باسم الفن وباسم الرقص والغناء وكلها أمور لا تسمن ولا تغني من جوع.

ماذا لو قامت هذه القناة بالتركيز على الشباب الراقي المتعلم النبيه الذي برع في الاختراعات والصناعات والابتكارات, هناك الكثير من الشباب قد قاموا باختراعات عظيمة لماذا لا تركز الأضواء عليهم حتى يكونوا قدوة لباقي الشباب؟

نريد من الشاب أن يكون جاداً في تصرفاته وحركاته وكلامه لا نريد ميوعة في السلوك و ليونة في الكلام أو ملاحقة للموضات أو ضياعاً للأوقات.

نريد شباباً رجالاً ونساءً يعرف كيف يعمل وكيف يحيا بالأخلاق الطيبة والسلوك السوي ومتسلحاً بالعلم النافع الذي يبني البلاد ويعمر الديار, نريد أن نعتمد على أنفسنا فنزرع الأرض وننتج الغذاء ونصنع الدواء, لا نريد الاعتماد على الغرب في المأكل والمشرب حتى لا نصبح عبيداً لهم, ما نريده أن نكون احراراً في قراراتنا وإرادتنا, فلا نستورد منهم إلا الأمور الضرورية التي لا تتوافر حالياً عندنا.

فمتى تقوم قناة أخرى بتسليط الأضواء على الشباب الجاد الذين هم أمل هذه الأمة وعنواناً لنهضتها وسبيلاً لعلو شانها ورفعتها؟

عبد الجليل الجاسم











.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة