الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٥٤٨ - الثلاثاء ٣١ يوليو ٢٠١٢ م، الموافق ١٢ رمضان ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

الاسلامي

دعاء الصائم مستجاب (٢)







نواصل الكتابة عن دعاء الصائم المستجاب فمن سنته صلى الله عليه وسلم كان إذا أفطر قال: "ذَهَبَ الظَّمَأُ وَابْتَلَّتِ الْعُرُوقُ وَثَبَتَ الأَجْرُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ" رواه البيهقي، عَنْ مُعَاذٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذَا أَفْطَرَ، قَالَ: "اللَّهُمَّ لَكَ صُمْتُ، وَعلَى رِزْقِكَ أَفْطَرْتُ". عن ابن عباس رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أفطر قال: "اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت فتقبل مني إنك أنت السميع العليم" رواه أبوداود وعن معاذ رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا أفطر: "الحمد لله الذي أعانني فصمت ورزقني فأفطرت" رواه أبوداود.

لكل ما سبق وما ذكرنا من أدلة على فضيلة دعاء الصائم لذلك يحسن ويستحب للصائم أن يدعو بهذه الأدعية المباركة الطيبة المقبولة إن شاء الله.

إن المسلم الذي أمضى يومه صائما لله رب العالمين يأمل جنته ويخشى عقابه، يطمع في رحمته ويخاف عذابه، يطلب رضاه ونعيمه ورضوانه، وينفر ويفر من ناره وسخطه وعقابه، يتقرب إلى ربه بصالح الأعمال وبرصيد من الحسنات ويكون أبعد ما يكون من السيئات،لذلك فإن الله الحنان المنان ما إن آن أوان الفطر وحل فإنه يتجلى على عباده الصائمين بالمغفرة والرحمة والرضا والقبول ويستجيب لهم الدعاء فالله وعد وأكرم الأكرمين لا يخلف الميعاد قال تعالى "وَقَالَ رَبلاكُمُ ادْعُونِي أسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ" غافر: .٦٠

ولما كان رمضان شهر المنح الربانية وشهر الجود والسخاء، شهر يربي المسلم على الكرم والجود والتحرر من الشح والبخل ولتوطين هذه الخلال الكريمة في المسلم جعل الإسلام الذي يفطر صائما له مثل أجره قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم-: " مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أجْرِ مَنْ عَمِلَهُ مِنْ غَيْرِ أنْ يَنْتَقِصَ مِنْ أجْرِ الصَّائِمِ شَيْئًا، وَمَنْ جَهَّزَ غَازِيًا أَوْ خَلَفَهُ في أهْلِهِ كَانَ لَهُ مِثْلُ أجْرِهِ مِنْ غَيْرِ أنْ يَنْتَقِصَ مِنْ أجْرِهِ شَيْئًا" رواه البيهقي، من فطَّر صائماً كان له عتق رقبة ومغفرة لذنوبه. قيل: "يا رسول الله، ليس كلنا يجد ما يفطر الصائم، قال: يعطي اللّه هذا الثواب من فطَّر صائما على مذْقَة لبن أو تمرة أو شربة ماء، ومن أشبع صائما كان له مغفرة لذنوبه، وسقاه اللّه من حوضي شربة لا يظمأ حتى يدخل الجنة، وكان له مثل أجره من غير أن ينقص من أجره شيء، وهو شهر أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار، ومن خفَّف عن مملوكه فيه أعتقه اللّه من النار" رواه ابن خزيمة والبيهقي.

وثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا لمن أكل عنده ولأصحاب المائدة أفرادا أو جماعات وسن لنا أن ندعو لمن نفطر عندهم،عن أنس بن مالك- رضي اللّه عنه- قال: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أفطر عند أهل بيت قال: أفطر عندكم الصائمون، وأكل طعامكم الأبرار، وصلت عليكم الملائكة" رواه النسائي وأحمد وابن ماجة والحاكم والبيهقي، عن أبي هريرة قال دعا رجل من الانصار من أهل قباء النبي صلى الله عليه وسلم فانطلقنا معه فلما طعم وغسل يده أو يديه قال:الحمد لله الذي يطعِم ولا يطعَم، من علينا فهدانا وأطعمنا وسقانا وكل بلاء حسن أبلانا، الحمد لله غير مودع ولا مكافا ولا مكفور ولا مستغنى عنه، الحمد لله الذي أطعم من الطعام وسقى من الشراب وكسا من العري وهدى من الضلالة وبصر من العمى وفضل على كثير من خلقه تفضيلا، الح















.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة