الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٥٤٨ - الثلاثاء ٣١ يوليو ٢٠١٢ م، الموافق ١٢ رمضان ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

متحف ومعرض للقمامة









في ٢٢ فبراير ٢٠١١ افتتح في السويد معرض لا يضم لوحات لكبار الفنانين أو لوحة "موناليزا" بل يحوي علبة الحليب الفارغة، فمن خلال الغوص في سلال المهملات يكتشف معرض "قمامة" في متحف نورديسكا في ستوكهولم أن لنفاياتنا تاريخًا يقف على مفترق علم الأعراق والبيئة حتى المشاعر.

وتقول "كريستينا ماتسون" مديرة المتحف الواقع في وسط ستوكهولم الذي يستضيف معرضًا حول الموضوع "نهتم جميعًا بالطريقة التي يعيش فيها الآخرون. ورأينا أنه من المثير للاهتمام أن نعرف كيف يتصرف الآخرون أمام سلة القمامة الخاصة بهم".

الملاحظة الاولى التي تبرز فورًا هي أن التعامل مع القمامة تغير مع مرور الزمن. فهنا سروال مصنوع من الكتان يعود إلى القرن الثامن عشر بال يحمل آثار تعديلات ودرز ورتق، إلى حين استخدامه رقعة لسد جدار فاصل. وهناك سروال جينز من عام ٢٠١٠ من ماركة سويدية مشهورة ممزق ومعتق في المصنع مرفق بتحذير لدى شرائه يقول "يخدم نصف المدة إلا أن جماله مضاعف".

والتباين ظاهر أيضًا بين دمية قديمة تقليدية من منطقة لابلاند مصنوعة فقط من قطعة قماش حمراء بسيطة وستارة بالية، فيما يبرز في الملاحظة المرفقة بها رقم يفيد أن الأطفال السويديين يحظون في طفولتهم بما معدله ٥٣٦ لعبة.

فوط صحية قطنية وأوان خزفية مكورة تم اصلاحها بمشابك حديد وسجاد وعقاصات مصنوعة من ألياف نسيجية، يبدو أن البؤساء في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر كانوا يعتمدون التدوير قبل عصرهم. فهل كانوا أكثر رعاية للبيئة؟

وتوضح "لينا لاندربرغ" مفوضة المعرض الذي استمر حتى ٢٥ سبتمبر من العام نفسه، "أردنا أن نظهر أن في تلك الفترة ما من شيء تقريبًا كان يعتبر من النفايات".

واعتبارًا من عام ١٩٢٠ حتى بداية ثمانينيات القرن الماضي، حل عصر التخلص من كل شيء في جو من الفوضى إلى أن حمل مفهوم الدفاع عن البيئة تغييرًا في الذهنيات مع تطوير أكياس النفايات التي لم تعتمد إلا في نهاية الستينيات ومن ثم الفرز الانتقائي. وراهنا يرمي كل سويدي نحو نصف طن من النفايات سنويا (أقل بثلاث مرات من المواطن الأمريكي). ويقول الخبير "اريك اوتوسون ؟ تروفالا" ان "الهدف هو حمل الناس على التفكير. لا نريد توجيه أصابع الاتهام إلى أحد، الناس يطرحون على أنفسهم الكثير من الأسئلة ويحاولون التصرف بطريقة مسؤولة على الصعيد البيئي". وبعدما طرح الخبير أسئلة وراقب عدة اشخاص يرمون نفاياتهم، فإنه يفضل التشديد على "المشاعر التي تربطنا بهذه الأغراض التي نتخلص منها". ويروي "في مراكز التدوير غالبًا ما يتم وضع الاشياء البارزة جانبًا كما لو أنهم يعطونها فرصة جديدة قبل تدميرها".

تقول "لينا لاندبرغ" "ثمة أسئلة صعبة: بماذا نحتفظ وماذا نرمي؟ ولماذا يعتبر شخص ما الغرض نفاية فيما لا يعتبره الشخص الآخر كذلك؟ فغالبًا ما تكون النفايات أيضًا مسألة رأي".











.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة