الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٥٤٨ - الثلاثاء ٣١ يوليو ٢٠١٢ م، الموافق ١٢ رمضان ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

الرياضة

موقف رياضي







في هذا العصر الجميل والرائع أصبحت الرياضة تشكل واقعاً جديداً وتتخطى بمفاهيمها الكثير من المفاهيم العتيقة التي سادت العالم ولولا هذه المفاهيم ما اجتمعت الأسرة الرياضية العالمية في بلد واحد كالذي يحدث اليوم في لندن، إن أولمبياد عام ٢٠١٢ الصيفي يختلف من ناحية المضمون والشكل لأنه يساهم في بلورة الكثير من المفاهيم الرياضية غير المهضومة لدى الكثيرين من البشر الذين لم يمارسوا الرياضة على أرض الواقع ولم يدركوها أو يستوعبوها عن ظهر قلب ويثيرون استغرابك عندما يقحمون أنفسهم فيها ويتدرجوا من خلالها ويقحمون أنفسهم كما يقحم أي رجل غير عقلاني تفاحة كبيرة في فم قنينة صغيرة.

على الأرض والواقع لا يعرف أسرار الرياضة إلاّ من خاضها ودرّسها وعلّم الدروس والعبر لتلاميذ المراحل المتدرجة فالمدرس هو صاحب الرسالة الرياضية الأولى لأنه يصنع الأبطال من المدرسة ويمكننا التعرف على الأبطال البحرينيون الذين صنعتهم المدارس وتخرجوا من تحت أيدٍ أمينة فمدرس التربية الرياضية المخلص لمهنته هو الشخص القادر على صناعة الأبطال لكن ليس أي مدرس بل ذاك الشخص صاحب النظرة الدقيقة والاكتشاف المبهر الساحر.

إننا حين نشاهد أولمبياد لندن الجاري اليوم نعرف إن فكرة (الأسرع والأقوى والأعلى) لم تأت اعتباطا إنها فكرة المدرس في المدرسة الذي يعلم ( السرعة ) من خلال مادة العاب القوى والقوة من خلال بناء العضلات وفقاً للتدريبات الحديثة بالأجهزة والأثقال والقياسات واستخدام الاختراعات المادية أو الطبيعية التي تدخل في التغذية بكل مكوناتها وهو الذي يعلم كيف تكون الأعلى (الوثب والقفز) وللوثب أصول وفروع كما للقفز أصوله فروعه.

إن مدرس التربية الرياضية في كل مكان في العالم هو ذلك الجندي المجهول الذي يستحق الثناء والتقدير لأنه يبدأ عملية صناعة الأبطال للأولمبياد أو المشاركات المحلية والخارجية ويقدم الخامات الجاهزة للمدربين في الأندية أو المنتخبات وفي النهاية ينتظر المدرس كلمة شكر واحدة خفيفة على قلبه فلا يجد إلاّ الجحود، علينا أن نتصور ونسأل من صنع العداءة رقية الغسرة وأحمد حمادة وعلي كانو ويوسف شريدة ورضا علي ومحمد جاسم مفتاح وبدر ميرزا وحياة آل خليفة وسعاد ياسين وعلوية خليل وعلي المادح وغيرهم من الأسماء الرياضية اللامعة غير مدرسي ومدرسات التربية الرياضية؟، هؤلاء هم أساس الألعاب الأولمبية لأنهم يصنعون الأبطال سواء في بلادنا أو في كل مكان ومن يكتب عن الرياضة وفلسفتها هو من نتاج هذا الرجل العملاق والرائع ولولاه ما شاهدنا هذا الكم الكبير من الأبطال في أولمبياد لندن.









.

نسخة للطباعة

مقالات أخرى...

الأعداد السابقة