تجفيف منابع التحريض والإرهاب
 تاريخ النشر : الخميس ٥ يناير ٢٠١٢
فوزية رشيد
{ هكذا يقول العديد من المصادر المختلفة:
ماكينة إعلامية ضخمة تديرها «إيران» وخلاياها في البحرين وفي منطقة الخليج العربي، وتطلق الكثير من التحريض العقدي والسياسي والارهابي، بإدارة مباشرة من المخابرات الايرانية ومرجعيات محلية لغرض تحقيق الحلم الفارسي الذي لم يعد مجرد فكرة، وانما اصبح يدار إرهابا وفوضى من خلال الشارع، والتحريض المستمر على النظام واسقاطه، وتفكيك الوعي لدى الوطنيين، وضرب إرادتهم، وبث الشائعات بينهم، والتأثير فيهم سيكولوجيا، مثلما استهداف رجال الأمن بشكل منظم وممنهج، واستفزازهم بكل اشكال الاستفزاز، كل ذلك يتم ولم يعد خافيا الدعم الايراني المطلق ماديا وإعلاميا وتدريبا لعناصر خلاياها وشبكتها انتظارا لما يسمونه اللحظة الحاسمة مرة أخرى لنشر الفوضى العامة، وتصعيد المواجهات عبر الارهاب الذي يبتكر صانعوه أسلحة مختلفة يتم استخدامها يوميا في انتظار تصعيد آخر.
{ لم يعد خافيا أيضا أن هناك ميليشيات مدربة في البحرين تدريبات خطرة تمت على أيدي إيرانيين بينها تدريبات على صناعة المتفجرات والأسلحة محليا، وتنتظر لحظة الصفر لما يسمونه مزيدا من التصعيد الثوري المتدرج وسبق ان تم كشف خيوطها، ولقد أشار بعض المراقبين إلى أن رؤوس تلك الميليشيات، تعمل حاليا على شراء بيوت واسعة لاستخدامها كمستشفيات ميدانية لتسهيل مهمات خاصة سواء بنقل الجرحى أو التصوير الحقيقي والآخر المفبرك للاستخدام الإعلامي.
{ وإذا كانت غرفة العمليات في مكتب المرشد الاعلى الإيراني - كما يشير العديد من المصادر - تتابع الخطة الايرانية الجديدة في تأجيج الفوضى الشاملة في البحرين، فان الاعلام الايراني يزداد كل يوم شراسة غير مسبوقة لنشر الاكاذيب والتأجيج والتحريض على الارهاب، فيما الناطق باسم ما يطلق عليه ثورة البحرين في لندن يكشف عن خطة التصعيد ويدعو إلى تقديم آلاف الضحايا، من أجل اسقاط مملكة البحرين وطرد أهل السنة وآل خليفة، وعلى وقع هذا التحريض الاقليمي والمحلي المنظم والممنهج، يتم التصعيد اليومي والمرحلي في الارهاب واساليبه ومهاجمة رجال الأمن بالمولوتوف والاسياخ والطابوق وغير ذلك، فاذا سقط ضحايا عن طريق الخطأ بين التخربيين والارهابيين انفسهم تم لصق التهمة من اللحظة الأولى برجال الأمن وتسويق الضحية باعتباره شهيدا، وكل ذلك يتم وسط تحريض داخلي معروف من حيث الجهة كجمعية ومن حيث المرجعية، وسط تكثيف إعلامي داعم مرفق بدعم أمني واستخباراتي، وشن الحملات الداعمة تلك من مصادر مختلفة تتبع عبر الخلايا، ارشادات المرجعية الأم في طهران ومرجعيات أخرى والاتباع في بقية دول خليجية وفي العراق ولبنان.
{ هذا النهج الخطر من التصعيد الداخلي لاشاعة الفوضى الشاملة والتدرج فيها، لن ينفع معه الاساليب الاعتيادية أو التقليدية، في مواجهته، حيث اصبحت تلك المواجهات النمطية من رجال الامن ومسيلات الدموع، بمثابة فخاخ ومصايد لاستهدافهم وحرق سياراتهم بالمولوتوف ورمي الطابوق على رؤوسهم من فوق اسطح البيوت واستخدام الاسياخ الحديدية، وأسلحة أخرى خطرة محلية الصنع تم التدرب عليها وعلى صناعتها مسبقا.
فاذا اضيف لذلك سد الطرق بالسلاسل والزيت وحرق الإطارات، واستهداف المدارس والاساليب الاخرى، فيما تحريض حزب الله - البحرين مستمر، ومعه خطب الجمعة التي لا تخلو من تلازم الديني بالسياسي في مناخ تحريضي آخر من المرجعية، نجد ان خيوط الارهاب والفوضى متشابكة ومتداخلة في البحرين، عبر إطارها الداخلي الذي يحرض، ويستخدم ورقة العنف والارهاب ليس فقط للابتزاز السياسي وانما ايضا لتعويد الشعب البحريني المناهض لهذا الحراك الارهابي، تعويده ان العنف والارهاب في تصاعد، وان الدولة مهما قدمت من تنازلات فان تلك التنازلات مجرد مرحلة لتقويضها، واضعافها، ليسهل بعد ذلك وعبر الفوضى الشاملة خلخلتها بنية اسقاطها.
{ لا شيء يدل حتى الآن على ان نيات قيادات الحراك التخريبي والارهابي، تنبع من الحرص على الوطن او على الوحدة الوطنية أو على الخروج من مرحلة التأزيم الدائم الدلائل على أرض الواقع الى جانب التصريحات والخطابات، التي قد تخضع لبعض التلون حينا، الا ان الهدف المعلن من الشبكة الخليجية المتداخلة والعمل المخابراتي الايراني الذي يديرها ويدير قنوات الفتنة الطائفية والفوضى، مستمر بين حين وآخر في الحديث عن (البحرين الكبرى) باسقاط البحرين والكويت والقطيف والاحساء، لتشكيل الدولة الشيعية، هكذا يصرح المدعو «ياسر الحبيب»، وهكذا تقول مرجعيات أخرى في قنوات الفتنة، وهكذا تتصرف الخلايا ويرفع بعضها الشعارات الدالة على النيات المكشوفة بوضوح، وهكذا يحلم الجار الاقليمي.
{ هناك إذاً سياق ممنهج للتحريض على الارهاب، ورأس الحربة المستهدفة هي البحرين حاليا. المطلوب هو البحث عن وسائل جديدة وصارمة لتجفيف منابع التحريض والارهاب، فلم تعد المسألة سواء الامنية أو الوطنية تسمح بالمزيد من التراخي والتلاعب بالقانون وتقديم التنازلات، كل ذلك لن يوقف ما يحدث ولن يوقف نيات التصعيد حتى الوصول الى الفوضى الشاملة التي تتحرك فيها كل الخلايا دفعة واحدة بعد ان تكون قد استفادت ميدانيا من الاستنزاف اليومي لرجال الأمن ولأساليب وزارة الداخلية المعتادة.
{ وفي هذا ليس هناك من مبالغة أو تهويل أو تخويف، بقدر ما هو تنبيه واجب للتفكير الجدي على المستوى الخليجي في كيفية الحفاظ على الامن والاستقرار في البحرين وبقية دوله، وكيفية تجفيف منابع التحريض الداخلية والاقليمية وتجفيف مصادر العنف والارهاب وكيفية انقاذ الاطفال والمراهقين من العقول الارهابية التي تدير التخريب والعنف في الشارع، وتتمنى سقوط الضحايا للمتاجرتين الاعلامية والسياسية وللابتزاز، كل ذلك يستدعي من الدولة مراجعة أوراقها وخرائط عملها الراهن في المواجهة، خاصة انها لا تواجه أطفالا أو مراهقين يتصرفون بشكل عشوائي، وانما هي تواجه خطة ممنهجة ومنظمة للتصعيد في الارهاب والفوضى، وما الاطفال والنساء إلا مجرد ورقة وجزء من تنفيذ تلك الخطة فيما الشعارات حول الاصلاح والديمقراطية مجرد ورقة أخرى ووسيلة للتعمية وللاستخدام الاعلامي والسياسي، فيما الهدف الابعد الذي نعرفه جميعا، هو بؤرة الحركة الأخيرة لاختطاف البحرين أولا ثم البقية تأتي حسب التدرج المدروس، والله الحافظ والمستعان.
.