الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٣٤١ - الجمعة ٦ يناير ٢٠١٢ م، الموافق ١٢ صفر ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

قضايا و آراء


فرجان لوّل.. والحاجة إلى الحفاظ على الهوية المحلية





تزخر البحرين بماض عريق، يشهد على حضارة كبيرة لهذا البلد العظيم، وبطبيعة الحال، فقد تولد عن ذلك كله، ارث تاريخي كبير، ومن ذلك ما يسمى منظومة التراث المحلي، ولعل الاشهر في ذلك هي (الفرجان القديمة) في مدينتي المنامة والمحرق وبعض القرى الشمالية، التي شكلت تراثا محليا عتيدا، ينم عن اصالة متجذرة لهذا البلد، ولهذا الشعب الاصيل.

فلو جئنا إلى المحرق الأبية، نرى الفرجان، والاحياء القديمة، متناثرة هنا وهناك، (فريج البنعلي) هو نسبة إلى قبيلة آل بن علي، الذين سكنوا به ومازالوا، و(فريج البوخميس)، و(فريجي الزيانية وبن حمادة) نسبة إلى عائلتي آل الزياني وآل حمادة، و(فريج القمرة)، و(فريج المعاودة) نسبة إلى آل المعاودة، و(فريج بن غتم)، و(فريج الجودر) نسبة إلى عائلة آل جودر، و(فريج بن هندي) نسبة إلى عائلة آل بن هندي، وهم من آل المناعي (المنانعة)، و(فريج العمامرة) و(فريج المحميد) و(فريج المري) و(فريج الحياك) و(فريج الصاغة) و(فريج بن خاطر) وفريج البنائين)، وغيرها من الفرجان والاحياء القديمة الأخرى.

وفي قلب المنامة، الشريان الحيوي الكبير، للبحرين، نرى في أزقتها وطرقها وأحيائها، عبق الماضي العريق، فنتذكر (فريج الفاضل) و(فريج المخارقة) و(فريج الحطب) و(فريج العوضية) نسبة على ما يبدو إلى آل العوضي الذين سكنوه، وكذلك (فريج الذواودة) نسبة إلى آل الذوادي الذين قطنوه، وغيرها من الاحياء والأزقة والفرجان.

ويعد فريج المخارقة، من اشهر فرجان المنامة، وترجع تسميته إلى كون ساكنيه يشتغلون بخرق (ثقب) اللؤلؤ الذي يستخرج من البحر، وقد سكن في هذا الفريج الكثير من العائلات البحرينية العريقة، التي تمثل امتدادا للماضي، ومن اشهر العائلات، (بن سلوم) و(الحلواجي) و(القصاب) و(عواجي) والعرادي) و(المشكاب) و(الدرازي) و(المخلوق) و(المنصور) و(السماك) و(الساعاتي) و(القميش) و(العلوي) و(الجشي) و(الخور) و(طرادة) و(المقهوي)، وغيرها من العائلات الأخرى.

كما يعد (فريج الفاضل) أيضا من الاحياء التاريخية العريقة وبه امتداد وعمق واصالة شعبية وبه أحد المعالم الدينية والتاريخية جامع الفاضل، الذي أسس بنهاية القرن الثاني عشر الهجري، (بنهاية القرن الثامن عشر الميلادي)، بحسب بعض الروايات، على أيدي بعض رجالات أسرة (آل الفاضل).

جدد أكثر من مرة في عهد المغفور له باذن الله الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة (رحمه الله تعالى) بأمره وعلى نفقته الخاصة، في عام (١٩٦٥) وفي عام (١٩٩٤).

وهناك الكثير من العائلات البحرينية العريقة والأصيلة، التي قطنت هذا الحي، منها: آل كانو وآل البسام وآل القصيبي وآل الجيب وغيرهم وغيرهم كثير.

كانت فرجان لوّل القديمة - ولاتزال - حتى الآن، شاهدا على التلاحم الواحد بين مكونات الشعب البحريني بأكمله، وكانت التوليفة، أو الخلطة، في مكون الفريج الواحد، هي الشعار الراسخ، للمكون البحريني العام، وللشعب البحريني عامة.

التسامح والمحبة والرحمة صفات وسجايا، تحلوا بها أهل الفرجان القديمة، بل كانت صفات أهل البحرين عموما.

إن لصاحب السمو الملكي رئيس الوزراء الموقر، عشقه غير المتناهي لهذين الموروث والتراث المحليين، وكانت توجيهاته المتعددة بالحفاظ على الاحياء القديمة في مدينتي المنامة والمحرق، تأتي من منطلق حرصه على الحفاظ على التراث واحيائه وتطويره.

وسنة حسنة انتهجها كل من مجلس بلدي العاصمة، ومجلس بلدي المحرق، بتسمية الفرجان القديمة، تنفيذا لتوجيهات صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، بضرورة المحافظة على الهوية المحلية التاريخية للأحياء الشعبية التراثية القديمة.

من هنا، حبذا، لو يقوم الجهاز المركزي للمعلومات، باعتماد المسميات القديمة، كعناوين معتمدة للأشخاص وللسكان القاطنين بهذه الاحياء، بدلا من مصطلح «المجمع» السائد، وبالتالي يكون هناك، نوع من التوثيق الرسمي لها.

بل ان كثيرا من الدول، تشار إلى أسماء الفرجان والمدن والقرى والاحياء والحارات في العناوين، وتثبت بل انه قد يشار إليها حتى في، الحملات الانتخابية وغيرها.

وانه لتبرز الحاجة إلى تدوين وتوثيق هذا الإرث الحضاري والمعماري، وهذه المنظومة الكبيرة من التراث المحلي، وهذا ما يستوجب به، ان يقوم قطاع الثقافة والتراث الوطني لوزارة الثقافة، بهذا العمل، وبلا شك فان جهودها في هذا الحقل كبيرة، ونأمل المزيد.



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة