الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٣٤٢ - السبت ٧ يناير ٢٠١٢ م، الموافق ١٣ صفر ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

في الصميم


يا سيادة النائب.. هذا لا يجوز!





لم أكن أتصور أن تسير الأمور في مجلس النواب إلى هذا الحد.. وأن تتجاوز إلى هذا المدى.. وخاصة عندما يهدد النائب عباس الماضي بأنه إذا لم تستجب وزارة التربية والتعليم إلى توجيهات لجنة الخدمات بتأجيل تطبيق مشروع نظام تمديد اليوم المدرسي: فإن النواب يملكون الأدوات الدستورية والقانونية الكفيلة بوقف هذا التوجه.. وطبيعي أن يكون النائب الماضي يعني بالأدوات الدستورية والقانونية استخدام آلية استجواب الوزير لوقف توجهات الوزارة بهذا الشأن باعتبار - كما يرى السادة أعضاء لجنة الخدمات- أن هذا النظام يضر بمصلحة الطلبة والطالبات من جهة وأولياء الأمور من جهة أخرى!

بصراحة هذا كلام كبير جدا.. عندما يصل الأمر إلى تهديد وزير التربية بالأدوات الدستورية والقانونية.. ومن بينها بالضرورة «استجواب الوزير» علنا أو حتى من وراء جدران وهو الذي يهدف إلى نفع الوطن والمصلحة العامة.

أيها السادة النواب.. أيهما أنفع مراعاة المصلحة العامة ومتطلبات تطوير التعليم؟.. أم مجرد الاستجابة لرغبات بعض الطلاب وبعض أولياء الأمور الذين يضيقون ذرعا بمجرد زيادة ساعة واحدة يوميا تضاف إلى مدة اليوم المدرسي بالمرحلة الثانوية من أجل مصلحة جميع الطلاب؟

يكاد المرء يضرب كفا بكف وهو يرى أمام ناظريه من يصرون على الخطأ والتمادي فيه «نقول لهم ثور.. يقولون احلبوه»؟! نقول لهم هذه الخطوة - خطوة تمديد اليوم المدرسي - لازمة وضرورية جدا للسير قدما نحو تطوير التعليم وتحسين مخرجاته.. يردون قائلين: هذه الخطوة لا ترضي بعض الطلبة وبعض أولياء أمورهم.

ثم نجد السيد النائب عادل العسومي رئيس لجنة الخدمات يعلن مؤكدا «أن وزارة التربية والتعليم لاتزال حتى هذه اللحظة غير مستعدة لتطبيق برنامج تمديد الدوام المدرسي». بصراحة أجيبوني: من الذي يقول إن وزارة التربية والتعليم مستعدة لتطبيق النظام.. أم انها غير مستعدة؟.. هل هي الوزارة نفسها.. أم السيد النائب عادل العسومي؟!

ثم يا ليت تمديد اليوم المدرسي تمديدا بصحيح بل انها مجرد ساعة واحدة زيادة على مدة اليوم الدراسي.. وكنت أحسب الوزارة ستمدد اليوم المدرسي حتى الخامسة مساء؟!

لقد كان السيد النائب عادل العسومي رقيق المشاعر جدا إلى درجة كبيرة عندما أعلن أن هذا القرار - قرار تمديد اليوم المدرسي مدة ساعة - «يثير حفيظة العديد من الطلبة وأولياء أمورهم».. يا سيادة النائب.. مادمت تخاف على «حفيظة» بعض الطلبة وأولياء أمورهم.. ونشكرك على ذلك.. فمن الذي يخاف على «حفيظة» المصلحة العامة.. والرغبة الملحّة للوطن بأكمله في تطوير التعليم وتحسين مخرجاته؟!

أرجو من السادة المناوئين لجهود وزير التربية والتعليم في السير قدما نحو تطوير التعليم.. ولتضحيات الحكومة حيث ان هذا القرار سيكلفها كثيرا، ويرفع دخول المعلمين والعاملين بالمدارس الثانوية بالقدر غير القليل.. أرجوهم أن يقرأوا تاريخ التعليم في البحرين وفي العالم العربي جيدا كي يتأكدوا من أن التعليم لم يصل إلى أوجه وقوته إلا عندما كان اليوم المدرسي يمتد من السابعة صباحا وحتى الخامسة مساء.. أو ادرسوا نظام اليوم المدرسي بالمدارس الثانوية الخاصة.. المهم تحركوا وافعلوا أي شيء.. والمهم أيضا «أن تتركوا عنكم الأفكار المخملية والسهلة، التي تأتي عبر المزايدات والدعاية الانتخابية وإرضاء الناخبين بأي شكل من الأشكال..

يا سادة.. الوزير لم يطلب تمديد اليوم المدرسي حتى الخامسة أو الرابعة أو حتى الثالثة.. انه يريد التمديد ساعة واحدة لينتهي اليوم المدرسي - حسبما أعلم - في الثانية والربع.. وقد أعلن الوزير مرارا وتكرارا انه تم اتخاذ كل الاستعدادات وتوفير كل المتطلبات، ومن بينها توفير المواصلات لكل من يريد.. وما هي المشكلة في أن يتأخر موعد تناول وجبة الغداء ساعة أو أكثر؟!

أليس في الإمكان أن يخدم هذا المشروع الشديد التواضع.. الأمن والاستقرار في ربوع البلاد وخاصة عندما يتمدد اليوم المدرسي التمديد الصحيح «وليس مجرد ساعة واحدة زيادة»؟ ثم أليس الخروج من المدرسة مبكرا يعطي الفرصة للبعض للاستعداد للمشاركة في المظاهرات وأعمال التخريب وإلقاء المولوتوف على الآمنين؟!



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة