الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٣٤٥ - الثلاثاء ١٠ يناير ٢٠١٢ م، الموافق ١٦ صفر ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

قضايا و آراء


بحساب «المفاتيح» أوباما سيفوز في انتخابات ٢٠١٢





كشف الأستاذ الجامعي الان ليتشمان عن «توقعاته المؤكدة» التي تتعلق بالنتائج التي ستسفر عنها الانتخابات الرئاسية الأمريكية المزمع إجراؤها يوم ٤ نوفمبر .٢٠١٢ جاء الكشف عن هذه «التوقعات المؤكدة» وسط الجدل المتزايد حول تراجع شعبية الرئيس باراك أوباما والأزمة الاقتصادية الأمريكية وتقلبات سباق الانتخابات الرئاسية التمهيدية للجمهوريين التي تظل بين مد وجزر.

إن الأستاذ الان ليتشمان ليس بالمنجم الذي يستخدم كرة الكريستال، ذلك أنه بنى توقعاته على نظرية تولى هو بنفسه تطويرها سنة ١٩٨١ بالتعاون مع عالم جيوفيزيائي روسي تخصص في الماضي في تصميم نماذج علمية يتم بمقتضاها توقع حدوث الزلازل. لقد تعمق الرجلان في دراسة القوى التي تتحكم في رسم المشهد السياسي في كل انتخابات رئاسية أمريكية من سنة ١٨٦٠ حتى سنة .١٩٨٠ بناء على تلك القوى تولى الرجلان تطوير نموذج «مؤكد» لتوقع نتائج الانتخابات الرئاسية الانتخابية. منذ ذلك الوقت ظل الان ليتشمان يستخدم هذا النموذج ويصيب في توقع نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية في الفترة ما بين ١٩٨٤ حتى عام .٢٠٠٨

لا يركز الرجلان في هذا النموذج في دراسة الأرقام التي تفرزها استطلاعات الرأي حول اتجاهات الرأي العام. يركز الأستاذ الان ليتشمان في تحليل الاتجاهات العامة التي تشق الاقتصاد والمجتمع وهو يعتبرها بمثابة الطبقات الزلزالية المتحولة تحت «القشرة الأرضية» التي تستطيع إحداث الكثير من التفاعل القادر على تغيير المشهد السياسي برمته. لقد حدد الأستاذ الان ليتشمان ١٣ مؤشرا وهو يسميها «١٣ مفتاحا للرئاسة الأمريكية».

يرى الان ليتشمان أن الحزب الحاكم (أي الحزب الذي يوجد الآن في البيت الأبيض) يستطيع أن يكسب ثمانية من هذه المفاتيح الثلاثة عشر حتى يضمن لنفسه الانتصار في الانتخابات الرئاسية القادمة. لكن إذا ما اكتسب سبعة أو أقل من هذه المفاتيح فإنه سيتكبد الهزيمة بكل تأكيد، فالخسارة في هذه الحالة لا مفر منها.

فيما يلي المفاتيح الثلاثة عشر مع بعض الشرح:

المفتاح١: وضع الحزب الحاكم - في آخر انتخابات للكونجرس استطاع الحزب الحاكم أن يزيد عدد مقاعده في الكونجرس بمجلسيه.

المفتاح٢: الترشيحات الانتخابية في الحزب الحاكم- لا يوجد أي تنافس جديد في صلب الحزب الحاكم للانتخابات الرئاسية (باستثناء الرئيس الأسبق جيمي كارتر الذي تنافس مع إدوارد كيندي سنة ١٩٨٠).

المفتاح٣: الحزب الحاكم - إن مرشح الحزب الحاكم هو نفسه الرئيس الجالس في البيت الأبيض.

المفتاح٤: الحزب الثالث - لا يوجد أي حزب أو طرف ثالث يمكن أن يشكل تحديا حقيقيا (اي يستطيع الحصول على ما لا يقل عن ٥% من الأصوات الانتخابية - مثلما حدث سنة ١٩٩٢ عندما حصل روس بيرو على نسبة ١٩% وساعد بالتالي بيل كلينتون على إلحاق الهزيمة بالرئيس جورج بوش الأب).

المفتاح٥: الوضع الاقتصادي على المدى القصير- ضرورة ألا يكون الاقتصاد خلال الانتخابات يتخبط في حالة من الكساد.

المفتاح٦: الوضع الاقتصادي على المدى البعيد- يجب أن يكون معدل النمو الاقتصادي الفردي مساويا أو أكثر من النسبة المتحققة خلال آخر فترتين رئاسيتين.

المفتاح٧: التغير السياسي - الادارة الحالية التي تسيطر على البيت الأبيض تحدث تغييرا جوهريا في السياسات الأمريكية العامة.

المفتاح٨: انهيار الأوضاع الاجتماعية - لا يوجد أي اضطرابات اجتماعية بحجم تلك الاضطرابات التي شهدتها الولايات المتحدة الأمريكية من قبل (الحرية المدنية والحركة المناهضة للحرب في فيتنام).

المفتاح٩: الفضائح المدوية - إن إدارة الرئيس الحالي باراك أوباما لم تلحق بها أي فضيحة مدوية من قبيل فضيحة «ووترغيت» أو محاولة عزل الرئيس الأسبق بيل كلينتون على خلفية فضيحة مونيكا لوينسكي.

المفتاح١٠:الفشل السياسي والعسكري - لم تتكبد إدارة الرئيس أوباما أي انتكاسة كبيرة، عسكرية كانت أم سياسية (على غرار حرب فيتنام أو أزمة الرهائن الأمريكيين في إيران سنة ١٩٨٠).

المفتاح١١: النجاحات السياسية والعسكرية - الادارة الحاكمة تحقق نجاحا سياسيا وعسكريا كبيرا مثل الانتصار في الحرب العالمية الثانية.

المفتاح١٢: الشخصية الكاريزمية للرئيس الحالي. يكون مرشح الحزب الحاكم ذا شخصية كاريزمية قوية أو بطلا قوميا (على غرار دوايت ايزنهاور سنة ١٩٥٢ أو أوباما سنة ٢٠٠٨).

المفتاح١٣: كاريزمية المرشح المنافس. ما إذا كان مرشح الحزب المنافس لا يتمتع بأي شخصية كاريزمية أو لا يرتقي إلى مكانة البطل القومي (على غرار رونالد ريجان سنة ١٩٨٠).

في نهاية شهر ديسمبر ٢٠١١ استضفت الان ليتشمان في برنامجي التلفزيوني «وجهة نظر» حيث أعلن «توقعاته» قبل سنة من إجراء الانتخابات الرئاسية الأمريكية في شهر نوفمبر .٢٠١٢

لقد اعتبر الأستاذ ليتشمان أن الرئيس باراك أوبما قد خسر حتى الآن ثلاثة مفاتيح فقط من بين المفاتيح الثلاثة عشر التي تقدم ذكرها ؟ هي المفاتيح أرقام (١) و(٦) و(١٢)، فقد تكبد الديمقراطيون خسائر مهمة في انتخابات التجديد النصفي التي أجريت سنة ٢٠١٠ (مفتاح ١) كما أن الاقتصاد لم يتعاف بما يكفي ليحقق نموا في معدل الدخل الفردي (مفتاح ٦). في سنة ٢٠٠٨ كان الرئيس باراك أوباما يتمتع بشخصية كاريزمية قوية غير أن الهالة التي كان يتمتع بها قد ذوت ولن تشكل بالتالي ذلك العامل الحاسم الذي سيخدم مصلحته في انتخابات ٢٠١٢ (المفتاح ١٢). هذا يعني أن الرئيس أوباما قد خسر نهائيا ثلاثة مفاتيح. هناك بعض المفاتيح الأخرى التي تظل موضع شك، وبخاصة المفتاحان رقما ١٠ و ١١، لأنه لم يتضح بعد إذا ما كان قتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن أو الانسحاب العسكري من العراق سيصنفان في خانة «الانتصارات»، أو إذا ما كان انهيار الأمن والاستقرار في العراق أو حدوث عمل إرهابي في المسقبل سيصنفان في خانة «الفشل السياسي الخارجي».

رغم هذه التحفظات فإن الرئيس باراك أوباما قد يضمن لنفسه عشرة مفاتيح - كحد أقصى - وثمانية مفاتيح - كحد أدنى وهو ما يعتبر كافيا في نظر الأستاذ الان ليتشمان الذي لم يخطئ أبدا، الأمر الذي يجعله يتوقع فوز الرئيس باراك أوباما في انتخابات ٢٠١٢ وبالتالي حصوله على فترة رئاسية ثانية في البيت الأبيض.

* رئيس المعهد العربي الأمريكي



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة