اعتلال الشبكية السكري وتدني القدرة البصرية
 تاريخ النشر : الثلاثاء ١٠ يناير ٢٠١٢
بقلم: د. فيصل المحروس
تدني القدرة البصرية بسبب اعتلال الشبكية السكري إحدى الإصابات التي يمكن لمريض السكري تلافيها في حال مراجعته الطبيب المتخصص بأمراض العين وذلك من خلال التنسيق الذي يفترض القيام به بين طبيبي السكري والعينين.
في لقاء مع الدكتور فيصل المحروس استشاري أمراض السكري حدثنا عن اعتلال الشبكية السكري للعين ودور المعالجة في الحفاظ على الوظائف البصرية للعين فكان الآتي:
- ما مرض السكري؟
* هو مرض جهازي استقلابي مزمن، ينجم عن خطأ في استقلاب السكريات في الجسم نتيجة عوامل داخلية (هرمونية) وخارجية (بيئية) ويتسبب باختلاطات خطيرة.
- ما معدل الإصابة بهذا الداء عالميا؟
* يصيب مرض السكري من ٢ إلى ٤% من سكان العالم، وهناك حوالي ١٥٠ مليون إصابة موزعة في جميع انحاء العالم، وتبلغ عدد الإصابات بهذا الداء ١٠ ملايين في الولايات المتحدة ومليونين في روسيا.
- ما هي الاختلاطات لمرض السكري الأكثر خطورة؟
* أكثر الاختلاطات خطورة هي اعتلال الشبكية السكري والقصور الكلوي والإصابات العصبية. - وماذا عن اعتلال الشبكية السكري؟
* هو إصابة أوعية شبكية العين وتنجم عنها لاحقاً نزوف ونتحات وتليفات تنتهي بانفصال شبكية العين وضمور العصب البصري.
- وما خطورته؟
* تتجلى خطورته في تعرض مريض السكري للإصابة بالعمى بنسبة تزيد ٢٥ مرة الناس الأصحاء وعوامل الخطورة تتعلق بنوع داء السكري ومدة الإصابة ومقدار ضبط سكر الدم.
- ما معدل الإصابة باعتلال الشبكية السكري؟
* بالنسبة للمرضى المصابين بالسكري ذوي النموذج الذي يعتمد الانسولين فإنه من النادر أن تصاب الشبكية في لحظة اكتشاف السكري، ولكن بعد مضي عشرين سنة على الإصابة يصاب كل المرضى باعتلال الشبكية السكري.. أما بالنسبة للمرضى ذوي النموذج الذي لا يعتمد على الانسولين فإن الإصابة بالاعتلال يصادف عند البعض بنسبة ١/٣ حين اكتشاف السكري وعند البعض الآخر بنسبة ٢/٣ بعد مضي ٢٠ سنة على الإصابة بالمرض.
- ماذا عن عوامل الخطورة التي تزيد من نسبة الإصابة؟
* عوامل الخطورة هي: ارتفاع التوتر الشرياني والإصابة الكلوية وفرط شحوم الدم والتدخين.
- هل تكتشف هذه الإصابة في مراحلها المبكرة؟
* للأسف، أن معظم هذه الإصابات تكتشف في مراحلها المتقدمة وأحياناً في مراحلها القابلة للضبط أو العلاج.
- ما أسباب ذلك؟
* هناك جملة أسباب في تأخر الكشف عن الإصابة باعتلال الشبكية السكري وهي:
* نقص ثقافة المريض عن مرض السكري وكيفية التعايش معه والوقاية من اختلاطاته وعدم التزامه بالمراجعات الدورية لعيادة طبيب الغدد الصماء.
* عدم التزام المرضى بإرشادات أطبائهم، سواء بالمعالجة أو بالفحوص الدورية المخبرية.
* غياب خبرة الأطباء العامين بالفحوص المخبرية الحديثة التي تكشف مبكراً عن هذه الإصابة.
* عدم التنسيق ما بين أطباء السكري وأطباء العيون من حيث الاستشارات الطبية الدورية.
- هل ثمة اقتراح بشأن ذلك؟
* ضرورة إجراء استشارات طبية بين مختلف الاختصاصات المعنية بهذا المرض.
* توجيه مريض السكري حين اكتشاف مرضه إلى طبيب متخصص بالعين من دون تأجيل أو تأخير. * فحص المريض بشكل دقيق وكافٍ وإجراء تصوير ظليل بالفلوروسئين لقعر العين.
* تقييم درجة الخطورة ووضع خطة للمعالجة بالليزر.
- هل تتوافر الاستشارات والعلاجات كافة في مشافينا العامة؟
* نعم، إذ يوجد في جميع المراكز والمشافي جهاز تصوير شبكية ظليل يخدم جميع المرضى، بالإضافة إلى توافر جميع الفحوص المتممة الأخرى.
- هل تفيد المعالجة في الحفاظ على الوظائف البصرية للعين؟
* هدف المعالجة هو المحافظة على الوظائف البصرية للعين بمستوى جيد، والوقاية من الاختلاطات ما أمكن ذلك.. وتتدرج المعالجة من المعالجة المحافظة إلى المعالجة بالليزر ومن ثم المعالجة الجراحية.
- وهل تغني المعالجة المحافظة عن بقية المعالجات؟
* في الحقيقة انه لا توجد معالجة شافية لداء السكري حتى وقتنا الحاضر، وتتمحور كل المعالجات حول إمكانية ضبط سكر الدم ضمن المستوى الطبيعي، وكذلك إعطاء بعض الأدوية التي تقي أوعية وخلايا الشبكية من التأذي بالسكري.
- إذاً ما هي المعالجة الأفضل والأكثر فاعلية؟
* لايزال العلاج بالليزر هو العلاج الوحيد الفعّال في معالجة اعتلال الشبكية السكري.
- وهل هي متوافرة في المحافظة؟
* نعم، إذ يخضع جميع المرضى في المشفى يوميا وبشكل دوري ومنتظم لها.
- وماذا عن العلاج الجراحي؟
* يتلخص العمل الجراحي في القطع الزجاجي وتثبيت الشبكية للعين بالليزر وهذه آخر مراحل العلاج الحديث.
.