التبرير شرعا بالفيدرالية أمر خطير يقصم ظهر البعير!
 تاريخ النشر : الخميس ١٢ يناير ٢٠١٢
بقلم: د. عمر الكبيسي
نشر الدكتور محمد عياش الكبيسي مقالا خطيرا واهما وناقما فيه على اساتذته ومعلميه الذين افتوا بحرمة الفيدرالية في العراق فيه الكثير من القذف والغمز واللمز بالشخوص والرموز وتسفيها وتشويها للحقائق والثوابت، مما لا يبقي شكاً في ان ما ذهب اليه من مواقف وآراء مستجدة ارتأى ضرورة نشرها في هذا الظرف العصيب الذي تمر به الأمة ينبئ عن ردة وشطط كبير وقع فيه عالمنا الشاب الذي عرفناه سابقا مقاوما وجهاديا وداعية، كنا نستبشر له من خلالها بمستقبل واعد بين الدعاة والمقاومين.
مواضع الشطط الواضحة في مقاله ممكن ايجازها بما يلي:
١- الدكتور محمد عياش يخدع نفسه وليس الآخرين عندما ادعى انه بمقاله لا يريد ان يزج بنفسه بفتوى جديده في حين انه لم يخرج بمقاله عن فحوى الفتوى التي تبرر العمل والقبول بالفيدرالية لحل أزمة السلطة في العراق.
٢- نال الدكتور محمد عياش بشكل واضح لا تخفيه بلاغة الكلام من رصانة ومصداقية وتقوى شيوخه في الإفتاء ومنهم الشيخ الدكتور عبدالكريم زيدان والشيخ الدكتور عبدالملك السعدي وشكك بمصداقية الشيخ الدكتور حارث الضاري وجهاديته وافترض مواقفه الثابتة نمطا من الادعاء الواهم وهذا في واقع الحال نوع من الجحود الصارخ والقفز على الرموز والعناوين وكفر بحقوق العلماء على المتعلمين المهذبين.
٣- ينكر د. محمد عياش حقائق ثابتة كان قبل نشره المقال يعدها مسلمات وبهذا الانقلاب السريع على الثوابت يكون قد قصم ظهره وكشف حقيقة المستجدات التي تمخضت عنها سريرته. هو ينكر كون الفيدرالية التي يتم الطبخ لها لإدارة العراق هي فيدرالية طائفية وعرقية وتقسيمية بما لا يقبل الشك، كما ينكر حقيقة ان الاحتلال لم يسحب عملاءه واذنابه ومدربيه وخبراءه ومخابراته وشركاته فهو موجود في المشهد السياسي بشكل مؤثر وموجود عناصر وافرادا في الجو والارض في السر والعلن بشكل فاعل، ثانيا، وهو ينكر وفقا لذلك شرعية بقاء المقاومة لا بل جدوى ومصداقية وجودها وهذا الاعتقاد الخاطئ والعياذ بالله يجرد الدكتور عياش من ثوبه وبنانه جملة وتفصيلا الذي لم يكن له ثوب يكسوه وفكر يرتديه غير فكر المقاومة في مسيرته بعد الاحتلال ومن ثم بعد انقلابه على هيئة علماء المسلمين وثوابتها. ناهيك عن انه ينكر على العراق بل يستكثر عليه وهو الدولة المعروفة بحدودها وشعبها وسيادتها دوليا ودستوريا،ان يحسبه (أمةً) ونسي حقيقة ان القرآن الكريم وصف نبي الله أبانا ابراهيم عليه السلام وهو فرد بالأمة، كما ينكر جهادية الموحّد والفاتح صلاح الدين الأيوبي، وحكمة الامام الحسن عليه السلام الوحدوية ويشوه طبيعتها ومقاصدها، ويشوه طبيعة الولايات الإدارية في عهود الخلافة الاسلامية وخصائصها ويحسب من شخصية عبدالرحمن الداخل خليفة لدولة انفصالية وليست امتدادا وبعثا لدولة بدأت عوامل النخر فيها تنهال من كل جانب قبل ان تسقط.
عجيب ! كيف يصل الزيغ والمكر وتزييف الحقائق بعالم كان جليلا وعنيدا وذكيا الى هذا الفرط الكبير والخطير في مسيرة التحرير والمصير بين ليلة وضحاها، ومرة أخرى أيها الأخ التائه في منزلقات الأزمات، هداكم الله وصحح مسيرتكم (وإن عدتم عدنا)، (ونفس وما سوَّاها فألهمها فجورها وتقواها).
* كاتب وسياسي عراقي
.