استمرار الإضراب العام في نيجيريا ونقابتا عمال النفط تهددان بالانضمام إليه
 تاريخ النشر : الخميس ١٢ يناير ٢٠١٢
لاجوس (ا ف ب): لا تزال نيجيريا التي تتفاقم فيها دوامة اعمال العنف العرقية والطائفية، مشلولة بسبب الاضراب العام المفتوح المتواصل لليوم الثالث على التوالي إثر عدم توصل السلطات والنقابات إلى اتفاق حول سعر الوقود. وهددت إحدى نقابتي عمال النفط في نيجيريا (النقابة النيجيرية لعمال النفط والغاز الطبيعي) للمرة الأولى بوقف انتاج الخام وقال زعيمها توكونبو كورودو «إننا ننوي وقف انتاج النفط»، مؤكدا «أننا ننتظر نتائج المباحثات مع الكونفدراليات النقابية والحكومة (الاربعاء)».
ويطالب المضربون الحكومة باعادة دعم اسعار الوقود الذي ادى إلغاؤه في الاول من يناير إلى ارتفاع اسعار البنزين مما سبب تداعيات سلبية على معظم النيجيريين البالغ عددهم ١٦٠ مليون نسمة. وحتى الآن لم يتأثر الانتاج بالاضراب ويبدو العديد من عمال القطاع متحفظين من اللجوء إلى هذا السلاح الأخير لانه يقتضي عدة ايام قبل وقف انتاج المحروقات ثم عدة ايام لاستئنافه.
ويعتبر النفط حيويا بالنسبة إلى نيجيريا اكبر منتج في إفريقيا امام انجولا بنحو ٢,٤ مليون برميل يوميا، ويمثل تسعين في المائة من صادراتها. وقال كايودي اكينديلي العضو في مكتب استثمارات ان «الطريقة الوحيدة لثني الحكومة تتمثل في المسّ بصادرات النفط الخام».
وخرج عشرات الآلاف من المتظاهرين إلى الشوارع منذ الاثنين ولاسيما في مدينة لاجوس الكبيرة، احتجاجا على زيادة سعر الوقود بواقع الضعف مما ادى إلى ارتفاع بدلات وسائل النقل وتزويد المولدات الكهربائية. لكن اكينديلي اعتبر ان عدد المتظاهرين غير كاف، مقارنة بعدد سكان البلاد، لثني السلطات عن قرارها.
غير ان حكومة ابوجا الفيدرالية لا تريد التراجع وطلبت مساء يوم الثلاثاء من المضربين استئناف العمل وهددتهم بتطبيق سياسة «لا عمل، لا رواتب». وبإلغاء دعم الوقود، تحاول السلطات تحقيق وفر قدره ثمانية مليارات دولار لتمويل بنى تحتية. وأكد عدة نيجيريين لفرانس برس أنهم منقسمون بين الرغبة في إنهاء الاضراب وتخفيض سعر الوقود.
وقال بن كورتشيوغا (٢٦ سنة) سائق دراجات الاجرة في لاجوس «اظن انه يجب وقف الاضراب لانه لا شيء يعمل ولا احد يستطيع العمل او كسب قوته»، معتبرا ان «الظرف ليس مناسبا لوضع حد لدعم المواد». وقتل ما لا يقل عن ستة اشخاص في اليوم الاول من حركة الاحتجاج ولاسيما في مواجهات كانت احيانا عنيفة بين المتظاهرين وقوات الامن.
غير ان اشد اعمال العنف تقع في شمال البلاد، حيث اغلبية السكان من المسلمين مع شيء من الانتقام في الجنوب، حيث الاغلبية من المسيحيين. وقتل ١٦ شخصا على الاقل يوم الثلاثاء في وقائع منفصلة في اماكن عدة من البلاد، ويشتبه في ان حركة بوكو حرام التي تريد فرض الشريعة الاسلامية في كل انحاء البلاد، قتلت ثمانية اشخاص بمن فيهم خمسة شرطيين في حانة في بوتيسكوم (شمال شرق).
من جهة اخرى، هاجم مجهولون يوم الثلاثاء الجامع المركزي في مدينة بنين سيتي (جنوب) واضرموا النار في جزء منه بعد استهداف مسجد سابق يوم الاثنين. وقتل خمسة اشخاص ونزح عشرة آلاف من ديارهم يوم الاثنين في اعمال عنف وقعت في حي يسكنه اشخاص من اتنية الحوسا، المسلمة من شمال البلاد، بحسب ما افاد الصليب الاحمر المحلي.
وتبنت حركة بوكو حرام الهجمات التي تستهدف خصوصا المسيحيين او نسبت اليها، والتي اسفرت عن سقوط ١٤٠ قتيلا على الاقل في شمال البلاد منذ ٢٥ ديسمبر. واعرب مثقفان نيجيريان معروفان دوليا عن خشيتهما من ان تعم الحرب الاهلية البلاد.
واعتبر حائز جائزة نوبل للاداب وولي سوينكا يوم الثلاثاء ان بلاده «ماضية نحو الحرب الاهلية»، متهما بعض القادة السياسيين بتأجيج التعصب الديني. من جانبه، اتهم الاديب شينوا اتشيبي الهجمات الارهابية التي «قد تزعزع استقرار البلاد برمتها» وتخلق «خوفا شاملا وربما حتى الفوضى والحرب».
.
مقالات أخرى...
- الجيش الباكستاني يحذر الحكومة من «عواقب وخيمة» لاتهام قائده بخرق الدستور
- السلطات العراقية تفرج عن وزير النفط في عهد صدام حسين
- هيومان رايتس ووتش تحث اليمن على رفض قانون منح الحصانة لصالح
- المالكي أجرى ترقيات انتقائية أثارت حفيظة ضباط كبار في الجيش
- طائرة بلا طيار تقتل أربعة متشددين في باكستان
- حماس: السلطة الفلسطينية تختار إسرائيل شريكا بدلا من إنجاز المصالحة
- قائد البحرية الأمريكية: جفاني النوم بسبب مضيق هرمز
- اغتيال مسؤول في موقع نووي إيراني وطهران تتهم إسرائيل
- مراقب من البعثة العربية يقرر الانسحاب متهما النظام السوري بـ«جرائم حرب»