مراقب سابق: مراقبون كثيرون في سوريا يشككون في مهمتهم
 تاريخ النشر : الجمعة ١٣ يناير ٢٠١٢
بيروت - (رويترز):
قال مراقب جزائري سابق لرويترز امس الخميس ان العديد من المراقبين التابعين للجامعة العربية في سوريا يشعرون بالغضب بسبب ما يصفونه بالفشل في وقف الهجمات على المحتجين وان عددا منهم سينسحب احتجاجا على الأرجح.
وقال انور مالك الذي انسحب من فريق المراقبين هذا الاسبوع ان ثلاثة من زملائه غادروا سوريا بالفعل لأنهم يعتقدون ان مهمتهم المستمرة منذ اسبوعين لم تفعل شيئا لوقف الحملة الأمنية العنيفة التي يشنها الرئيس السوري بشار الاسد ضد خصومه.
وقال في مقابلة اجريت معه عبر الهاتف ان بعثة المراقبين تمنح النظام السوري غطاء ليستمر في اغلب اعماله بشكل اسوأ مما كان عليه الحال قبل وصول بعثة المراقبين.
وأضاف أن العامل الوحيد الذي منع عددا اكبر من المراقبين من الانسحاب من المهمة هو ان اغلبهم يشارك في هذه المهمة وفقا لأوامر حكومته مضيفا ان مراقبين كثيرين يبدو انهم يقدمون مصالح دولهم على مهمة بعثة المراقبين العربية.
وقال مالك ان المراقبين السودانيين ارسلوا تقاريرهم إلى حكومتهم قبل ان يرسلوها إلى مركز عمليات بعثة المراقبين في دمشق بينما احجم المراقبون العراقيون عن زيارة معاقل المعارضة. وقال إن المراقبين لن يفعلوا شيئا إذا كانوا سيتلقون الأوامر من حكوماتهم مضيفا ان معظم المراقبين من ضباط المخابرات او من الدبلوماسيين. وأضاف أن مراقبا مصريا وخبيرا قانونيا مغربيا وموظف اغاثة من جيبوتي يشاركون في بعثة المراقبين غادروا سوريا بالفعل. ولم يتسن التحقق من ذلك على الفور.
وقال إن كثيرين يشعرون بخيبة الامل تجاه مهمة المراقبين لكنه لا يستطيع تحديد عددهم من بين المراقبين وقال انه عندما يتحدث اليهم يستشعر غضبهم بوضوح. واضاف مالك الذي كان يتحدث من قطر ان آخرين سينسحبون من بعثة المراقبين وانه لا يستبعد ان تسحب بعض الدول مراقبيها اذا استمرت الأمور على ما هي عليه.
وتقول سوريا انها تقدم كل ما يلزم من الدعم للمراقبين وانها ملتزمة بأمنهم بعد ان تعرض بعضهم لهجوم من حشود في وقت سابق من هذا الاسبوع مما تسبب في وقف عملهم مدة يومين على الاقل. لكن مالك قال إن حكومة الاسد تستغل المراقبين في الدعاية لنفسها وقال انه استقال من بعثة المراقبين عندما وصلت إلى طريق مسدود وعندما تأكد له انه يخدم النظام السوري.
وكانت استقالة مالك احدث ضربة محبطة تتلقاها بعثة المراقبين التي لقيت انتقادات عديدة لكفاءتها والتي ازعجت جماعات حقوق الانسان بسبب دور الفريق محمد الدابي رئيس البعثة السوداني في صراع دارفور. ومنذ استقالته وجهت إلى مالك اتهامات نفاها بوجود علاقة وثيقة بينه وبين برهان غليون رئيس المجلس الوطني الانتقالي السوري.
وكتب مالك كتابا بعنوان «أسرار الشيعة والإرهاب في الجزائر» عن المحاولات الايرانية لدعم المتشددين في بلده الجزائر. لكنه نفى ان يكون قد حمل معه برنامجا خاصا عندما ذهب إلى سوريا الحليفة لايران والتي يحكمها علويون. واضاف انه على العكس من ذلك بكى إلى جوار طفلة علوية مصابة في مستشفى وانه يتعاطف مع المصابين والضحايا.
من جانبه قال رئيس غرفة عمليات الجامعة العربية للمراقبين عدنان الخضير ان اثنين من المراقبين، هما الجزائري انور مالك ومراقب آخر سوداني، اعتذرا عن مواصلة مهمتهما ضمن البعثة في سوريا لأسباب شخصية. وقال في تصريحات للصحفيين «هناك اثنان من المراقبين احدهما جزائري والآخر سوداني سيعود إلى بلده اعتذرا، الأول لأسباب صحية والثاني لأسباب خاصة». وأضاف أن بعثة المراقبين «مستمرة في اداء عملها حتى ١٩ يناير الجاري وفقا للبروتوكول» الموقع بين الجامعة العربية والحكومة السورية والذي حدد مدة عمل بعثة المراقبين بشهر قابل للتجديد.
في الوقت ذاته ذكرت منظمة هيومن رايتس ووتش الخميس ان قوات الامن السورية اطلقت النار على متظاهرين سلميين حاولوا الوصول إلى مراقبي الجامعة العربية في مدينة جسر الشغور شمالي سوريا، مطالبة الجامعة العربية بإدانة السلطات السورية.
وبحث نائب الرئيس الامريكي جو بايدن مع رئيس وزراء قطر الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني في واشنطن يوم الاربعاء الوضع في سوريا، كما اعلن البيت الابيض. وقالت الرئاسة الامريكية في بيان ان الاجتماع بين بايدن والشيخ حمد حضره ايضا مستشار الرئيس باراك اوباما لشؤون الأمن القومي توم دونيلون. واضاف البيان ان بايدن والشيخ حمد «نددا خصوصا بأعمال العنف التي يرتكبها نظام الاسد في سوريا وشددا على اهمية تقرير بعثة المراقبين العرب المرتقب في ١٩ يناير».
وطالب الموفد الصيني إلى الشرق الاوسط وو سيكه، في تصريحات للصحفيين عقب اجتماع مع الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي، «الحكومة السورية والأطراف السورية الأخرى بتوفير وتهيئة الظروف المناسبة لعمل بعثة المراقبين حتى يتمكنوا من اداء مهمتهم».
وأكد أن مناقشاته مع العربي اظهرت وجود «بعض الصعوبات التي تعترض عمل المراقبين في الوقت الراهن» وعبر عن اسفه لوقوع «اعتداءات على بعض المراقبين» اخيرا.
ومنعت السلطات «قافلة الحرية» التي نظمها مائتا ناشط من أمريكا واوروبا والشرق الاوسط من دخول الاراضي السورية، وكان الناشطون يعتزمون تقديم مساعدة معنوبة وانسانية إلى الشعب السوري.
على صعيد آخر قررت السلطات السورية الخميس تشكيل لجنة للتحقيق «في ظروف وملابسات» مقتل الصحافي الفرنسي جيل جاكييه في مدينة حمص الاربعاء، وفق ما نقلت وكالة الانباء السورية الرسمية سانا. ودعا القادة الغربيون وفي مقدمهم الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الخميس إلى «كشف الحقيقة كاملة» حول ظروف مقتل الصحافي جيل جاكييه. واتهم التلفزيون السوري الرسمي «مجموعة ارهابية» بـ«اطلاق قذائف على صحفيين اجانب» في حمص، في حين اتهم ناشطون حقوقيون في المدينة نظام الرئيس بشار الاسد الذي يواجه انتفاضة شعبية منذ منتصف مارس ٢٠١١ بقتل الصحفي الفرنسي.
.
مقالات أخرى...
- الداخلية الكويتية ترفض ترشح نائب سابق معارض
- كارتر يشك في أن يسلم الجيش السلطة كاملة لحكومة مدنية بمصر
- اشتباك بين حوثيين وجماعة سلفيةباليمن يوقع عشرين قتيلا
- الصليب الأحمر يعلق توزيع المساعدات على أكثر من مليون شخص في الصومال
- القاعدة تحذر فرنسا ودولا أوروبية أخرى من دعم عملية ضدها
- الأمم المتحدة تتحدث عن «جرائم ضد الإنسانية» خلال أعمال العنف الدينية في نيجيريا
- قاض أمريكي يسقط دعاوى تعويضات عن هجمات سبتمبر ضد شركة بن لادن
- إدانة واسعة لشريط فيديو يظهر جنودا أمريكيين يتبولون على قتلى أفغان
- غضب إيراني لاغتيال العالم النووي ودعوات إلى الانتقام