متقاعد حليم
 تاريخ النشر : الثلاثاء ١٧ يناير ٢٠١٢
أقول لك يا عزيزي المتقاعد لا تظن أن أسلوب العنف يمنحك شخصية قوية ومقبولة لدى الآخرين فإذا كنت تلمس من بعض الناس قبولاً فهو ليس بقبول اختياري لأن سببه الخوف الشديد والتقرب إليك بهدف المصلحة الخاصة.
يخلط من يخلط بين مفهوم العنف، فنجد كثيراً من الناس يفضلون التعامل العنيف في بيوتهم وبين أهليهم وليس في الخارج ظنا منهم ان إلقاء الرعب في قلوب الآخرين دليل قوة الشخصية ومن هنا يجب عليك إن كنت تحرص على نيل محبة من هم حولك فعليك أن تتبع أسلوباً في علاج المشكلات مطبقاً الدين والحكمة، وحاول أن تبتعد عن الانفعالات والتوتر والغضب بل تمسك بفكرة العفو عمن أساء إليك في هذه الدنيا، كذلك لا تنس تأثير الكلمة الطيبة والمعاملة الحسنة فذلك يجعل لك رصيداً كبيراً ونابعاً من القلوب، فلو أخطأ إنسان في حقك لا تضع في حسبانك أن عليك معاقبته من قبيل الردع.
ولا تكف عن أن تقول له قد أخطأت بل وجه إليه النصيحة بشكل غير مباشر فيها الكلمات الحسنة في التعبير عن رأيك الخاص فيه، وأن هذه الطريقة سوف تترك لك أثراً رائعاً في نفوس من حولك وغني عن القول ان التأثير في الآخرين يخضع لوجود علاقة بين ما هو ظاهر في شعورنا وما هو باطن داخلنا فالإعجاب والثقة والحب الكبير أسرع انتقالاً من الحسد والبغضاء بل أسرع من الأشياء المادية. فنصيحتي لك يا أخي المتقاعد الصبر على الشدائد ومواجهة هذه الأمور بقلب كبير فسوف يكون أجرك عند الله عظيما.
صالح بــن عـلي
.