سوريا ترفض دعوة قطر إلى إرسال قوات عربية وتعتبرها تمهيدا للتدخل الخارجي
 تاريخ النشر : الأربعاء ١٨ يناير ٢٠١٢
دمشق - الوكالات:
استبقت سوريا اي نقاش محتمل داخل الجامعة العربية حول ارسال قوات عربية الى اراضيها لوقف اعمال العنف، فاعلنت رفضها «القاطع» للفكرة، معتبرة انها «تفتح الباب امام استدعاء للتدخل الخارجي في الشؤون السورية».
وكان امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني قد اعرب يوم السبت عن تأييده ارسال قوات عربية الى سوريا لوقف اعمال العنف في هذا البلد، في اول دعوة من هذا النوع تصدر عن قائد عربي.
وجاء الرد على لسان مصدر مسؤول في وزارة الخارجية والمغتربين اعتبر فيه أن «سوريا تستغرب صدور تصريحات عن مسؤولين قطريين تدعو الى ارسال قوات عربية اليها وتؤكد رفضها القاطع لمثل هذه الدعوات التي من شأنها تأزيم الوضع واجهاض فرص العمل العربي وتفتح الباب لاستدعاء التدخل الخارجي في الشؤون السورية».
وكان الجيش السوري الحر الذي يضم المنشقين عن الجيش السوري النظامي قد ذهب يوم الاثنين في بيان الى حد مناشدة مجلس الامن اصدار قرار ضد النظام السوري تحت الفصل السابع الذي يتضمن استخدام القوة.
واضاف المصدر السوري نفسه «ان الشعب السوري الفخور بكرامته وسيادته يرفض جميع اشكال التدخل الخارجي في شؤونه وتحت اي مسمى كان وسيتصدى لأي محاولة للمساس بسيادة سوريا وسلامة اراضيها». ولفت هذا المصدر في تصريحه الذي بثته وكالة الانباء السورية (سانا) الى انه «سيكون من المؤسف ان تراق دماء عربية على الاراضي السورية لخدمة اجندات معروفة ولاسيما بعد ان باتت المؤامرة على سوريا واضحة المعالم». واضاف المصدر «ان سوريا التي في الوقت الذي توفي به بالتزاماتها المتفق عليها بموجب خطة العمل العربية فانها تجدد الدعوة للدول العربية وجامعة الدول العربية للقيام من جانبها ببذل جهود ملموسة لوقف حملات التحريض والتجييش الاعلامي الهادفة الى تأجيج الوضع فى سوريا». كما دعا الجامعة الى «المساعدة فى منع تسلل الارهابيين وتهريب الاسلحة الى الاراضي السورية تحقيقا للامن والاستقرار الذي يمهد للحوار الوطني البناء الهادف لايجاد حل سياسي للازمة في سوريا».
وكان وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري قد اعلن يوم الاثنين في ابو ظبي ان اقتراح امير قطر ارسال قوات عربية الى سوريا «سيكون على جدول اعمال اجتماع مجلس الوزراء العرب في ٢٢ يناير في القاهرة». كما قال وزير خارجية الامارات الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان ردا على سؤال بشأن اقتراح ارسال قوات عربية الى سوريا «نحن في مرحلة مشاورات وتبادل رؤى والاستماع الى اقتراحات بما فيها اقتراح امير قطر. اعتقد ان اجتماع ٢٢ سيكون في غاية الاهمية».
وتعليقا على مشروع القرار الجديد الذي قدمته روسيا الى مجلس الامن اعتبر رومان نادال مساعد المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية امس الثلاثاء ان مشروع القرار الجديد «بعيد جدا عن الاستجابة لواقع الوضع في سوريا». ومن المقرر مناقشة مشروع القرار بعد ظهر الثلاثاء على مستوى الخبراء الذين يمثلون اعضاء مجلس الامن.
وقال دبلوماسي في نيويورك ان مشروع القرار الجديد هو «مجرد تجميع للتعديلات التي اقترحها الاعضاء الاخرون للمجلس»، من دون تقدم في الجوهر. وترفض البلدان الغربية رغبة موسكو في ان تضع النظام والمعارضة على قدم المساواة على صعيد ادانة العنف. واضاف رومان نادال «اذكركم بروح ما ترغب فرنسا في ان يعتمده مجلس الامن للتعبير عن موقفه وهو مطالبة النظام بوقف قمعه المتصلب والتمييز بوضوح بين هذا القمع وتعبير الشعب السوري عن المطالبة بحقوقه الاساسية ودعم خطة الجامعة العربية للخروج من الازمة». وقال ان «على مجلس الامن الاسراع في اتخاذ موقف وسنعمل على ذلك بكثافة».
وكانت روسيا والصين قد استخدمتا حق النقض في مجلس الامن في اكتوبر الماضي لمنع صدور قرار يدين النظام السوري. وفي منتصف ديسمبر قدمت موسكو مشروع قرار الى مجلس الامن يدين العنف من جانبي النظام والمعارضة على حد سواء، الامر الذي رفضته الدول الغربية.
ميدانيا افاد مركز حقوقي ان ١٦ شخصا قتلوا امس الثلاثاء هم ثمانية مدنيين اثر انفجار عبوة بحافلة تقل مسافرين شمال غرب البلاد، وثمانية آخرون بنيران القوات السورية وعناصر موالية لها. ففي شمال غرب البلاد، ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان ثمانية مواطنين قتلوا اثر انفجار عبوة ناسفة بحافلة صغيرة على طريق ادلب - حلب.
ولم يرد في بيان المرصد اي تفاصيل حول ملابسات الحادث او عن مرتكبيه. وفي المنطقة نفسها، اضاف المرصد ان ناشطا قتل في مدينة خان شيخون (ريف ادلب) إثر اصابته برصاص قناصة عندما كان يقف امام احد المتاجر. وفي حمص قتل سبعة مدنيين برصاص قوات الامن السورية.
فقد اكد المصدر ذاته ان ناقلات جند مدرعة جابت شارع القاهرة الواقع في قلب المدينة واطلقت النار بشكل عشوائي ما ادى الى مقتل مواطن واصابة تسعة اخرين في حي الخالدية. وتابع المرصد ان مواطنا على الاقل قتل في حي البياضة اثر اطلاق النار والقصف، كما قتل مواطن واصيب ثلاثة بجراح اثر اطلاق رصاص من حواجز امنية في حي كرم الزيتون، وقتلت سيدة برصاص قناصة في حي النازحين وسقط قتيل بحي بابا عمرو برصاص قناصة. واضاف كما قتل مواطنان يتحدران من القصير (ريف حمص) برصاص الشبيحة في حمص»، مشيرا الى مقتل سائق سيارة اجرة من حي بابا عمرو كان قد اختطف قبل ايام من قبل الشبيحة بحسب الاهالي.
واستمرت اعمال العنف في سوريا رغم تواجد المراقبين العرب منذ ٢٦ ديسمبر. وادى قمع الاحتجاجات الى مقتل ٥٤٠٠ شخص منذ مارس وفق الامم المتحدة.
.
مقالات أخرى...
- إيران تعزز الإجراءات الأمنية لجميع العاملين في المجال النووي
- سجناء متنفذون يديرون السجون ونساء يتعرضن للاغتصاب
- اضطرابات اليمن قد تؤدي إلى تأجيل الانتخابات
- صحف: الكويت سترحّـل المتظاهرين من البدون
- روسيا تعتزم سحب وحدتها من جنوب السودان بسبب تكرر الهجمات
- محللون: احتمال تزايد العنف في غياب التوصل إلى تفاهمات بين السياسيين العراقيين
- دفاع مبارك يؤكد أنه لا دليل على إصداره أمرا بإطلاق الرصاص على المتظاهرين