الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٣٥٤ - السبت ١٩ يناير ٢٠١٢ م، الموافق ٢٥ صفر ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

زاوية غائمة


جاء دور الحقيبة الناطقة





اخترع بريطاني يقيم في مقاطعة ايسيكس، حقيبة ملابس ذكية تستطيع ان تنتقل بها من مطار إلى آخر من دون ان تلمسها، فلأنها ذكية ومن عائلة محافظة، فإنها تستجيب فقط للأوامر الصادرة عن صاحبها الأصلي، ولكن قاموس هذه الحقيبة محدود فهي تستجيب لكلمات مثل «تحرك» «تعال» و«قف»، ولكنها مجرد بداية فكما يحدث مع كل اختراع سيتم تطوير هذه الحقيبة، كما يعتزم مخترعها أن تصبح اكثر ذكاء وتخبر صاحبها عما بداخلها: عندك ثلاثة بنطلونات واربعة قمصان، والقميص الازرق معفّن ويحتاج إلى غسيل بماء ساخن، بل سيصبح في مقدورك ان تتونس مع الشنطة اثناء انتظار الطائرات التي لا تأتي في المطارات العربية: ايش رأيك يا شنطة نرجع البيت وبلاش سفر؟ فترد عليك: هل نسيت أنك خدعت زوجتك بقولك ان هذه الرحلة جاءت بأمر رئيس مجلس الإدارة وان مستقبل الشركة يتوقف عليها؟! هل ستعود إلى البيت وتعمل فيها بطل وتقول لها إنك قررت عصيان أوامر رئيس مجلس البتاع؟ وما يهم القارئ او المواطن العربي هو انه يستطيع ان «يبرجل» ويربك شركات الطيران العربية المبرجلة والمرتبكة أصلا، بان يقوم بعد ان «يزهج» من الانتظار والجوع بعد اربع ساعات من وزن أمتعته باستدعاء حقائبه، فتندفع في الاتجاه المعاكس على السير او الشريط الكهربائي وتصطدم ببقية الحقائب فتدخل معها في فاصل ردح: عميانة انت ام غبية؟ كيف تسيرين عكس الحركة في طريق باتجاه واحد؟ فترد حقبيتك السامسونايت الرمادية على الحقائب القماشية الكحيانة: آخر زمن صارت شنط مثلكم من بواقي الأقمشة تركب طائرات!! الحق على ابوالجعافر الذي جعلني أخالط أمثالكم لانه لا يريد ان يسافر على الدرجة الأولى... ما حأنزل لمستواك.

وأقترح على العلماء العرب تطوير تلك الحقيبة بحيث تكون مزودة بهاتف جوال ليتسنى للمسافر العربي الاتصال بها بعد ان يفترقا بسبب الارتباك الجيني الذي تعاني منه شركات النقل الجوي العربية، فتكون مسافرا إلى دمشق وتكتشف ان أمتعتك لم تصل فتتصل بالشنطة السوداء فتقول لك: اين انت يا رجل؟ ليتك كنت معنا في باريس! شيء يجنن! نساؤها قليلات حياء، بس حلوات!..هنا تفقد أعصابك وتصيح: ايش اللي وداك باريس يا صايعة ومن المفروض ان تكوني معي في دمشق؟ فترد الشنطة بدلال: دمشق مع الشبيحة يا أهبل؟ روح أنت دمشق وخليهم يخللوك وبالمناسبة مندوب شركة فلافل ايرويز العربية أعجب بشكلي عندما توقفت الطائرة في روما فقرر تغيير وجهتي إلى باريس..ياي.. بعد إذنك شايفة شنطة بريزيدنت تهبل وتعقّد!! شخصيا لن اتردد في اقتناء شنطة صغيرة منحرفة كتلك التي ضلت طريقها إلى باريس، وأعبئها بعطور باريسية مشبعة بالشطة وفيروس الشلل الرعاش، وابرمجها لتذهب إلى بيوت عدد من مذيعات التلفزة الفضائية وعلى رأسهن «اللي في بالي وبالك» فتدخل الشنطة على الواحدة منهن وتقول في دلال: انا جاية من طرف معجب مستهام فتفتح الشنطة وتنثر العطر الملغوم على صدرها المحشو بالتبن فتتلوى مثل فيفي عبده ولكن بدون زمار او طبال! وبدون نقوط بالدولار او الريال.. وبما ان الشيء بالشيء يذكر فإن مخترعا يابانيا نجح في صنع قميص الكتروني ناطق يخبرك عن درجة الحرارة: يا ثور.. الدنيا برد، شوف لك فانيلة البسها فوقي كي لا نروح فيها سوا!! وفي العالم العربي سيتم استخدام القمصان الناطقة في الغزل.. يعني تخلي القميص يقوم بالتحرش ولو كمشك الشرطي تحلف صادقا انك لم تنطق بكلمة خير او شر مع صاحبة الشكوى.





jafabbas١٩@gmail.com



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة