الحب يلغي الطب (٢)
 تاريخ النشر : الثلاثاء ١٧ يناير ٢٠١٢
جعفر عباس
بموجب الاكتشاف العبقري لطبيب عربي بأن الحب بين الجنسين فيه الشفاء من كل داء (والذي حدثتكم عنه في مقالي الأخير هنا) فإن وصفته السحرية ستجعل من حق أبناء جيلي ممارسة أنشطة كانت محرمة عليهم في شبابهم في الأسواق مثل الإلقاء بأرقام الهواتف على كل أنثى نمر بها على أمل ان »تشبك» إحداهن، وما علينا ان زهير بن ابي سلمى قال:
وان سفاه الشيخ لا حلم بعده
ولكن الفتى بعد السفاهة يحلُم.
ومن حقنا أن نطنش كلام زهير الحاقد هذا لأنه شاعر «جاهلي» ولم يكن يملك آيفون فور اس مثل كاتب هذه السطور (قولوا ما شاء الله) المهم أنه - لحسن حظ المرضى العرب - هناك أدوية عاطفية شائعة تنفع للعديد من الأمراض: عندك ليلى علوي تقوم مقام المضاد الحيوي ذي الطيف الواسع murtceps daorb ويطلق عليها العلماء في مجال التطبيب الحبحبي citevolitnA ولحسن الحظ فإن بنت علوي أصبحت في وزن نبيل شعيل، وتكفي أمة بحالها، أما مضادات الهستامين فيمكن الاستعاضة عنها بالـ enihahsitna المستخرج من إلهام شاهين، أما إذا أردت عقارا يعطيك المناعة ضد معظم الأمراض، فعليك بنبيلة عبيد التي تحتوي على فيتامين ايه وبي وسي ودي واف وجي واتش،..وكيو يو، دبليو، اكس، واي، زد، كما أنها غنية بالحديد والزنك والمغنيسيوم والبلوتونيوم المخصب المشع، واسأل «مجرب» فهي التي قال فيها الشاعر أبوقراط الاقرباذي:
بيضاء لا تنزل الأحزان ساحتها
لو مسها جعفر مسته سراء!
مساكين أبناء جيلي فقد كان الحب على أيامنا عيبا، ولهذا ضاعت علي فرصة الاقتران بسعاد حسني، لأنني كنت أخشى أن أقول لوالدي إنني «أحبها»، بينما الحب في نظره هو الخطوة الأخيرة قبل الرذيلة، وهكذا وحتى عندما يبلغ أحدنا ذويه باعتزامه الزواج، فانه لم يكن يستطيع ان يبرر اختياره للعروس بالحب، وإلا اتهموه وهي معه بالفسوق والتفسخ (ولهذا لا أقرب الفسيخ ولا أجالس آكله)،..لكي تقنع أهلك بحسن اختيارك كان عليك ان تقول: إنها بنت ناس ومؤدبة وخلوقة!.. فيأتيك الرد جاهز التعليب: بنات الناس المؤدبات الخلوقات بالكوم، مالها بنت عمك؟ فتقول لهم إن أنفها بفتحة واحدة وإنها عندها شنب! طيب بلاش من بنت عمك.. عندك بنت خالك خلبوص؟ يا جماعة هذه البنت أكبر مني بسنتين، ثم انني مقتنع بالفتاة التي اخترتها! وماذا يميزها عن بنات العائلة وكلهن ذوات أدب وخلق؟.. هنا إذا كنت ذكيا وملحلحا تستخدم سلاح الدمار الشامل: أبوها غني!.. ماذا عنده؟ أربع بيوت ملك حر! وأحد البيوت مسجل باسم العروس المرتقبة ثم ماذا؟ عنده ثلاثة دكاكين لبيع البيض ومشتقاته؟ لا بأس ولكن! عنده سرطان بروستات!.. نِعم النسب ونعم الاختيار..! وارتفاع في ضغط الدم وسكري! على بركة الله يا ولد!.. أما الآن وقد اثبت الطب ان الحب هو العلاج الناجع للأمراض القاتلة - وهي تصيب عادة المتقدمين في العمر - فلا حرج عليك إذا كنت عجوزا مكعكعا في ممارسة ما يسميه الرجال «تجديد الشباب».. لاحظ أن هذه العبارة تعني أن من حق الرجل فقط تجديد شبابه.. ما علينا بل عليك بالآتي: تمارض أمام زوجتك وازعم ان نصفك الأيسر مشلول بسبب جلطة وراثية، مستفيدا من حقيقة ان الحب يزيل الجلطات، وقل لها ان العلاج يكمن في زواجك بثانية او ثالثة - حسب مقتضى الحال - فإذا كانت زوجتك ذات تفكير علمي عصري وتحبك فعلا فإنها ستنهض على الفور لتخطب لك من يهواها فؤادك، أما إذا كانت متخلفة مثل زوجتي فـ«الدوام لله» وابشر لان الجلطة الوهمية قد تصبح حقيقة، أو تتحول إلى إعاقة مستديمة على يديها!
jafabbas١٩@gmail.com
.
مقالات أخرى...
- الحب يلغي الطب! (١) - (16 يناير 2012)
- تنزيلات مفرحة - (15 يناير 2012)
- تهنئة مُستحقَّة - (14 يناير 2012)
- اللهم نجنا من مصير ييتس - (13 يناير 2012)
- الفئران أولى من العيال - (12 يناير 2012)
- تشهير بالمشاهير - (11 يناير 2012)
- شانسل الدلوعة - (10 يناير 2012)
- عقبال حظائرنا - (9 يناير 2012)
- رد فعل متأخر.. وموت مبكر - (8 يناير 2012)