اختتمت يوم أمس أعمال الاجتماع الثالث للجنة الخليجية للتغذية الذي ينظمه قسم التغذية بإدارة الصحة العامة في وزارة الصحة، والذي بدأ أعماله في ١٧ من الشهر الجاري بفندق (ث) بمنطقة الجفير وبرعاية الوكيل المساعد للرعاية الأولية والصحة العامة الدكتورة مريم عذبي الجلاهمة .

وقالت الدكتورة مريم الجلاهمة ان الوضع الصحي والتغذوي في مجتمعات الخليج تعاني من ارتفاع نسبة انتشار السمنة وزيادة الوزن الأمر الذي يشكل تحدياً خطيراً للوضع الصحي لدول مجلس التعاون، مشيرة إلى أن الدراسات تبين أن معدلات انتشار السمنة في دول الخليج وصلت الى درجات مقلقة، حيث تبلغ لدى البالغين بين ٥٠% -٧٠% وبين الأطفال والمراهقين بين ١٣% - ٤٠%.

وأكدت الجلاهمة أن البحرين في مجال الصحة العامة والرعاية الصحية الأولية تعمل بشكل أساسي على نشر الوعي التغذوي الصحي على جميع مستويات المواطنين، فمن حيث البرامج العملية فقد عمل قسم التغذية بإدارة الصحة العامة ومنذ عدة سنوات بنجاح على إطلاق مشروع عيادات التغذية، وذلك سعياً نحو إتاحة المجال الواسع للمجتمع للاستفادة من العيادات بهدف معالجة السمنة وزيادة الوزن، حيث أشارت نتائج تجربة العيادات على مدى ثلاث سنوات الى أن أكثر من ٧٠% من المترددين قد استفادوا من برامج العيادات وتمكنوا من تخفيف وضبط الوزن وتعديل أنماط الحياة المتعلقة بالتغذية والصحة.

وتابعت: «من جهة أخرى وبالنسبة الى مشكلة فقر الدم الحديدي ومنذ فترة التسعينيات تم إصدار التشريعات الملزمة لتدعيم الطحين بأنواعه بالحديد، وذلك كإجراء وقائي أولي للحد من انتشار هذه المشكلة»، لافتةً إلى أنه في الفترة الحالية يُنفذ قسم التغذية دراسات مسحية للوقوف على الوضع الصحي للمواطنين من حيث مشكلة نقص اليود ونقص فيتامين د () وهذه مسوحات دورية تجرى كل خمس سنوات كرصد للمشاكل الصحية المتعلقة بنقص المغذيات الدقيقة، إضافة إلى أنه منذ عام ٢٠١١ هناك متابعة لمشروع الترصد التغذوي لفئتي الأمهات الحوامل وفئة السن المدرسي، حيث تساعد نتائج هذا الترصد لرسم الصورة الصحية الشاملة لأكثر فئات المجتمع تعرضا للمشاكل التغذوية .

وقالت ان وزارة الصحة تعوّل كثيرا على أعمال اللجنة وخاصة أنها تضم من الكفاءات العلمية والوطنية الخالصة التي انعكست من خلال برامج وتوصيات الاجتماعات السابقة، مشددة على ضرورة تنفيذ توصيات اللجنة بالقدر المستطاع حتى تعمل جميع دول مجلس التعاون على وتيرة متقاربة من حيث التصدي ومواجهة التحديات المتعلقة بالأمراض المزمنة المرتبطة بالتغذية.

يذكر أن جدول أعمال اللجنة الثالث شمل استعراض واطلاع على توصيات الاجتماعات السابقة وآخر المستجدات ومن ثم تم طرح المهام الرئيسية للأعضاء، منها عوز المغذيات الدقيقة للدكتور عز الدين الشريف المنسق الإقليمي للمجلس الدولي لاضطرابات عوز اليود تحت عنوان «تخفيض نسبة انتشار عوز المغذيات الدقيقة وفقاً للمؤشرات والمعايير الدولية مع تحديد الهدف بالنسبة المئوية وعلى مدة محددة».

وناقش المشاركون موضوع السمنة وزيادة الوزن حيث طرحت للدكتورة نادية غريب عضو اللجنة بمملكة البحرين والدكتورة نوال الحمد عضو اللجنة بدولة الكويت ورقة عمل تحت عنوان «خفض معدل السمنة بنسبة ٥% خلال خمس سنوات مقارنة بالنسبة الحالية في كل دولة»، أما دولتا قطر وعمان فشاركت كل من الدكتورة العنود آل ثاني، والدكتورة سامية شطيط الغنامية بورقة عمل حملت عنوان «رفع الوعي التغذوي للمواطن الخليجي».