الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٣٥٦ - السبت ٢١ يناير ٢٠١٢ م، الموافق ٢٧ صفر ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

قضايا و آراء


أمن الوطن وسلمه الأهلي خط أحمر





كثيرا ما كتب كتابنا في الصحافة المحلية وحذروا منذ اندلاع الأزمة المدمرة التي قامت بها المعارضة في شهري فبراير ومارس الماضيين للانقلاب على الدولة والمجتمع والتوازنات الاجتماعية القائمة وعلى التعايش السلمي الضارب في جذور التاريخ، منذ تلك الأزمة إلى اليوم حذر الكتاب والمثقفون والواعون من أبناء هذا الوطن مما يحاك لهذا البلد الطيب الآمن من مؤامرات في الظلام تقودها الوفاق والجماعات المرتبطة بها والمتطرفون.

وكانت هذه الكتابات تواجه في الغالب بالتشكيك فيها وبأنها تعبر عن نوع من التخويف غير المبرر، بل ان بعض أصدقائنا كانوا يلومونا نحن الكتاب بأننا نبالغ في التخويف من هذه الظواهر، ولكن الأحداث والوقائع بينت مؤخرا أن ما يحاك لهذا الوطن في الظلام هو أكبر بكثير مما توقعنا وأخطر مما أشرنا إليه، فقد تبين بجلاء لا يدع مجالا للشك في أن هنالك مليشيات تتحرك في الظلام في بعض القرى والمناطق بعيدة عن عين الدولة وأجهزتها الأمنية والقانونية، هذه المليشيات تظهر ليلا بلباس موحد وترفع الرايات والأعلام وتسمي نفسها مليشيات «الدفاع المقدس» وتردد الأناشيد والأغاني والشعارات المعادية للدولة والقيادة وتهدد بذلك السلم الأهلي وتخوف المجتمع، وتدعو إلى استنهاض المشاعر المعادية من الطرف الآخر عن طريق استعدائه وتخويفه على أمنه، هذه المليشيات التي قد تتبرأ منها الوفاق كعادتها مع أنها من تقف وراءها وتدعمها بطرائق مباشرة وغير مباشرة ، هذه المليشيات مدعومة كمنظومة متكاملة من المؤسسات وقناة تليفزيونية فضائية خاصة تبث من لندن وتمولها الوفاق ومدعومة من شبكات تليفزيونية وإخبارية ومدعومة بالموقع الإلكتروني للوفاق الذي يخصص في نشر الأكاذيب وتسفيه كل ما يصدر عن الدولة والمجتمع الآخر.

هذه المليشيات مدعومة أيضا بفوضى الشوارع اليومية التي تدفع بالأطفال والمراهقين حتى الصبايا إلى الشوارع لسدها وحرق الإطارات وسكب الزيت وتعريض حياة المواطنين للخطر. هذه المليشيات ثمرة من ثمار ديمقراطية الوفاق التي يمكن اختصارها في التالي:

مليشيات «الدفاع المقدس» إعلام الفبركة، الكذب والتشويه، فعاليات ومظاهرات واعتصامات تحريضية وطائفية لا يشارك فيها إلا أتباع الوفاق وهم جزء من طائفة واحدة، وأفعال وأقوال ذميمة تلقى كل يوم على أسماعنا، وأبواق مسخرة بالكامل لتشويه البحرين وقيادتها والرفع من شأن الوفاق وأذيالها، هذه هي الديمقراطية الوفاقية .

نعم الأمر مخيف ومزعج وغير ومألوف بالنسبة إلى المجتمع البحريني بأن تنشأ مليشيات طائفية حاقدة يتم تدريبها في الظلام، لذلك يجب أن نقف كشعب واحد معروف بالتسامح والطيبة والتحضر ضد هذا الانحراف الذي تسببت فيه «المعارضة» التي يبدو أن قلبها ينبض بالحقد وعقلها بعيد عن العقلانية وروح المسئولية قبل أن تتحول هذه المليشيات لا قدر الله إلى مليشيا مسلحة، وإلا كيف نفسر هذه الكارثة الجديدة التي تذكرنا بما فعله حزب الله في لبنان من كوارث بما في ذلك التفجيرات والاغتيالات بما في ذلك اغتيال الشهيد رفيق الحريري في إطار الفتنة الطائفية؟

إن ما شاهدناه ورأيناه في اليوتيوب يجب أن يثير قلقنا سنة وشيعة وعلينا كمجتمع مدني وسلطة ورجال ونساء وإعلام أن نحذر من أن إنشاء مثل هذه المليشيا يجب أن يكون خطا أحمر ويجب أن نضرب بيد من حديد على من يمارس هذه اللعبة حتى إن كان على سبيل الاستعراض

إننا نتطلع بكل صدق ومحبة إلى إيقاف هذه المهزلة وليوقفها أصحابها قبل أن توقفها الدولة وليوقفها من تبقى من المعارضة قبل أن تفلت الأمور من أيديهم وندخل لا قدر الله في خلاف سياسي طائفي مثلما تسبب حزب الله في لبنان ومثلما فعل حزب الدعوة في العراق، نحن في البحرين مجتمع واحد وشعب واحد وإن تعددت مذاهبه وأعراقه ودياناته وهذا هو معنى الدولة المدنية والديمقراطية وليست دولة الوفاق دولة المليشيات الطائفية، وهذا هو معنى السلم الأهلي وليست سلمية الوفاق التي تحمل المولوتوف والزجاجات الحارقة وتلقي بها على رجال الأمن وتحمل الأسطوانات والغازات وتفجرها في وجه المجتمع، وتحمل الحجارة وإطارات السيارات وتغلق بها الطرق الرئيسية وتحمل بين أيديها كل أدوات الشر والعدوان لاستخدامها ضد المجتمع والدولة ومع ذلك تصرخ سلمية سلمية بينما كل ما يصدر عنها من كلام وأفعال يقول عكس ذلك.

إنها دعوة إلى التحرر من مخاطر هذه اللعبة القذرة التي يجب ألا نسمح بها ويجب عدم التسامح معها على أرض البحرين: أرض السلام والمحبة والوئام والتسامح ولن تكون أبدا أرضا للمليشيات الطائفية الحاقدة.



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة