الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٣٥٧ - الأحد ٢٢ يناير ٢٠١٢ م، الموافق ٢٨ صفر ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)


صباح الخير وأنا البحرين





سمعت طرقات خفيفة على باب حجرتي من الصباح الباكر، هي الوحيدة التي تجرؤ على إزعاجي في الصباح الباكر، حاولت أن أتجاهلها ولكنني شعرت بعذاب الضمير فقد اختفت منذ مدة وشعرت بالحنين لها وحكاياتها وسخريتها (ولواستها ولقافتها). فتحت عيني رأيتها جالسة إلى جانبي، بابتسامة صفراء قلت لها: عصفورتي الجميلة، ما الذي أتى بك في الصباح الباكر؟ فهمت سخريتي فردت بابتسامة اصفر من ابتسامتي: جئت اسمع معك برنامجك الصباحي المفضل.

استطاع برنامج صباح الخير يا بحرين خلال السنوات السابقة أن يكون قوة إعلامية في ظل وجود طواقم متألقة من معدين متميزين ومذيعين ومخرجين وغيرهم أخذوا على عاتقهم طرح الموضوعات المهمة التي تخص وتخدم المواطن البحريني وكونوا صفا إعلاميا أول قويا، يتابعه كبار المسئولين في دوائر ومؤسسات ووزارات البحرين كافة ويشارك فيه جميع المواطنين البحرينيين، فأصبح المنبر الحر الذي يبث فيه المواطن البحريني كل مشاكله وهمومه.

خلال السنة الماضية لاحظنا مشاركة بعض الكوادر الشبابية في برنامج صباح الخير يا بحرين، أنا مع إعطاء المجال للوجوه والأصوات الشبابية ولكن برنامجا خدماتيا بهذه الأهمية يتعامل مع مختلف الأطياف والمستويات في المجتمع البحريني يحتاج إلى أن يقدمه مذيع ذو خبرة ملم بسياسة وقوانين كل الوزارات، يمتلك جميع الأدوات الإعلامية : كالصوت، سرعة البديهة، الحزم عند بعض المواقف ولكن بطريقة لبقة، المعلومات العامة عن الخدمات التي تقدمها كل دائرة ومؤسسة في البحرين، الحضور القوي والذكاء في التعامل مع المواطن المظلوم والمسئول الذي يحاول أن يتهرب من الإجابات، كل هذه الصفات موجودة في عدد قليل من مذيعي الصف الأول في إذاعة البحرين مثل: المذيعة المتميزة استقلال أحمد فهي أقدم وأقوى عمود في هذا البرنامج بالإضافة إلى المذيع المتميز محمد الشروقي ولكن بصراحة شديدة لا تتوافر في الكوادر الشبابية الجديدة التي تقدم البرنامج هذه الفترة (مع احترامي وحبي لهم جميعا) فهم يصلحون لتقديم أي برنامج إذاعي آخر إلا صباح الخير يا بحرين الذي يحتاج فيه المذيع الشاب إلى من يدربه ويعلمه قبل أن يسلمه هذه المسئولية الكبيرة. أنا مع تنشئة وصناعة صف ثان من شبابنا الأعزاء لهذا النوع من البرامج المهمة وذلك بإدخالهم تدريجيا وتدريبهم على أيدي مذيعي الصف الأول، فبرنامج صباح الخير يا بحرين يتحول إلى برنامج الأسرة أو أي برنامج شبابي خفيف وضعيف إذا ترك في أيدي مذيعي الصف الثاني وهذا ليس خطأهم بل خطأ الإدارة التي ترمي المسئولية على كوادر غير مؤهلة بالكامل لرفع قيمة البرنامج.

يجب على الإدارة في إذاعة البحرين أن تتجه للتخطيط الصحيح لخلق الصف الثاني من كوادر إعلامية قوية وتأهيل المذيعين الشباب لتحمل برامج مهمة وليس زجهم في برنامج لسد الفراغ والنقص، كما تحتاج الكوادر الإعلامية المخضرمة التي أسست معظم البرامج الإذاعية بحب وجهد وإخلاص إلى تقدير من قبل المسئولين فهم أصحاب الخبرة التي يجب أن نقدرها ونستفيد منها لولادة جيل إعلامي جديد يحب ويجتهد في عمله.

حديثي عن البرنامج الإذاعي صباح الخير يا بحرين لا يجوز أن يخل من ذكر المعد المتميز وليد الذوادي الذي يتميز الأسبوع الذي يعد فيه البرنامج من خلال أطروحاته وقوة الموضوعات وأهميتها بالنسبة إلى الشارع البحريني التي حولها للبرنامج التلفزيوني الرائع (أنا البحرين) الذي يسلط الضوء وبطريقة جديدة ومتميزة على العديد من الموضوعات الجريئة والقضايا التي كانت ممنوعة من الطرح، كما أوجد جيلا جديدا من الكوادر الشبابية المتميزة الذين أحسن تدريبهم ومتابعتهم، برنامج (أنا البحرين) أضاء الهوية البحرينية هدفه الوحيد هم وقضايا المواطن، قوي الطرح يشارك فيه كبار مسئولي الدولة للإجابة عن أسئلة وشكاوى المواطنين بكل شفافية وجرأة حيث خرجت الكاميرا من داخل الأستوديو لتداهم البيوت التي حولها أصحابها إلى مصانع للسيجارة والأشياء الممنوعة، كما تصور عدسات كاميراته الجريئة المخالفات القانونية البشرية والبيئية وتعد هذه خطوة جديدة وجريئة يشاد بها.

مثلما انتقدت سياسة المسئولين في التلفزيون لتغطية أحداث الأزمة المؤلمة التي تمر بها بحريننا الحبيبة ومازلت غير راضية عن حجب أخبار الأزمة ولكن كلمة حق يجب أن تقال في حق الشيخ فواز بن محمد آل خليفة رئيس هيئة شئون الإعلام الذي دخل في تحد منذ بداية الأزمة واستطاع في بداية الأزمة أن يبث برنامج (الراصد) الذي كان توضح فيه حقائق الثورة المزعومة وأصبح من أقوى البرامج خلال الأربعة الأشهر الأولى، كما أنه فتح سقف الحرية وأعطى المجال للإعلاميين لتسليط الضوء على قضايا ومشاكل كانت ممنوعة في السابق ولا يتوانى لحظة في مكالمة الوزراء والمسئولين للمشاركة في برنامج أنا البحرين لخدمة المواطن البحريني.



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة