الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٣٧٢ - الاثنين ٦ فبراير ٢٠١٢ م، الموافق ١٤ ربيع الأول ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)


معرض الطيران VIP





من لا يشكر الناس لا يشكر الله، وبصراحة معرض البحرين للطيران كان من أروع الفعاليات التي حضرتها في مملكة البحرين، التنظيم كان في غاية الروعة، كل شيء كان مرتبا له بدقة، ابتداء من مواقف السيارات، إلى الباصات الخاصة بنقل المشاركين إلى موقع الحدث، مرورا بفتيات الاستقبال الجميلات بابتسامتهن الرائعة، وبالفعاليات المصاحبة للحدث من ألعاب فريدة، وقرية تراثية، وفرقة الشرطة وخيم لبعض المؤسسات الأهلية، وركن المطاعم والمحلات التجارية، وصولا إلى المنصة التي تستطع أن تشاهد منها العرض بكل وضوح.

امتلأت المنصة عن بكرة أبيها، بل وقف الآلاف متوزعين في الأماكن المتفرقة للمعرض يتفرجون على العرض الرائع للطيارات، عروض ماهرة، جاءت من العديد من الدول العربية والأوروبية لتشارك في هذا المعرض الذي يستحق أن يقال عنه بأنه «رائع» بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى.

عن نفسي، فقد سارعت إلى شراء التذاكر لحضور هذا الحدث السنوي المهم، فلقد حرمت في المرة السابقة من الذهاب إليه، بسبب وجودي خارج البحرين، وبالفعل حصلت على تذكرتي وحرصت على حمل (كيمرتي) معي، فما أجمل أن تلتقط لك صورا بالقرب من الطيارات المشاركة في المعرض.

اشتريت تذاكر لحضور عرض يوم الجمعة حيث إنه يوم إجازتي واستطيع البقاء في المعرض من بدايته حتى نهايته، هذا ما خططت له، ولكن الغريب في الموضوع أنه كلما فاتحت أحدا عن شرائي تذكرة لحضور معرض الطيران يسألني «هل التذكرة VIP»؟؟

وأنا أجاوب لا هناك نوع واحد من التذاكر يباع فقط، ولا يوجد شيء اسمه تذكرة VIP، وأفاجأ بالرد «ما يسوى تروحين عيل»!! وعندما أسألهم عن السبب يجيبون «لن تشاهدي شيئا مما يعرض في التلفاز، فما يعرض هناك يعرض من معرض الطيران VIP»!! ولأنني لا أصدق إلا ما أراه بأم عيني فقد قررت أن أذهب بنفسي لأتحرى الأمر، وأجد الفرق بين من يحمل تذكرة VIP، ومن يحمل التذكرة التي تباع للعامة في مراكز البيع المشار إليها في الإعلان المصاحب للمعرض. «وللعلم فقط فإن التذاكر VIP، تمنح مجانا إذا كنت تعرف أحدا»، يعني «ببلاش».

حملت (كيمرتي) وانطلقت.. مثلما قلت في بداية مقالي، انتشر المنظمون في كل متر ليرشدوا الحضور عن أماكن اتجاههم، أوقفت سيارتي، وركبت الباص السياحي الذي سيوصلني إلى المعرض في قاعدة الصخير الجوية، كل شيء بدا لي ممتازا، وصلت إلى هناك، كل شيء في غاية الروعة، كانت هناك خيمة لمستشفى الملك حمد، وأخرى للمؤسسة الخيرية الملكية، ووزارة الثقافة، وكانت هناك مكتبة متنقلة تتبع المؤسسة الملكية، وقرية تراثية صغيرة فيها عدد من منتوجات الأسرة المنتجة، جلت بنظري يمينا ويسارا لأرى الطائرات المعروضة التي رأيتها في التلفزيون، ولكن قاطعني صوت هاتفي النقال فإذا بصديقتي تسألني عن مكاني في المعرض قلت لها إنني بالقرب من المنصة، وعلى يميني معروض ٣ طائرات من نوع الهيلكوبتر تابعة للداخلية والدفاع، فقالت لي، أنت في أي معرض VIP، أو العادي؟؟ تلعثمت ولم أعرف الرد، فقلت لها إنني في معرض الطيران المعلن عنه في وسائل الاعلام، فقالت لي «اها، أنا بطاقتي VIP» وضحكت: نحن في مكان آخر.

لا أنكر أنني أستمتع كثيرا في معرض الطيران «قسم Public»، كان هناك الآلاف من الأجانب الذين أتوا لمشاهدة المعرض، شعرت بالفرح، وأنا أرى البسمة فوق ثغورهم، أحسست حينها بأن الأمن والأمان قد عاد إلى مملكة البحرين، وحز في خاطري تقسيم المعرض إلى قسمين، قد أكون حرمت من رؤية الطائرات المعروضة في قسم VIP، ولكن VIP حرموا من رؤية فرح Public بالمعرض!!

فشكرا للمنظمين على معرض الطيران (قسم Public) فقد كان التنظيم في غاية الروعة.



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة