ثلثاء المعتوق
الخروج من التصفيات
 تاريخ النشر : الثلاثاء ٧ فبراير ٢٠١٢
بقلم: محمد المعتوق
خرج منتخبنا من التصفيات الأسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم ٢٠١٣ التي أقيمت بمدينة جدة عروس البحر الأحمر على الرغم من الجهود الكبيرة والتضحيات الجسام من قبل اللاعبين والجهاز الفني الوطني الذي أضاف الكثير من التألق على معنويات اللاعبين وغير الصورة السلبية التي كان عليها المنتخب في البطولة العربية التي أقيمت بالعاصمة القطرية الدوحة إلى الصورة الجمالية الأفضل من الناحية البدنية والنفسية والفنية إلى حد بعيد، حيث كان منتخبنا الوطني في التصفيات الأخيرة قاب قوسين أو أدنى من الحصول على بطاقة التأهل إلى العالمية، بدءا من لقائنا والمنتخب السعودي الذي انتهى بالتعادل وخرج بعدها المنتخب السعودي على أرضه وبين جمهوره فرحا بنقطة التعادل الصعب، وأمام المنتخب القطري المزود بنخبة من اللاعبين، كنا الأقرب إلى الفوز وضمان الحصول على بطاقة التأهل عطفا على المستوى الفني وفترات السيطرة والتقدم على مجريات اللعب التي مالت إلى منتخبنا الوطني، إلا أن لاعبينا الكبار لم يكونوا على موعد مع اللحظات الحاسمة، وخرجوا بالخسارة المرة ويضع منتخبنا بعدها حسابات التأهل على نتيجة اللقاء الذي يجمع المنتخب السعودي والمنتخب القطري حيث كانت الأمنيات بخسارة المنتخب السعودي.
ولكن ليس بالأمنيات تتحقق الأهداف، وتمكن المنتخب السعودي من العودة إلى المباراة أمام قطر في الثلاثين ثانية الأخيرة والتي حول فيها المنتخب السعودي تأخره بالنتيجة بفارق هدفين إلى تعادل، كان كافيا لإبعاد منتخبنا الوطني من التصفيات وحسابات التأهل، رغم حظوظنا السيئة وعدم التأهل إلى نهائيات كأس العالم فإننا نشعر بالفخر بلاعبينا النجوم وبجهازنا الفني بقيادة المدرب الوطني عادل السباع ومساعده محمد المراغي اللذين أعطا الكثير لمنتخبنا الكبير، وإذا عدنا إلى الأسباب التي أبعدت منتخبنا عن التأهل فهي كثيرة أشير إلى البعض، منها الضبابية وعدم وضوح سياسة الاتحاد في إعداد منتخب الرجال على المدى البعيد إضافة إلى الاستعجال في إدخال التعديلات على الأجهزة الفنية حتى وصل الأمر إلى استبدال ٩ مدربين خلال أقل من ثلاث سنوات واتباع الطرق الفرعية المختصرة للوصول إلى النهائيات بتقليص فترات عمل المدربين، ومن الجانب الآخر وبعيدا عن الجوانب الفنية التي سوف أتطرق لها في العمود المقبل، أجد أن غياب الاهتمام باللاعبين في المنتخب من الناحية الوظيفية حيث إن عددا كبيرا من لاعبي المنتخب لا يملكون وظيفة مناسبة توفر احتياجاتهم الحياتية المطلوبة حتى يتمكن هؤلاء النجوم من تفريغ طاقاتهم وتركيز تفكيرهم في تطوير أدائهم والعمل على خدمة المنتخب من دون تشتيت، أعتقد بأن الفشل في التأهل لنهائيات كأس العالم ليس نهاية المطاف ولكنه فرصة جيدة لتقييم المشوار الطويل، والوقوف على الجوانب الإيجابية والسلبية والمنعطفات الخطرة التي قادتنا إلى الخروج من بوابة الحديقة الخلفية، أعيد واكرر التحية للاعبين النجوم في المنتخب وإلى الجهاز الفني الوطني وإلى رئيس وأعضاء مجلس إدارة الاتحاد الذين بذلوا الكثير من الجهد واجتهدوا بما لديهم من إمكانات، وأن تجربة الفشل هذه لا يمكن أن تنسينا الانجازات الكبيرة التي حققتها منتخبات اليد على مدى السنوات الثلاث من عمر إدارة الاتحاد وللحديث بقية.
.