الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٣٧٤ - الأربعاء ٨ فبراير ٢٠١٢ م، الموافق ١٦ ربيع الأول ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

أخبار دولية


بدء العد العكسي للانتخابات اليمنية على أمل الانتقال إلى «بر الأمان»





صنعاء- (ا ف ب): بدأ العد العكسي للانتخابات الرئاسية المبكرة في اليمن مع اطلاق المرشح التوافقي والوحيد عبد ربه منصور هادي حملته على امل انتقال البلاد إلى «بر الامان» بعد سنة من الازمة والتوتر، وإنما في ظل دعوات للمقاطعة في الشمال والجنوب.

وفيما تدعم القوى الخليجية والدولية بقوة هذه الاستحقاق الذي تشهده البلاد في ٢١ فبراير ويكرس الانتقال السلمي للسلطة بموجب المبادرة الخليجية، ما زالت قوى في الداخل ترفضه، ولاسيما المتمردون الحوثيون والحراك الجنوبي المطالب بالانفصال.

وفي خطاب القاه امام ممثلي المعارضة والحزب الحاكم وسفراء الدول الكبرى ودول مجلس التعاون الخليجي في كلية الشرطة بصنعاء، قال نائب الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي «انها اولى خطوات العبور إلى المستقبل الامن». وتوقع هادي في كلمته التي اعلن فيها اطلاق حملته الانتخابية ان يكون هناك «أيام حرجة» بعد الانتخابات، إلا انه اعرب عن ثقته في القدرة على «تخطيها».

واشار وخصوصا إلى ان «الشعب لم يعد قادرا على تحمل المزيد والصبر على معاناة طالت اكثر مما يجب وارهقته باكثر مما يتحمل» و«القناعة التي لمستها واكثر من ذلك اختبرتها لدى شركاء العمل السياسي بضرورة اخراج البلد من ازمته واخراج الناس من محنتهم إلى بر الامان». كما اشار إلى «التصميم الاقليمي والدولي على متابعة مساندة اليمن للوصول إلى بر الامان».

ويشكل يوم الحادي والعشرين من فبراير مفصلا تاريخيا في اليمن اذ يفترض ان يضع رسميا حدا لعهد الرئيس علي عبدالله صالح الذي غادر البلاد لتلقي العلاج.

وتأتي هذه الانتخابات المبكرة بموجب المبادرة الخليجية لانتقال السلطة والتي سبق ان اسفرت عن تشكيل حكومة وفاق وطني وتشكيل لجنة عسكرية لاعادة هيكلة القوى الامنية والعسكرية التي يسيطر اقارب صالح على معظمها.

ويفترض ان يرأس هادي اليمن مدة سنتين ويقود حوارا وطنيا لحل مشاكل البلاد الكبرى مثل القضية الجنوبية وقضية المتمردين الحوثيين. ومنذ توقيع صالح المبادرة الخليجية في نوفبمر في الرياض، اصبح هادي يتولى الصلاحيات التنفيذية لرئيس الجمهورية.

وألقى كل من الامين العام لحزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم عبد الكريم الارياني ورئيس الحكومة والقيادي المعارض محمد سالم باسندوة كلمة اكدا فيها على الطابع «التاريخي» للانتخابات. وقد دعوا جماهير المعارضة والحزب الحاكم إلى التصويت لهادي، وهو في الاساس نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام.

وفي صنعاء، بدأت تنتشر صور المرشح التوافقي والدعوات إلى تصويت كثيف «من اجل بناء يمن جديد». وانتشرت صور هادي في بعض الشوارع الرئيسية ممهورة بعبارات «نعم للمرشح التوافقي» و«نعم للاستقرار وتوفير فرص العمل للشباب».

لكن رغم هذه المظاهر والامل بتجاوز المرحلة الصعبة، تلاقي الانتخابات معارضة من قبل بعض اطراف سياسية وشبابية مثل الحراك الجنوبي المطالب بالانفصال والحوثيين الذين يعتبرون أن المبادرة الخليجية «صناعة أميركية تمهد لاحتلال البلاد».

يضاف إلى هؤلاء قسم من الشباب الذين ما يزالون يعتصمون ويعتبرون المبادرة الخليجية «التفافا على أهداف الثورة».

إلا ان مراقبين سياسييين اكدوا ان الجهود التي يبذلها مبعوث الامم المتحدة جمال بن عمر ولقاءاته المتكررة مع اطراف معارضة للمبادرة الخليجية اسفرت عن إقناع بعض هذه الاطراف بان لا حل في اليمن سوى عبر تنفيذ المبادرة وخصوصا الانتخابات المبكرة. وافاد مصدر مطلع مقرب من بعثة بن عمر ان مبعوث الامم المتحدة «اكد لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي انه يتعين على جماعته الانخراط في العملية السياسية والمشاركة في الانتخابات وإلا فان المجتمع الدولي سيدرج جماعة الحوثي على قائمة المنظمات الارهابية». كما افاد المصدر ان بن عمر أكد لممثلين عن الحراك الجنوبي ايضا ضرورة المشاركة في العملية السياسية اذ ان المجتمع الدولي لا يبدي في الوقت الراهن حماسة للاستماع إلى مطالب فك الارتباط بين الجنوب والشمال.

وبالفعل، دعت المنسقية العليا للثورة اليمنية الشبابية السلمية التي تمثل قسما من الشباب المحتجين، الاثنين في بيان إلى المشاركة في الانتخابات.

وفي الجنوب، يبدو الحراك الجنوبي متفقا على مقاطعة الانتخابات. إلا ان الجناح المؤيد لنائب الرئيس السابق علي سالم البيض يؤكد عزمه «منع» الانتخابات في الجنوب.

وقال قاسم عسكر الامين العام للمجلس الاعلى للحراك الجنوبي في عدن ان الحركة «اتخذت قرارا بمنع اقامة الانتخابات الرئاسية المبكرة وبكل السبل المتاحة لدينا ولن نسمح باقامتها في مناطق الجنوب لانها تشرع (للاحتلال اليمني) ومواصلة نظامه في حكم الجنوب».

واكد عسكر وهو دبلوماسي سابق يمثل التيار المتشدد ان «خيارنا الاستراتيجي هو النضال السلمي لكن كل الوسائل لمنع اقامة الانتخابات ستكون متاحة لمواجهة أي ضرر يلحق بقضية شعبنا في الجنوب». وعن كون المرشح التوافي جنوبيا من محافظة ابين، قال عسكر ان «هادي يمثل شخصه ولا يمثل الجنوب وصعوده على كرسي السلطة سيكون عائقا جديدا امام طموحات شعب الجنوب».



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة