الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٣٧٧ - السبت ١١ فبراير ٢٠١٢ م، الموافق ١٩ ربيع الأول ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)


روعة معرض الطيران وقوانين الدخول





بما أنني من أشد المعجبين والمبهورين بكل ما يتعلق بالتطورات العلمية والتكنولوجية، وخاصة ما يتعلق منها بالطائرات بكل أنواعها وأحجامها فإنني لم أستطع مقاومة الإعلانات المسموعة والمقروءة عبر وسائل الإعلام المختلفة عن الطائرات التي تشارك هذه الأيام عبر معرض البحرين الدولي للطيران الذي أقيم بقاعدة الصخير الجوية.. فأنا من أوائل الذين قطعوا تذكرة دخول في المعرض، وكنت امني نفسي أن امتع ناظري بمجموعة من الطائرات واتفحصها عن كثب بل الدخول فيها ان سمح لي لمشاهدة أجهزتها الداخلية وكيفية عملها ووظائفها.. وحتى لا أطيل أقول:

في الساعة ٩,٣٠ صباحا وصلت إلى البوابة الأولى للقاعدة وبعد أن تم فحص تذكرة الدخول قيل لي ان التذكرة مخولة للدخول من البوابة الثانية.. فهرعت إليها وبعد ان نظر الفاحص إلى تذكرتي قال: «هذه التذكرة لا تخولك بالدخول عبر بوابات القاعدة المخصصة للمدعوين ولكبار القوم».. فقلت له: أنا الآن وصلت هنا وأحمل تذكرة دخول مدفوعة الأجر، ثم إنني مواطن بحريني فلِمَ لا أدخل؟.. فأجابني ليقول: «أنت تدخل ولكن عبر منفذ آخر يجلبك إليه أحد الباصات الموجودة في حلبة البحرين الدولية».. وقتها تمنيت لو استطعت إرجاع ثمن تذكرتي كمتقاعد والعودة من حيث أتيت.

ولكنني وبرغبة النظر إلى أصناف الطائرات عن قرب كما بث عبر التلفاز تحاملت على نفسي وإحساسي بالامتعاض وتوجهت إلى حلبة البحرين للسيارات، وبعد ان ركبت الباص المعد لنقل الزوار أمثالي إلى قاعدة الصخير والذي كان ممتلئا بالأجانب جلست بمحاذاتي شابة أوروبية جذابة ظننتها الممثلة العالمية الشهيرة «انجلينا جولي» وأخذت تحادثني عن البحرين وطبيعتها وعن شعبها الودود وطبيعته السمحة الخ.. وقتها تلاشت كل مشاعر الغضب والإحباط التي كانت تلازمني من جراء عدم السماح لي بالدخول عبر بوابات القاعدة، وتمنيت إلا يتحرك الباص من مكانه لأتمتع بمزيد من الحديث مع تلك الحسناء الغربية الاجتماعية الجميلة.

هكذا نحن معشر الرجال عندما نشاهد امرأة جذابة نشعر بنشوة تفصلنا عن العقل. إلا ان الباص تحرك للذهاب بنا إلى القاعدة عبر طرق مختصرة حديثة لم أعهدها من قبل، وبعد ربع ساعة حسبتها ثواني معدودة وصل الباص إلى وجهته.. وما ان نزلت حتى هرعت نحو مكان الطائرات التي كنت أشاهدها عبر شاشة التلفاز إلا أنني صدمت ثانية لعلمي ان تلك الطائرات معروضة في الطرف الآخر من القاعدة الذي خصص لكبار القوم، ولم أشاهد في الموقع المتواضع المساحة الذي أنزلت فيه إلا بضع طائرات طوافات (هيلوكوبتر) قديمة.. عندها فقط علمت انه حتى بعض الإعلانات الرسمية هي الأخرى لا تختلف كثيرا عن الإعلانات التجارية المخادعة التي لا تجسد الواقع والحقيقة.. فلم أتحسر على (الفوازي) التي دفعتها ثمنا للدخول، ولكن لإحساسي المؤلم بتطبيق سياسة المفاضلة بين بحريني وآخر.. هذا بخلاف أسعار المواد الغذائية المبالغ فيها في المعرض العتيد.. وكل معرض والجميع بخير.

أحمد محمد الأنصاري



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة