الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٣٧٩ - الاثنين ١٣ فبراير ٢٠١٢ م، الموافق ٢١ ربيع الأول ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

الرياضة


موقف رياضي





في دبي وجهوا سؤالاً إلى دييغو مارادونا مدرب نادي الوصل الإماراتي لكرة القدم وقالوا له لو عُرض عليك تدريب منتخب انجلترا هل تقبل؟ مارادونا أجاب بالرفض. هذا بالضبط ما ساقه الخبر المنشور في صحافة الإمارات الرياضية أمس. لو قام كل قارئ رياضي وتمعن في الخبر ودرسه عن ظهر قلب وحلله تحليلاً عادياً جداً لما صدّق مضمونه تماماً، لأن الخبر من حكايات ألف ليلة وليلة أو الخرافات التي كانت جدّاتنا توزعها علينا قبل أن نذهب إلى النوم، في اعتقادي انه لو خلت الكرة الأرضية من المدربين وجفّت الكرة الانجليزية بأنهارها وأنديتها وشوارعها ولو تهدم الملعب الشهير في العالم ويمبلي ولو لم يبق على وجه بريطانيا شيء اسمه كرة القدم ما فكّر الاتحاد الانجليزي في مارادونا أو حتى خياله.

هذه حقيقة من الحقائق لأن الاتحاد الانجليزي لكرة القدم ليس كأي اتحاد عالمي آخر يمكنه أن يقبل بالأسماء الرنانة لا غير فإذا كان اسم مارادونا رناناً ففي انجلترا عشرات المئات من المدربين ذوي الأسماء الرنانة ويمتلكون التاريخ الكروي الناصع والمؤهلات التدريبية العالية ولا يمكن أن يختلف اثنان على هذا القول. نحن نعلم أن مستوى الصحافة يعتمد على ثقافة الصحفيين وقدرتهم على توجيه الحوارات والأسئلة وكلما ازداد الصحفي ثقافة في مجال عمله أسهم في تطوير الجهة التي يعمل فيها.

من تابع كأس العالم عام ١٩٨٦ في المكسيك فسيعرف ماذا فعل مارادونا بمنتخب انجلترا حينما أحرز هدفاً بيده في مرماهم أخرجهم من الدور قبل النهائي للبطولة وبنتيجة ١/٢، ويومها لم يعترف بالخطأ الذي ارتكبه لكنه اعترف فيما بعد. فكيف يمكن للاتحاد الانجليزي لكرة القدم أن يثق برجل سرق منهم نتيجة مباراة؟ أنا مندهش من السؤال وليس من الجواب لأن مارادونا نفسه يعرف قوة شخصية الاتحاد الانجليزي ولا يمكن أن يُسوّق نفسه بهذا الرخص إلاّ إذا كان متفقاً مع السائل على ترويج هذا السؤال الركيك.



.

نسخة للطباعة

مقالات أخرى...

الأعداد السابقة