الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٣٨٠ - الثلاثاء ١٤ فبراير ٢٠١٢ م، الموافق ٢٢ ربيع الأول ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

مقال رئيس التحرير


في مواجهة الشر .. لا مجال للصمت









أمس تشرفت بحضور مجلس سمو رئيس الوزراء بعد فترة طويلة من الغياب. وقد وجدت المجلس مكتظا بالمواطنين الذين يمثلون كل شرائح المجتمع.. رجال أعمال ومثقفين ومواطنين عاديين. ولم يكن مجلس الأمس عاديا في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها البلاد حاليا.



ومنذ ان بدأ سمو رئيس الوزراء الحديث، تطرق مباشرة الى الأوضاع والظروف الحالية التي تمر بها البلاد.



بدأ سموه حديثه بالقول: إننا لو تأملنا الانجازات التي حققتها البحرين وكل دول مجلس التعاون خلال العقود الماضية في كل المجالات، فسنجد انها انجازات كبيرة حقا. الانجازات في مجالات التعليم والاسكان والصحة وتوفير فرص العمل اكبر بكثير مما حققته أي دولة غربية.



ففي الوقت الذي نبذل فيه جهودا هائلة متواصلة لتطوير هذه الخدمات والارتقاء بها، وخصوصا في مجال التعليم، نجد ان الوضع في بريطانيا مثلا مختلف تماما. هناك في بريطانيا، تؤثر الزيادات المستمرة في الرسوم الجامعية بالسلب على أكثر من مليون طالب، وتمثل عبئا كبيرا يثقل كاهل الاسر العادية.



واضاف سموه: على العكس من هذا، نحرص كل عام على زيادة الميزانيات المخصصة للقطاعات الحيوية مثل التعليم والصحة والاسكان.



بالطبع، الشعب يثمن الجهود المبذولة في هذا المجال ويقدرها، لكن هناك من لا يقدرون ذلك.



وبروح القائد المسئول المنشغل بقضايا وطنه، انتقد سمو رئيس الوزراء الإعلام الغربي لتعمده تجاهل هذه الحقائق وهذه الانجازات وعدم تسليط الاضواء عليها، وبالتالي عدم تقديم صورة صادقة عن الاوضاع في بلادنا.



في الحقيقة، يبدو الاعلام الغربي مهووسا باستمرار بالحديث الدائم عن الاعمال التي يرتكبها من يخرقون القانون ويريدون اشاعة الفوضى، ويتجاهل الحديث عن الذين يكرسون جهودهم من اجل إقرار القانون وإشاعة الأمن والاستقرار.



وتطرق سمو رئيس الوزراء الى القضية التي تشغل بال الجميع اليوم.



قال سموه: في الوقت الحاضر، القضية الأساسية هي: كيف نحقق بشكل فعال المطلب الذي تطالب به الأغلبية، أي تطبيق القانون وفرض الأمن؟



لا يمكن ان نأخذ أمن واستقرار البلاد كأمر مسلّم به. ذلك ان المحرضين السياسيين والذين ينتهكون القانون يستطيعون هذه الأيام دخول كل بيت من خلال شبكات الانترنت، وعبر هذه الشبكات ايضا تصل الدعاية القادمة من الخارج والتي لا هدف لها الا إلحاق الأذى باقتصاد البلاد.



ولفت سموه النظر الى انه على ضوء هذه الحقيقة، فإن المجتمع يجب ان يتعلم كيف يواجه هذه الحملات الدعائية المغرضة.



وأشار سموه الى الذين يرددون هذه الأيام عبر اعلامهم التحريضي ان «الحوار» يجب ان يبدأ.



قال سموه : يجب ان نسأل أنفسنا، عن أي حوار يتحدثون؟ ومع من؟



في بلدنا، انتخب الشعب بشكل ديمقراطي حر نوابه الذين يمثلونه في البرلمان. أليس هؤلاء النواب الذين يمثلون الشعب مسئولين عن مناقشة كل شيء واي شيء، وخصوصا أي اصلاحات او تغييرات يرونها ضرورية؟



الأمر المحزن ان الاعلام الغربي، على الرغم من انه يزعم انه يتبنى القيم الديمقراطية ويدافع عنها، فانه يتجاهل هؤلاء النواب الممثلين للشعب، ويحلو له ان يصف الغوغاء في الشارع بالمعارضة.



واضاف سموه: حقيقة الأمر ان هؤلاء الموجودين في الشوارع لا يكنون أي احترام او تقدير للبلاد ومصلحتها. ان هدفهم الوحيد هو ترويع المواطنين المخلصين المهمومين بالاسهام في بناء بلدهم، الى درجة تدفعهم الى مغادرة بلادهم.



وسمو رئيس الوزراء محق في هذا تماما. لنا ان ننظر فقط الى ما حدث في ايران حيث شهدت اكبر نزيف للعقول، وهاجر اكثر من ستة ملايين ايراني من افضل الكفاءات الى الخارج في خلال الأعوام الثلاثين الماضية بعد ان وصلوا إلى حد فقدان الأمل تماما. وهم الآن متفرقون في ارجاء العالم من سان فرانسيسكو الى سيدني.



وقد شهدنا موجات هجرة شبيهة من بيروت بدأت في ١٩٧٥، حيث غادر مئات الآلاف من الكفاءات اللبنانية بلادهم. ويعيش ٢٠٠ الف من هؤلاء في استراليا وحدها. وهؤلاء المهاجرون هم الافضل تعليما في لبنان.



وقد اكد سمو رئيس الوزراء بشكل حاسم: اننا لن نسمح ابدا بمثل هذا ان يحدث لشعبنا في البحرين. وقال: لقد استثمرنا ثروة الوطن في اطفاله. وهؤلاء هم الاشجار المثمرة التي لا يمكن لنا ان نسمح لها بأن تنمو في تربة أخرى غير تربة وطنها.



أما فيما يتعلق بخرق وانتهاك القانون، فقد قال سموه: أرى ان من واجبنا جميعا ان نتصدى لذلك بشكل حاسم وحازم. وانا لا أتحدث هنا كرئيس للوزراء فقط وإنما أيضا كمواطن عادي. لا بد ان نقف جميعا متّحدين صفا واحدا في مواجهة هؤلاء الذين يضمرون الشر لهذه البلاد. وتذكروا جيدا : الشر لا يعم وينتشر الا حين يلوذ الرجال والنساء المخلصون بالصمت.



وخاطب سموه الحضور قائلا: انكم جميعا لديكم القدرات والامكانيات. يجب ان تبذلوا جميعا كل ما تملكون من جهد كي توضحوا الحقائق لمن لا يعرفونها، وللذين يوجدون هنا فقط كي يكتبوا التقارير المسيئة المضللة.



الحقيقة انني بعد ان أنصتّ مليا الى حديث سمو رئيس الوزراء، تمنيت لو تم بث هذا الحديث بالكامل عبر التلفزيون والاذاعة ليسمعه المواطنون والمقيمون، وليسمعه أيضا هؤلاء الذين يلقون قنابل المولوتوف على رجال الأمن.



وتمنيت أيضا لو يسمع حديث سموه هؤلاء الصحفيون الذين لا يكفون عن كتابة التقارير الظالمة المضللة عن البحرين، كي يدركوا بأنفسهم، الى أي حد يتحلى خليفة بن سلمان بالمسئولية تجاه البحرين ويحرص على مصالح شعبها.







.

نسخة للطباعة

في مواجهة الشر .. لا مجال للصمت

أمس تشرفت بحضور مجلس سمو رئيس الوزراء بعد فترة طويلة من الغياب. وقد وجدت المجلس مكتظا بالمواط... [المزيد]

الأعداد السابقة