الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٣٨٣ - الجمعة ١٧ فبراير ٢٠١٢ م، الموافق ٢٥ ربيع الأول ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)


أبشرك: البحرين بخير





مما لا شك فيه أن الأحداث في مملكتنا الحبيبة المت الجميع سواء في البحرين أو خارجها فنحن في دول مجلس التعاون الخليجي كالجسد الواحد ما يصيب احدنا يتألم له جميعنا، وهكذا أمرنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ونزل في كتاب الله عز وجل في قوله تعالى: «وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا».

أحد الأصدقاء من إحدى دول مجلس التعاون الخليجي ينقل لي استياءه وأسفه بنفس الوقت مما رآه ليلة الأحد الموافق ٢٩ يناير ٢٠١٢م في برنامج «أنا البحرين» الذي عرض فيه تقرير عن العمليات الإرهابية التي يقوم بها المخربون في استهداف رجال الأمن بمملكة البحرين وقال بإن ما يحصل في البحرين «شي مؤسف بصراحة»، فرددت عليه قائلاً: هذا هو نتاج السمع والطاعة العمياء لولاية الفقيه التي تلعب بعقول أبناء البحرين الذين يدينون لها من دون تفكير بعواقب أفعالهم وتصرفاتهم التي قد تحول بلدانهم إلى حرب أهلية رأينا نتائجها جلية في أرض الرافدين التي كانت منارة للعلم وكان سكان الرافدين يشار إليهم بالبنان وكانت مفخرة للعرب جميعاً بما وصلت إليه من تقدم وحضارة وثقافة ونماء قلما نجده في بلد عربي اخر، واليوم أصبحت خراباً يعمها الدمار والقتل وينخر الفساد في جميع وزاراتها ومؤسساتها وقد أظهرت الدراسات أن بغداد من أكثر مدن العالم فساداً (فوا أسفاه على بغداد).

كذلك المشهد اللبناني ليس ببعيد عن المشهد العراقي فكلاهما يحمل نفس السمات التي زرعتها ولاية الفقيه ومرجعياتها، فالناظر إلى لبنان قبل أن يكون لولاية الفقيه فيه يد تعبث فيه وبأمنه لوجد الفرق جليا بين الأمس واليوم، وهكذا يريدون أن تصبح البحرين الجميلة التي يسميها الجميع لؤلؤة الخليج لتلحق بركب العراق وهذا ما لا نسمح به، فإن كانت فئة قليلة ترغب في جر البحرين إلى الدمار والفقر والقتل كما هو حاصل في العراق فنحن لن نقبل بذلك وسندافع عن مكتسبات البحرين ولن نرضى بأن نعود سنوات طويلة إلى الوراء والتخلف أو نعيش في خوف فاقدين الأمن والأمان وهذا كله من أجل تطبيق أجندات خارجية لا تمت إلى السلم بصلة ولا تقوم على خدمة المواطن ورقيه إطلاقا وقد رأينا نتائجها في أكثر من بلد ناهيك عن البلد المصدر لولاية الفقيه الذي يعيش أبناؤه في فقر وعوز وخوف وتخلف وإذلال وبدون حرية وبدون مستقبل وبدون كرامة.

بعبرة «والله إن الوضع في البحرين شي محزن حرام والله البحرين ما تستاهل اللي قاعد يصير فيها» أحسست بأن الألم يعصر قلبه، ونحن نقول له: للأسف ان يكون أناس من الخارج قلوبهم على البحرين ويأسفون لما يقوم به البعض بينما قلة مخربة من أبنائها قلوبهم قست على البحرين ولم يراعوا مصلحتها وسمعتها اللتين حاكتهما كل يد بحرينية مخلصة طوال سنوات طويلة لتظهر للعالم بمستوى مشرف بين الدول ونحن إذ نستذكر حب الأم لولدها الذي يقابله جحود الابن وظلمه لها: «قلبي على ولدي انفطر وقلب ولدي علي حجر»، كما نقول له: لا تحزن فالبحرين في قلوبنا ولن نسمح لأحد بأن يعكر صفوها ولن نرضى بأن تحدد فئة قليلة خارجة عن قيمنا الإسلامية مصيرنا جميعاً، فالبحرين بلد الحب والسلام والأمن وستظل كذلك طالما حيينا وستظل البحرين كما عهدتها وعهدها الجميع لؤلؤة الخليج المشرقة الآمنة المستقعبدالهادي الخلاقي



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة