الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٣٨٤ - السبت ١٨ فبراير ٢٠١٢ م، الموافق ٢٦ ربيع الأول ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

الرياضة

الاتفاق فريق عريق في لعبة اليد ولديه الطموح المتجدد إلى المنافسة
الاتجاه إلى المدرسة التونسية في التدريب خطوة موفقة في الاتجاه الصحيح





عند الحديث عن الفرق الكبيرة في الدوري المحلي لكرة اليد لا يمكن بأي حال أن نغفل مكانة فريق الاتفاق الذي تمكن في السنة الماضية -بعد سنوات طويلة من العمل الجاد- من الوصول إلى المربع الذهبي والمنافسة على بطولة الدوري عن قرب وكذلك الحال على بطولة كأس الاتحاد للمرة الأولى في تاريخ النادي العريق، على الرغم من تربع الاتفاق على مستوى الفئات العمرية المختلفة على البطولات مشاركة ومنافسة مع أندية باربار والشباب والدير المنافس الصلب ودخول الأهلي بعد غياب استمر طويلا منصات التتويج.

إذا ذهبنا بعيدا عبر السنوات التي مضت نجد أن الاتفاق من الفرق الكبيرة والعريقة في لعبة كرة اليد، ومر على تدريب الفريق الكبار من المدربين الوطنيين والمدربين الأجانب المحترفين، وأشير إلى محمد المعتوق وبدر ميرزا وشتالي المغربي ولطفي الباهي التونسي وأخيرا عادل السباع، ويعد فريق الاتفاق من الفرق المؤسسة للعبة في البحرين وتمكن عبر تاريخه الطويل من إيصال الكثير من اللاعبين إلى صفوف المنتخب منهم حارس المرمى في النادي والمنتخب محمد العصفور وأمير شهاب وإقبال محمد وأحمد عباس ورائد المرزوق وأكبر المرزوق وغيرهم من اللاعبين الناشئين.

السباع يحقق الرقم القياسي في تدريب الاتفاق

حقق عادل السباع مدرب منتخبنا الوطني للناشئين والرجال رقما قياسا في تدريب فريق الاتفاق مدة سبع سنوات متتالية، وأعتقد جازما أن فترة السبع السنوات هي الأطول في تدريب الفرق المحلية، وتمكن السباع بعد هذه الفترة الطويلة من تأسيس فريق متطور يمتلك شخصية واضحة ولديه أسلوب فني في اللعب يتصف بالسرعة في التحول إلى الهجوم والضغط على المهاجمين في حالة الدفاع ويمتلك اللياقة البدنية العالية وعنصر المفاجئة، وعلى الرغم من ضعف البنية الجسدية وقصر قامة اللاعبين فإن ذلك لم يكن بالمشكلة الرئيسية، فوق هذا كله احترام القيادة الفنية للسباع ومساعديه، وكان السباع يعمل كالنحلة في تنقلاته بين تدريب الكبار والصغار وتوجيه المساعدين وعلاج المشكلات الإدارية وإيجاد الحلول المناسبة التي تساعد اللاعبين على الحضور والالتزام، وقد كانت الفترة الطويلة التي قضاها السباع في تدريب الفريق ذات جدوى من الناحية الفنية والذهنية والبدنية وفوق ذلك تحسين الجوانب السلوكية، وكان واضحا خفة وتلاشي الاعتراضات من قبل اللاعبين على قرارات التحكيم، وتمكن السباع بعد الفترة الطويلة من إيجاد فريق منافس قوي يحظى باحترام الفرق الكبيرة.

السباع يغادر إلى تدريب المنتخب

المفارقة الغريبة جاءت بوصول الاتفاق إلى المباراة النهائية على كأس الاتحاد في الفترة التي غادر فيها السباع لتدريب المنتخب في الوقت الذي عجز فيه السباع عن الوصول طوال السنوات السبع إلى هذه المرحلة المتقدمة على الرغم من غياب المدرب القدير الذي خلف السباع، حيث منحت إدارة النادي الثقة في حارس الاتحاد الملقب بالسعودي لإدارة الدفة لعدم قناعة إدارة النادي بقدرة الفريق على الوصول إلى المباراة النهائية، إلا أن لاعبي الاتفاق الكبار والصغار أثبتوا عكس ذلك وقلبوا المعادلة وأطاحوا بالنجمة ووصل الفريق إلى نهائي الكأس بجدارة واستحقاق وخسر الفريق النتيجة إلا أنه تمكن من تدوين اسمه في سجل البطولات وصيفا.

الاتفاق يستعين بالخبرات التونسية والوطنية

قررت إدارة نادي الاتفاق مع بداية الموسم الحالي الاستعانة بخبرات المدربين التونسيين المعروفين بالكفاءة والخبرة والإخلاص في العمل لتطوير مفاصل الفريق بعد مغادرة السباع والحفاظ على المكاسب الجوهرية السابقة على مستوى الكبار وبناء مستقبل الصغار، وقد وفق الاتفاق في الاستعانة بالمدرب عبدالستار العرفاوي الذي يمتلك الرؤية الواضحة ولديه الطرق والأساليب لتحقيق الطموح على مستوى الصغار. جاء الاتفاق بالمدرب التونسي محمد إمام الذي تمكن بسرعة من إعادة تشكيل الفريق وإدخال العناصر الجديدة ضمن التشكيلة وعمل على تهذيب السلوك وبناء المهارة ومكافأة المجتهد وبجانبه إدارة متابعة تكمل الخطوة بخطوة إيجابية مماثلة.

الاتفاق يمر بمرحلة مخاض

تعد هذه الفترة التي تسلم خلالها المدرب التونسي عبدالستار العرفاوي بمثابة فترة مخاض وإعادة تشكيل في أسلوب العمل واستراتجيات اللعب في مواجهة الفرق الكبيرة والصغيرة، مع ابتعاد البعض من اللاعبين المؤثرين عن الفريق الذين تركوا مساحة فراغ كبيرة، وأشير هنا إلى النجم أحمد عباس نجم منتخب البحرين الوطني والاتفاق الذي انتقل للعب في صفوف الأهلي مقابل عرض مادي، كما أن قرار الحارس المخضرم علي المطوع التوقف عن اللعب أضر كثيرا بمركز الحراسة والتوجيه، حيث كان المطوع قائدا للفريق وعاملا مساعدا على حماس اللاعبين وقتالهم داخل الملعب ويمثل المطوع بالنسبة إلى الاتفاق صمام أمان، والمشكلة أن السباع لم يترك اللاعب البديل في الاتفاق وكان اعتماده خلال السنوات السبع الماضية على مجموعة محدودة من اللاعبين لا تغذي الفريق في اليوم الآخر، وأعتقد بأن هذا ما يعانيه المدرب التونسي العرفاوي الذي يحاول جاهدا توظيف كل القدرات الممكنة لانتشال الاتفاق والدفع به باتجاه المنافسة على البطولات، كما أن التغير في أسلوب التعامل وإعطاء الفرص للاعبين المتبقين في الفريق لم يرض البعض الذي شعر أن مكانه في الفريق مهدد وهناك من يقف على الخط بانتظار الفرصة، إلا أنني أعتقد أن فرصة الاتفاق في المنافسة على البطولات ستظل قائمة متى ما استوعب الدرس واقتنع بأن قدرات الفريق قد تغيرت ولا بد من بذل المزيد من الجهد والتعاون من أجل التعويض ومد اليد إلى مدرب الفريق التونسي الجديد حتى يتمكن من إعادة الاتفاق إلى قضبان المنافسة، الفريق يقدم مستويات جيدة على الرغم من التذبذب في المستوى الفني وعدم الثبات بدليل الخسارة من سماهيج في أولى مباريات الفريق في الدور التمهيدي، ومع احترامي الشديد لقدرات الفريق السماهيجي فإن الاتفاق يمتلك الخبرة والتجربة الميدانية الطويلة ولا يمكن أن يقع سريعا في فخ الهزيمة المبكرة.

الاتفاق فاز في اثنتين

لعب الاتفاق كما باقي الفرق أربع مباريات في الدور التمهيدي لدوري اليد، قبل أن تتوقف المباريات والشروع بالدخول في الدورة التنشيطية لإعطاء المساحة الكافية للاعبي المنتخب للانخراط في التدريبات، استعدادا للمشاركة في التصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم وتمكن الاتفاق من الفوز في مباراتين وخسارة مباراتين ويقع في الترتيب الثامن بين الفرق الاثني عشر المتنافسة في الدوري ويحتاج الفريق إلى المزيد من الجهد والترتيب والعمل المنظم والالتزام بالحضور إلى التدريبات حتى يتمكن مجددا من اجتياز حاجز الصوت المرتفع وبلوغ المرحلة الثانية ضمن الفرق الستة الكبار التي يحق لها المنافسة على بطولة الدوري فقط، وفي حالة عدم تمكن الفريق من تجاوز المرحلة الأولى والانشغال بالخلافات وتباعد وجهات النظر فسيجد الاتفاق نفسه يلعب ضمن الفرق الهامشية التي تتنافس من أجل ترتيب المراكز من السابع حتى الثاني عشر، وأعتقد بأن الاتفاق لن يقبل بأقل من الصعود إلى مصاف الفرق الكبيرة والمنافسة على المراكز المتقدمة.

إدارة جيدة وأجهزة فنية على مستوى عال

يقف خلف الفريق الاتفاقي نخبة من الإداريين أصحاب الخبرة والتميز في العمل التطوعي ويعملون طوال ٢٤ ساعة في اليوم وسبعة أيام في الأسبوع من دون مبالغة من أجل تسهيل مهمات الفرق داخل النادي التي تقلصت مع تفكيك الدمج، إلا أن الإرادة ظلت قوية بتجاوز المحطات الصعبة بالمزيد من التضحيات، كما أن خيارات الإدارة للمدربين تأتي من خلال المشورة والبحث والتقصي لذلك نجد الكفاءة في الأجهزة الفنية حيث يتصدر فريق الناشئين والأشبال في الاتفاق الفرق في الدوري المحلي، ومع الرجال التحضيرات جاهزة للعودة إلى سلم المنافسة بنجاح.

الاتفاق قادم

أعتقد أن الاتفاق قادر على فك الشفرة والدخول في مرحلة من العمل الجاد لتجاوز المنعطفات والتباين في النظرة إلى المستقبل، ولا بد أن يعرف اللاعبون في الفريق بأن الأسماء الكبيرة والنجوم في الأندية والمنتخبات تتساقط سريعا كما أوراق الخريف متى ما ابتعدت النجوم عن العطاء السخي المتواصل وقل الحماس والدافعية في اللعب.



.

نسخة للطباعة

مقالات أخرى...

الأعداد السابقة