الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٣٨٤ - السبت ١٨ فبراير ٢٠١٢ م، الموافق ٢٦ ربيع الأول ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

أخبار دولية


الليبيون لا يشعرون بالأمان بعد مرور عام على انتفاضة بلادهم





بنغازي - طرابلس- الوكالات: خرج الليبيون إلى الشوارع أمس الجمعة للاحتفال بالذكرى الأولى للانتفاضة التي أطاحت بالزعيم الليبي معمر القذافي، إلا أن بعضهم اشتكى من انعدام الأمن والنظام في البلد الذي يستعد لإجراء أول انتخابات حرة.

وتجمعت حشود ترفع الأعلام في ساحة الشهداء بالعاصمة طرابلس وفي ساحة الحرية في مدينة بنغازي مهد الانتفاضة، واضطر المجتمعون إلى المرور عبر نقاط تفتيش إضافية أقامتها السلطات لمنع مؤيدي القذافي من تعطيل الاحتفالات بذكرى الانتفاضة.

وبدأت الاحتفالات العفوية ليل الخميس عندما خرج رجال ونساء وأطفال إلى شوارع طرابلس وبنغازي وبلدات أخرى ولوحوا بالأعلام ورددوا الهتافات.

وقالت طالبة هندسة في طرابلس تدعى سارة تبلغ من العمر ٢٢ عاما «رغم المشاكل التي ما زالت في البلاد فإنه يوم رائع ونريد أن نحتفل.. فقط انظر إلى ما حققناه خلال هذا العام المنصرم».

وتحسنت الأوضاع بالنسبة إلى كثيرين منذ الانتفاضة التي استمرت ثمانية أشهر والتي دعمها حلف شمال الأطلسي والفوضى التي تبعتها، لكن المشاكل الأمنية والسياسية تتزايد قبل الانتخابات المقررة في يونيو.

ومع سعي المجلس الوطني الانتقالي الليبي لبناء دولة ديمقراطية فإنه يكافح لفرض سيطرته على بلد يزخر بالسلاح، كما يعمل على تشكيل قوة شرطة وجيش فاعلين.

واستغلت مليشيات مسلحة جيدا الفراغ لتنشئ ضيعات محلية. ويقول المقاتلون إنهم يؤيدون المجلس لكنهم لا يطيعون إلا قادتهم. وكثيرا ما يشتبك المقاتلون بسبب نزاعات حول من يسيطر على الأحياء.

وقال عز الدين عقيل أستاذ الهندسة في جامعة طرابلس إن انعدام الأمان يمكن أن يقوض الانتخابات. وأضاف أن الإنجاز الأكبر للانتفاضة هو إنهاء نظام القذافي ووضع نهاية لفساد أسرته. وتابع أن الانتخابات تعكس سعي الليبيين لبناء الدولة والدستور.

وأردف قائلا إن ضعف المؤسسات السياسية في الدولة ربما يؤدي إلى مشاكل خطرة في ليبيا قد يكون من الصعب السيطرة عليها.

وإلى جانب فرض النظام يجب على الحكومة الليبية إعادة إعمار البنية التحتية القديمة والمتهالكة وتعزيز الأنظمة الصحية والقضائية والتعليمية الضعيفة في البلد المنتج للنفط.

ولم ينظم الحكام الجدد لليبيا احتفالات رسمية على مستوى البلاد بمناسبة الذكرى الأولى للانتفاضة، احتراما لذكرى من قتلوا في الصراع الذي انتهى بإلقاء القبض على القذافي وقتله في ٢٠ أكتوبر، لكن من المتوقع أن يزور رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفى عبدالجليل بنغازي بهذه المناسبة.

وبدأت الاحتفالات في بنغازي مهد الانتفاضة على حكم القذافي الذي استمر ٤٢ عاما مساء يوم الأربعاء بمسيرة لإحياء ذكرى أول احتجاج قبل عام.

ويقول المجلس الوطني إن مؤيدين للقذافي قد يعرقلون الاحتفال بالذكرى، لكن ربما يكمن أكبر خطر في بنغازي في احتجاجات لمؤيدين غاضبين للانتفاضة على القذافي.

وكان عبدالجليل قد واجه حشدا غاضبا رشقه بالزجاجات الفارغة الشهر الماضي في بنغازي، وقال المشاركون في التجمع إن المجلس تخلى عن قيم الثورة لأنه لم يعلن بشفافية كيف أنفق عائدات النفط ولأنه يضم مسؤولين خدموا في عهد القذافي. واندلعت الانتفاضة الليبية في شرق البلاد حول مدينة بنغازي واستلهمت احتجاجات أطاحت برئيسي مصر وتونس المجاورتين وامتدت إلى أنحاء متفرقة من البلاد إلى أن سقطت العاصمة طرابلس في أيدي معارضي القذافي فجأة في أغسطس.

ودعا البيت الأبيض الليبيين إلى «حماية الحريات» المكتسبة إثر الثورة التي أطاحت بحكم معمر القذافي، وذلك بمناسبة الذكرى الأولى لانطلاق هذه الثورة. وقال جاي كارني المتحدث باسم البيت الابيض في بيان إن «الثوار الذين ثابروا على القتال من أجل الحريات يتحملون اليوم مسؤولية حمايتها بالتعاون مع الحكومة لتحقيق الاستقرار والسلام والمصالحة».

من ناحية أخرى قالت قبائل في أقصى جنوب شرقي ليبيا الخميس إن عشرات الأشخاص قتلوا منذ الأسبوع الماضي في اشتباكات اندلعت بين قبيلتين متناحرتين للسيطرة على أراضي. واندلعت أعمال العنف في مطلع الأسبوع الماضي في مدينة الكفرة النائية واستمرت منذ ذلك الوقت، وهو ما يسلط الضوء على صعوبة فرض القانون في الدولة الصحراوية التي تتناثر فيها الكثافة السكانية. ويجد المجلس الوطني الانتقالي صعوبة في بسط سيطرته على أنحاء البلاد مع تنازع المليشيات المحلية والجماعات القبلية المتنافسة على النفوذ والموارد.



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة