الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٣٨٦ - الاثنين ٢٠ فبراير ٢٠١٢ م، الموافق ٢٨ ربيع الأول ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

زاوية غائمة


دنيا عجيبة





في لحظات الضعف قد يصيح الواحد منا ازاء مواقف واحداث تؤلمه أو تحزنه أو لا تروق له: هذا ظلم.. أين العدل.. اشمعنى انا؟ ولكن لو تأملنا الأشياء والناس حولنا لهانت علينا مصائب كثيرة، خذا مثلا ذلك الرجل الذي أسس شركة مارلبورو للسجائر المعروفة وصار من أغنى أغنياء العالم، ذلك الرجل مات بسرطان الرئة.. طباخ السم لا بد أن يذوقه! حارب بشراسة وسائل الإعلام ومؤسسات البحث الطبي التي قالت ان السجائر تسبب السرطان، واستعان بباحثين عديمي الضمير لإثبات ان السجائر مفيدة للصحة لأن التبغ نوع من النبات والنباتات غنية بفيتامين سي والألياف، وبموته بسرطان الرئة لم تستطع شركة تبغ أن تنفي مضار التدخين.. وبالمقابل انظر حال لاعب كرة السلة الأمريكي مايكل جوردان، الذي اعتزل اللعب وعمل فور اعتزاله في مجال الاعلانات الخاصة بشركة نايكي للمنتجات الرياضية وجنى من وراء ذلك أي نظير الظهور نحو خمس دقائق في السنة في تلك الاعلانات اكثر مما يجنيه جميع العمال في مصنع نايكي في ماليزيا في سنة كاملة..!! ثم صار ينتج أحذية رياضية تحمل اسمه وقيمة فردة واحدة من ذلك الحذاء تعادل راتب أبي الجعافر في أسبوع وخذ مثالا النجمة الفاتنة الراحلة مارلين مونرو التي دوخت الرئيس الامريكي الاسبق جون كنيدي، هذه الحسناء كانت بستة أصابع في كل رجل وكانت تحسب انها ملكت الكون بعد ان استدرجت كنيدي إلى فراشها، ولكن الكون ضاق بها فانتحرت! ومن عجائب الأمور ان والت ديزني ذلك الامريكي الذي أسس اكبر امبراطورية للترفيه في العالم وشيّد مجده المالي بأفلام الكرتون التي يقوم بأدوار البطولة فيها الفأر الشهير ميكي ماوس، كان يخاف من الفئران ويستنجد بسكرتيرته اذا رأى فأرا في مكتبه؟ يعني الخوف من كائنات معينة ليس وقفا على النساء، رغم ان بعض النساء مخيفات أكثر من الفئران! أنا شخصيا اخاف من الجمال (بكسر الجيم.. وأحيانا بفتح الجيم)، ولو قابلت قطة في مكان ما تراجعت تكتيكيا حتى لو اضطررت إلى العودة من حيث أتيت، ولكن أكثر كائن حي يرعبني هو الوطواط، وشاء حظي العاثر ان اعمل في اول سنة لي في مهنة التدريس في مدرسة في اواسط السودان وكانت سقوف المدرسة وسكن الطلاب (الداخليات) موبوءة بالوطاويط، وكنت مشرفا على احد تلك المساكن ومقيما فيه، وبدلا من ان أوفر الرعاية للطلاب كنت أستعين بهم لتطهير غرفتي من الوطاويط واستغل الملاعين نقطة ضعفي تلك فكانوا يسربون صغار الوطاويط إلى غرفتي ثم يصطنعون النوم وذات مرة أضأت مصباحا كهربائيا صغيرا مثبتا على قرن ثور في غرفتي فاندفع منه وطواط وخبطني على وجهي، فاضطررت إلى اللجوء إلى بيت احد الزملاء المعلمين، وهكذا كانوا يستعينون بالوطاويط لإبعادي من غرفتي، فيخلو لهم الجو فيسمرون ويهيصون حتى مطلع الفجر! أما زوجتي فإنها تخاف من الصراصير ولحسن حظها فإن منطقة الخليج تعج بانواع من الصراصير الفارهة ذات الكراديس الضخمة، وبعضها من النوع الطيار القادر على القيام بمناورات أكروباتية، مما يعطيها العذر بعدم دخول المطبخ من حين إلى آخر بحجة وجود صرصار بداخله.

ومن عجائب هذا الكون أيضا ان أم ادولف هتلر سعت للإجهاض عندما كانت حاملا به ولو فعلت (لو!!!) لما كانت المحرقة (الهولوكوست)، ولما كان اليهود يتاجرون بها ويستدرّون بها عطف الغرب الذي بات يعتبر الشهيد العربي مجرد «فطيس».. وهكذا كتب علينا ان نتعايش مع الصراصير والفئران والخفافيش الصهيونية التي تخيفنا رجالا ونساء في انتظار ان تهشها أمريكا عنا!





jafabbas١٩@gmail.com



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة