الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٣٨٩ - الخميس ٢٣ فبراير ٢٠١٢ م، الموافق ١ ربيع الثاني ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

زاوية غائمة


حب إيه اللي أنت.....





أثبتت دراسات خضع لها ٤٠٠٠ مراهق ومراهقة في بريطانيا، ان انشغال صغار السن بأمور الحب والرومانسية، يؤدي في كثير من الحالات إلى إصابتهم لاحقا بالاكتئاب او إدمان المخدرات والكحول، وقالت الدراسة إن الفتيات هن الأكثر هوسا بمسائل الحب والهيام، التي تتعلق في معظم الأحوال بالمطربين والممثلين، وكثيرون منا لا يستطيعون قراءة ما يدور في رؤوس عيالهم المراهقين الذي يضعون صور من يسمونهم «النجوم» على جدران غرفهم او أغلفة دفاترهم، فصغير السن قد يسرح بخياله في عوالم الكاميرا والمسارح وهو يتخيل ان منى زكي - مثلا - تبادله العواطف، ويوما بعد يوم يصبح مرجعا وحجة في شؤون منى زكي، ثم يحس بالألم اذا سمع أنها تزوجت أو خطبت، كما حدث مع ابوالجعافر على عهد المراهقة حين كان يهيم حبا بالممثلة المصرية سعاد حسني ثم رآها تعطي المطرب الراحل عبد الحليم حافظ بوسة طويلة الأمد على شاطئ البحر أمام خلق كثير في استخفاف تام بعواطفي، فكان ان فقدت ثقتي بالممثلات والمطربات العربيات، وحولت عواطفي إلى الايطالية التونسية المولد كلوديا كاردينالي، وأحسب أنني كنت مخلصا في حبها وعلى استعداد لطلب يدها بعد إكمال تعليمي وحصولي على وظيفة ثم ادخار راتب عشرين سنة لشراء خاتم زواج لها، ثم سمعت انها أنجبت ولدا مجهول الأب، فجلست في غرفتي وأنا أصرخ: الخاينة الغشاشة، ثم لجأت إلى مشعوذ أعد له «عملا» ضد ايطاليا بأكملها مما يفسر عدم الاستقرار فيها، فكل بضعة اشهر لديها حكومة.

المسألة جدّ يا جماعة، فنحن بسبب تربيتنا نحجم عن مناقشة مسائل العواطف وعلاقة الرجل بالمرأة مع عيالنا، فيستقون معلوماتهم عنها من الشارع، والشارع عندنا وعند غيرنا مريض، ويتحكم فيه السوقة والجهلة الذين يبيعون الخرافة مع الكنافة، وهناك حتما ملايين الصبية والصبايا الذين يحسبون أنفسهم في حالة عشق، بينما الواحد منهم لم ير المعشوق الا مرة واحدة او لم يره قط (وصلتني قبل سنوات رسائل الكترونية كثيرة من قراء لم يروا ليليان او رزان اللتين أكثرت الحديث عنهما وبعض تلك الرسائل أبدى لهفة على رؤيتهما بينما كنت أهدف في ما اكتب إلى تنفير الناس منهما ومن البث الفضائي التلفزيوني عموما)، ومصيبتنا الكبرى هي ان سن المراهقة عندنا تمتد من العاشرة إلى الستين، فالذهاب إلى حيث الراقصة المعيّنة بتكبد نفقات الفيزا والسفر والإقامة والإعاشة مراهقة، والتسكع في الأسواق لممارسة ما نسميه في السودان «شحن البطارية» مراهقة، وعلى المستوى الشخصي ألتقي كثيرا مراهقين في سن اليأس يسألونني بحكم عملي في قناة الجزيرة الفضائية هل تبادل المذيعة الفلانية الحديث؟ فأقول: طبعا لأننا نعمل سويا في أحد البرامج، فيكون التعليق: يا ابن الإيه!! أنت محظوظ، أو «ألا توجد في القناة وظائف شاغرة» فيكون ردي عليه: ما رأيك في ان تغتال فيصل القاسم وتجلس مكانه؟ وكنت أعتقد ان المراهقين فقط هم المتيمون بحب رزان المغربي التي كانت تقدم برنامجا للاغاني الغربية ولكنني اكتشفت ان رجالا بلغ بهم الكبر ان أصبحوا من مستحقي الفياجرا، يتصلون ببرنامجها بأسماء مستعارة مع انهم لا يفهمون حرفا واحدا من كلمات الأغنيات التي تقدمها رزان لجهلهم باللغة الانجليزية لمجرد الاستمتاع بالحديث معها.

ويؤكد صدق ما ذهبت اليه ان العديد من المراهقات انتحرن عندما توفي المطرب المصري عبدالحليم حافظ، وان الكثير من الفتيات يحجمن عن شراء هذه الصحيفة إذا امتنعت عن نشر صورة جعفر عباس حافظ!!





jafabbas١٩@gmail.com



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة