الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٣٩٤ - الثلاثاء ٢٨ فبراير ٢٠١٢ م، الموافق ٦ ربيع الثاني ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)


حوار هادئ حول تمديد الدوام المدرسي





بالرغم من إلحاح الكثيرين من أولياء الأمور الذين طالبوني من خلال حسابي في «تويتر» أو عبر الإيميل، بالحديث عن تمديد الدوام المدرسي، فإنني كنت أراقب الوضع مفضّلا عدم التطرق إلى الموضوع، لأنّ لي فيه رأياً قد لا يعجب أولياء الأمور، كما أنّه ربّما لن يعجب وزارة التربية والتعليم.

ما دعاني إلى الكتابة حقيقة هو الرسالة التي نشرها أمس أحد الطلبة على «تويتر»، وهي رسالة من إدارة مدرسته الثانوية، تطلب منه استدعاء ولي أمره، وتهدّد الطالب بالفصل إذا تكرّر الأمر، والسبب قيامه مع مجموعة أخرى من الطلبة بالاعتصام في المدرسة رافضين قرار التمديد؟! لا يمكن لنا أن نبرر ما حدث، لكن الموضوع في ظنّي يحتاج إلى قراءة تربوية أخرى.

رأيي في التمديد الذي قد لا يعجب أولياء الأمور هو تأييد القرار، لما له من آثار إيجابية كبيرة على الطلبة وعلى مستقبلهم التعليمي، وقد تكون التجربة التي عايشتها مع أبنائي هي التي جعلتني أعتقد بصواب قرار التمديد.

من الطبيعي جداً أن يعترض أولياء الأمور والطلبة، لأنّ الفكرة الجديدة «لخبطت» حياتهم رأساً على عقِب، لكن كان الأولى بأولياء الأمور النّظر إلى الموضوع بطريقة إيجابية، مغلّبين مصلحة أبنائهم، للاستفادة من الفكرة وليس وأدها!

في ظنّي أنّ تطبيق وزارة التربية والتعليم القرار لم يكن موفّقا، حيث غاب عنصران رئيسيان في التنفيذ، وهما تهيئة الطلبة وأولياء الأمور من جانب، وتهيئة البيئة التعليمية من جانب آخر.

قد يفسّر سبب اعتصامات الطلبة إحدى اللافتات التي قرأتها أمس، تطالب المدرسة بتوفير كراسي مريحة، كما تطالبها بتحسين نوعية المقاصف المدرسية التي توفّر الطعام للطلبة.

الرفض من أولياء الأمور الذي شاهدناه عبر التلفاز، وفي اعتصامات الطلبة، مرجعه إلى ضعف عنصر التهيئة وعدم كفايته في تذويب مخاوف الطلبة وأولياء أمورهم، وتخفيف حدة انزعاجهم من تطبيقه.

الأمر الآخر المهم، هو أن قرار التمديد يجب أن يطبّق، ولكن لضمان نجاحه، يجب أن ينفّذ وفق سياسة متدرجّة، تهيئ النفسيات والبيئة التعليمية وذلك لضمان نجاحه، ولا يمكن فرضه بالقوّة، أو استخدام التهديد مع الطلبة، لأنّ النفسية عامل مهمّ جداً في نجاح أي مشروع، فما بالكم إذا كان تعليميا؟! بمعنى آخر؛ هناك طرفان مُرسل ومستقبِل، يجب أن يتوافقا ذهنياً ونفسياً مع ذلك المشروع، لضمان نجاحه.

أعود وأقول، سياسة التمديد من وجهة نظري القاصرة سياسة تعليمية راقية، وإيجابياتها أكثر من سلبياتها، وكان يفترض بأولياء الأمور أن يكونوا داعمين للفكرة، مطالبين بتدرّجها لا بإلغائها، كما كان يفترض بالإخوة في وزارة التربية والتعليم أن يضمنوا أولياء الأمور والطلبة في صفّهم لضمان نجاح تلك الفكرة، لا أن يفرضوا عليهم الموضوع فرضاً من دون سد الثغرات التي تحدثنا عنها.

أنا من المؤيدين للتمديد، ولكن أخشى أن نخسر هذا المشروع، بسبب عدم الإتقان في نقله على أرض الواقع بتدرّج وتهيئة؛ تُنجح المشروع في عقول أولياء الأمور والطلبة قبل إنجاحه شكلاً على الأرض.

برودكاست: مازال الناس يتساءلون مع التعيينات الجديدة في جميع المواقع في الدولة، هل الدولة مقتنعة بالمبدأ الإداري: وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، أم انها مقتنعة بنفس المبدأ، ولكن مع استبدال كلمة «المناسب» بـ «الخطأ» فيما سبق؟!



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة