بعد عام كامل.. ليست بثورة وليست بشريفة
 تاريخ النشر : الأربعاء ١٥ فبراير ٢٠١٢
إبراهيم الشيخ
أرادوا إدخال البحرين في الربيع العربي بالعنف، (غصباً عن الجميع)، فَصّلوا لها لباس الثورات الشريفة، وحاولوا أن يُلبسوها إيّاه، ليكتشفوا أنّها ليست بثورة وليست بشريفة!
عام مضى، عاشت البحرين خلاله ما لم تعشه خلال تاريخها القديم والحديث، وما زال الأفق ضبابيا، لا أحد يعلم إلى أين تسير الأمور، رغم وضوح الفشل الذريع لمخطّط طائفي كان يسعى لتدمير البلد، وتنفيذ أجندات خارجية في ربوعه.
قلناها سابقا، الوفاق اليوم لم تعد تسيطر على الشارع، هي تبنّت خطاب شارعها المتطرّف خوفاً من فقدانه، لكنّها فوجئت أنّ هناك معطيات أخرى باتت تتحكّم فيه، هي فقدت ثقة طائفة بأكملها بسبب الطائفية التي تغلغلت في سلوكها السياسي، كما فقدت جزءا كبيرا من شارعها، لأنّه بدأ يكتشف أنّ رموزه وقياداته مستعدة للتضحية به مع أوّل فرصة للانقضاض على الغنيمة!
عام مضى تجرّع الوطن خلاله المآسي، وما زال البعض يريد له أن يستمر في معاناته، ولا يريد له الاستقرار والهدوء.
عام مضى، اكتشفنا خلاله أنّ الدولة باتت تحتاج إلى صياغة جديدة لمفهوم السيادة، لأنّها ما زالت هشّة ورخوة في تعاطيها مع الطوابير الخامسة في الداخل، كهشاشتها في التعاطي مع التدخلات الخارجية وبالأخصّ الأمريكية، والتي بتنا نشعر معها وكأنّنا نعيش في مستعمرة تابعة لها، وليس في دولة ذات استقلال وسيادة!
لن ينهض اقتصاد البحرين ولن يعود الأمن إليها، ولن يبدأ البلد في استرجاع عافيته، إلاّ إذا ضربت الدولة بيد من حديد على كل من يريد العبث به وبأمنه وباستقراره.
هناك جمعيات سياسية تمارس التحريض، وهناك مشايخ دين يمارسون التحريض الأسبوعي على المنابر، وهناك طوابير حملت اسم النشطاء والحقوقيين، باتوا يمارسون الكذب العلني، هذا عدا الدعم الخارجي اللامحدود الذي شرحه بتفصيل دقيق وموفق المشير الركن خليفة بن أحمد وزير الدفاع في مقابلته الصحفية يوم أمس.
الدولة تحتاج إلى انتفاضة تحفظ كيانها وهويتها، وتحفظ أرواح الناس من العبث اليومي، فما عاد مقبولاً لعبة «القبض وإطلاق السراح» التي باتت تهدد كيان الدولة بأسرها، وتهين القانون ومن يطبّقه!
من غير المقبول أن يبقى الشعب رهينة للخوف، ومن غير المقبول أن تبقى جرائم رمي المولوتوف على رجال الأمن وعلى سيارات الناس الآمنين أمراً مستمراً ومن غير رادع!
حفظ كيان الدولة الداخلي أهم من إرضاء الغرب، لأنّه من المستحيل أن يستعيد الوطن ثقته وعافيته، قبل أن يستعيد هو هيبته وكرامته.
برودكاست: نقف بقوّة مع الاقتراح الذي تقدّم به النائب محمد العمادي، ونطالب تلفزيون البحرين بتنظيم حملة متزامنة بتنسيق مع تلفزيونات الخليج العربي نصرة لإخواننا في سوريا، هذا أقلّ القليل، نصرة لهم ووقوفاً في وجه المشروع الإيراني في المنطقة.
وردة: تحية للإعلامي محمد العرب على جهده المتواصل في نقل أحداث البحرين بكل أمانة واحترافية، أنت تقوم بما عجز عن القيام به جهاز إعلام كامل بسبب أوامر عليا غير مبرّرة أبدا!
.
مقالات أخرى...
- حماس وإيران وجواز أكل لحم الميتة؟! - (14 فبراير 2012)
- أمريكا تعبث بالبحرين - (13 فبراير 2012)
- الوصفة السحرية: كيف تكون جاسوساً أمريكيا؟! - (12 فبراير 2012)
- إيران والتطهير المذهبي في سوريا - (9 فبراير 2012)
- تحسين المستوى المعيشي للمرّة الألف! - (8 فبراير 2012)
- الاتحاد مع المملكة العربية السعودية - (7 فبراير 2012)
- وطنٌ في مهبّ الريح - (6 فبراير 2012)
- ذرية إجرام بعضها من بعض؟! - (5 فبراير 2012)
- ألا قاتل الله التشبيح وأهله.. - (2 فبراير 2012)